بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
من يجول في أرجاء الكورنيش البحري لمدينة طرطوس سيصاب بالذهول لحجم الأعمال المنفذة في هذا الكورنيش، وسيصاب بالذهول أيضا لحجم الإهمال والفوضى الذي يعاني منه هذا الكورنيش..
غموض كبير واسئلة كثيرة.. ولا إجابات مقنعة حول الاشغالات والاستثمارات والتراخيص والتجاوزات على المساحات المؤجرة وكذلك عمليات الإشراف والمخالفات وكلها ألغاز لا يمكن حل طلاسمها بسهولة لإنك تتحدث عن مجلس مدينة غامض لا احد يعلم كيف تجري الأمور داخله وهو منقسم على نفسه ومليء بالمشاكل والخلافات ..
لا نريد الدخول الآن بعمق هذه المتاهات، ولكن نريد اجوبة حول قضايا اخرى تتعلق بالتعدي على حقوق المواطن والدولة بما يتعلق بالمسطحات الخضراء والطرق والممرات وعن تردي النواحي الجمالية والنظافة
العامة… فهل يعقل هذا التعدي السافر على المسطحات الخضراء وتخريبها والسماح بوضع طاولات وكراسي على الغطاء العشبي فيها سواء بالموافقة الرسمية او بدونها ؟؟ لا نريد ان نعرف كيف تم الاتفاق مع هؤلاء ولا حجم المردود المحصل منهم.. ولكن هل من المعقول أن لا يستخدم جزء من مردود الاستثمار من أجل العناية العامة بالكورنيش وفي أعمال النظافة التي هي وضع يرثى لها ..حيث القمامة موجودة في كل مكان وفي كثير من الاحيان بلا حاويات لا صغيرة ولا كبيرة ..
أما الأرصفة فهي في كثير من الأماكن متكسرة ومبعثرة الحجارة.. والرمال والأتربة في كل مكان على الرصيف.. وحدها الأحجار الكبيرة بقيت صامدة لم تتحرك من مكانها ولكن الاوساخ واكياس النايلون متراكمة في شقوقها الغميقة..
يتواجد الألاف من المواطنين يومياً على هذا الكورنيش ولكن أكثرهم يتعرض للمضايقات وهناك نفور عام من كثرة اشغالات الطاولات والكراسي على حساب الممرات لدرجة ان بعض الشاغلين يتطاولون على الناس ويمنعونهم من التحرك بحرية نتيجة التعدي على الممرات..
وبالمقابل تجد الدلال والاهتمام بالقرب من المطاعم الفخمة على الشاطئ وكأنهما مملكة منفصلة عن باقي الكورنيش حيث لا يقترب منها سوى أصحاب المناصب ورأس المال.. فترى فيها وحواليها الاهتمام والنظافة والعناية بالمساحات الخضراء والطرقات والممرات ولا ندري إن كانت هذه العناية ذاتية أم كرم اخلاق زائد من قبل المجلس..
كما يلاحظ الكثير من الأماكن غير المستثمرة ومن بينها ملعب رملي لممارسة كرة القدم الشاطئية وهو الآن مهجور ومهمل وتغطيه اكوام من الرمال والقمامة والاعشاب الكبيرة على اطرافه….فلماذا هو غير مستثمر؟؟ ولما لا يتم تنظيفه والعناية به من اجل المنظر العام..
اعتقد ان هذا المجلس ليس اميناً ولا أهلاً على إدارة هذا الكورنيش والغني بالاستثمارات الضائعة والمهملة.. ولا بد للدولة من البحث عن طريقة يتم من خلالها ضمان استثماره بالطريقة الأفضل سواء بالمردود أو بالناحية الجمالية بعيداً عن اية اعتبارات أخرى خصوصاً أننا سمعنا عن الكثير من حالات الإذعان لمستثمرين هبطوا بالمظلة من فوق متجاوزين الطرق القانونية لأعمال التلزيم والاستثمار..
- الرئيسية
- بانوراميات, محليات, وجهة نظر
- مملكتان متناقضتان على رمال الكورنيش البحري..
مملكتان متناقضتان على رمال الكورنيش البحري..
- نشرت بتاريخ :
- 2015-08-16
- 12:28 ص
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
إقرأ أيضامقالات مشابهة
تابعونا على فيس بوك








