تلال من النفايات ومساحات واسعة مغطاة بالقمامة موجودة الآن على جانب الأوتوستراد الدولي قبل مدخل طرطوس الجنوبي.. وموجودة أيضا في شوارع المدينة وفي جميع البلدات والقرى..
المنظر يبدو افتزازياً إلى أقصى درجة ومتعمداً ومقصوداً بدون أي شك.. بغض النظر عن الاسباب والحجج والمبررات التي تضعها المحافظة ومجلس المدينة ..
فهل يعقل ان يكون مدخل طرطوس هو المكان هو البديل عند وقوع مشكلة فنية تتعلق بوسائل الترحيل أو مشاكل الوصول إلى المكبات المخصصة البعيدة عن المدينة والمناطق المأهولة؟؟
المشكلة كما فهمنا بدأت بتراكم القمامة في هذا المكان لأكثر من اسبوعين بدون ترحيل إلى المكب المخصص في محيط بلدة حصين البحر بعد ان منع الأهالي وصول الشاحنات التي تنقل النفايات الى المكب بعد اندلاع حريق هائل تسبب بضرر وتلوث كبير في المنطقة الامر الذي تسبب بتكدس هذه النفايات في المكان المخصص للتجميع المؤقت قرب المنطقة الصناعية..
شاحنتان فقط كانتا تقومان اليوم بنقل القمامة ويبدو الامر مضحكاً.. فماذا ستنجز هاتين الشاحنتين امام هذا الكم الهائل من النفايات.. فهل يعقل ما يحدث؟ هل الأمر عجز ام تقاعس أم كلا الأمرين أو أن هناك من يعمل لأهداف خفية تتعلق بزعزعة استقرار هذه المحافظة انطلاقاً من تراجع قطاع الخدمات ومن بينها القمامة التي هي اليوم منتشرة بكميات كبيرة أيضا في كل حي من احياء المدينة وفي كل بلدة وقرية والحجة دائماً عدم وجود أليات أو محروقات للسيارات أو عدم وجود عمال نظافة وما إلى ذلك.من الواضح في هذا السياق أننا في مأزق كبير وأنه إذا بقي الأمر على ما هو عليه فستغرق طرطوس وضواحيها ببحر من النفايات في غضون أيام.. ولكن أعتقد انه يتم العمل لوضع خطة إسعافية لترحيل هذه النفايات أو التخفيف منها إلى اماكن مخصصة لهذه الغاية ..
ولكن لنا أسئلة مشروعة عن أسباب عدم تشغيل معمل معالجة النفايات الصلبة في وادي الهدة بطاقته الانتاجية المخطط لها..، وهناك أسئلة أخرى حول أسباب عدم تخصيص قطاع نقل النفايات بالآليات والمعدات المطلوبة والتذرع بعدم وجود اعتمادات لهذه الغاية، واعتقد أن توفير هذه الآليات اهم بكثير من المشاريع عديمة الأهمية التي تقيمها المحافظة وبلدياتها في كثير من المناطق وكان الأجدى إعادة تخصيص اعتمادات هذه المشاريع نحو قطاعات خدمية أكثر ضرورة وأكثر اهمية.. طبعاً نتحدث هنا إذا تغاضينا عن “نوايانا غير البريئة” تجاه أكثرية الأعمال والمشاريع التي تقام في هذه المحافظة في هذه الظروف الصعبة..








