بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
يعاني قطاع تربية الدواجن من صعوبات كبيرة وعوائق تؤدي بشكل تدريجي إلى توقف المزيد من المربين عن الانتاج حيث تشير احصائيات اتحاد غرف الزراعة الى خروج حوالي 70{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} من المداجن عن الخدمة بعد تكبد أصحابها خسائر كبيرة وعدم قدرتهم على المتابعة..
وفي الوقت الذي تعتبر فيه أسعار الفروج مرتفعة بالنسبة للمستهلك إلا أنها تعتبر منخفضة بنظر المربين قياساً بتكاليف الانتاج المرتفعة والدليل توقف الكثير من المنشآت عن العمل، أما السبب الرئيسي لحدوث هذه الخسارات بحسب المتخصصين فهو الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف ومستلزمات الانتاج الأخرى..
للإضاءة على هذا الموضوع التقينا بالسيد علي جواد مدير شركة جواد لصناعة الأعلاف في طرطوس حيث أكد أن المشكلة الرئيسية تتعلق باستيراد مادتي الصويا والذرة من الخارج وهما المادتين الأساسيتين في تصنيع أعلاف الدواجن حيث تحصل عليهما المعامل من الموردين بأسعار كبيرة جداً الأمر الذي ينعكس سلباً على تكاليف التصنيع وعلى أسعار المبيع إلى المداجن والمربين، وأضاف جواد أنه من الضروري للدولة تسهيل دخول موردين جدد بدلاً من احتكار استيراد هاتين المادتين من قبل تاجرين فقط مما سيؤدي إلى حدوث زيادة في المنافسة وبالتالي تخفيض الأسعار، مشيراً إلى وجود معاناة حقيقية للمربين بحيث أصبح غالبيتهم غير قادر على تمويل الانتاج الأمر الذي يضطرهم لطلب الاستدانة أو استجرار الأعلاف والمواد من المعامل والمعتمدين وإزاء هذا الواقع تلجأ المعامل إلى سحب قروض من المصارف الخاصة لتتمكن من الاستمرار في العمل وتغطية طلبات الزبائن الأمر الذي يوقعها في كثير من الأحيان في خسائر كبيرة نتيجة فوائد القروض المرتفعة ولتذبذب الأسعار وهذا ما حدث مؤخراً بعد انخفاض سعر الدولار حيث تم استجرار كميات من الصويا والذرة بأسعار دولار مرتفعة ولينخفض بعدها الدولار متسبباً بوقوع خسائر تقدر قيمتها بملايين الليرات وهي من رأسمال القروض المذكورة مما يتسبب بحدوث المزيد من الخسارات.. لذلك من الضروري للدولة بحسب السيد علي جواد أن تكون حريصة أكثر على مصالح المربين ومصنعي الأعلاف للاستمرار في الانتاج ولا بد من تقديم الدعم والتسهيلات ومن بين ذلك منح قروض مصرفية انتاجية بدون فوائد أو بفوائد ميسرة لضمان استمرار عمل هذا القطاع الحيوي الهام..
وبدورنا نقول إنه من الضروري للحكومة المحافظة على هذا القطاع والإسراع في معالجة أوجاعه.. فإضافة إلى ما ذكره السيد علي جواد لا بد من البحث عن حلول وتسهيلات إضافية من بينها على سبيل المثال منح إعفاءات جمركية للمستوردات والتخفيف من الرسوم والضرائب والخدمات الأخرى.. وقد يكون هذا الثمن هو أقل بكثير من الحاجة إلى استيراد الفروج وما يرافق ذلك من استنزاف للقطع الأجنبي وارتفاع إضافي بأسعار المبيع للمستهلك ناهيك عن التسبب بفقدان فرص العمل لعشرات الألاف من العاملين في هذه المهنة..