أقام مركز أنا وطفلي فرع صافيتا ندوة للتوعية باضطراب التوحد ألقتها مدربة التوحد في المركز نهال عتيق وذلك بحضور أهالي الأطفال المنتسبين للمركز وعدد من المهتمين
وبدأت المحاضرة نهال كلامها بالحديث عن الجذور التاريخية لاضطراب طيف التوحد, حيث أشارت الى أنه كان في الماضي يشخص التوحد تحت مظلة الجنون ولكن في عام1943 تمكن الطبيب الاميركي ليو كانر من تأطيره على أساس السلوكيات , وأوضحت المحاضرة أن التوحد لا يعني الانطواء كما يعتقد البعض . وإنما هو اضطراب نمائي عصبي يظهر خلال مرحلة الطفولة المبكرة من حياة الطفل (عامان الى ستة أعوام ) ويؤثر على تفاعله وتواصله الاجتماعي وسلوكياته واهتماماته .
أسبابه
وعن أسباب التوحد تبين عتيق أنه حتى هذه اللحظة لا توجد أسباب قاطعة لتفسير هذا الاضطراب , وإنما هناك مجموعة فرضيات وتذكر المحاضرة بعضا من هذه الفرضيات كالفرضية الوراثية والفرضية البيوكيميائية وفرضية التلوث البيئي إضافة الى الفرضية الأيضية التي تقول إن أطفال التوحد غير قادرين على الهضم الكامل للبروتينات وخصوصا البروتين الموجود في القمح ومشتقاته( الجلوتين ) والبروتين الموجود في الحليب ( الكازين).
وتشير المحاضرة نهال إلى الفرضية البيولوجية والتي تعد من أقوى الفرضيات واكثرها أنصارا والقائلة بأن جميع الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد لديهم خلل في الدماغ , وهذا الخلل موجود في الخلايا المغزلية الموجودة في المنطقة الجبهية من الدماغ .
خصائص طفل التوحد
وتبين المحاضرة مجموعة من الصفات يتسم بها طفل التوحد من أهمها ضعف التفاعل الاجتماعي والعزلة المفرطة والانسحاب وعدم القدرة على التواصل البصري والارتباط الشديد بالجمادات لا بالأشخاص ، وتأخر النطق والاستخدام المتقطع للكلام ، كما يتميز الطفل التوحدي بتكراره بعض الكلمات وقيامه بحركات متكررة سواء برفرفة اليدين أو الدوران حول نفسه , إضافة لذلك يتسم بالعدوانية وفرط النشاط وتشتت الانتباه , وعدم الإحساس بالألم والبرودة أو الحرارة
المساعدة
وتؤكد المحاضرة نهال إلى أنه توجد فروقات فردية بين كل حالة من حالات التوحد, نافية أن يكون للوراثة دور في اضطراب التوحد , مشيرة إلى أن طبيب الأطفال اختصاص عصبية واختصاصي التدخل المبكر هما المخولان بتشخيص الحالة وتقديم المساعدة حيث لايمكننا الحديث عن الشفاء , بل ينبغي التركيز على كيفية التعامل مع الطفل التوحدي ومساعدته على التحسن , حيث نجد بعض الحالات تتحسن قدرتها على الكلام , وتستطيع بناء علاقات اجتماعية بسيطة, وتتلاشى عندها الكثير من السلوكيات المضطربة.
وتنصح المحاضرة الأهل بالتحلي بالصبر وتعزيز السلوك الايجابي عند الطفل وإغداقه بالحب والحنان وضرورة التعاون والتنسيق الكامل مع مراكز التدخل المنتشرة في المحافظة لمتابعة الحالة والوصول بها إلى بر الأمان .