جاء التدخل الحكومي بالنسبة لتسويق الإنتاج الزراعي عامة والحمضيات خاصة ليسد كلّ الثغرات والحجج التي كان يضعها التجار والمصدرين في وجه العملية التسويقية خلال السنوات الماضية إضافة إلى أنه تم منح مؤسسات التدخل الايجابي مليار ليرة لتسهيل عملية التسويق داخلياً وخارجياً.
وقال المهندس سهيل حمدان مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة : إن موسم الحمضيات ما زال في بدايته وقد أعطت الإجراءات الحكومية الأمل للمزارع في تسويق كامل إنتاجه ولكن بالرغم من وجود عدد لا بأس به من المشاغل في محافظة طرطوس إلا أنها لا تملك الخبرة الكافية من ناحية الفرز والتوضيب وهذا موجود عند مشغل واحد فقط في طرطوس وعدد محدود في اللاذقية إلا أنها لا تستطيع تسويق إلا كميات قليلة والحاجة التصديرية لا تقل عن 300ألف طن من هنا لابد من توجيه التجار وأصحاب المشاغل للاستفادة من خبرات الدول المجاورة مثل مصر عن طريق استقدام خبراء لتدريب العمالة لديهم والرؤية المستقبلية تتضمن ذهاب 200-250 ألف طن لمعمل العصائر و300 ألف للتصدير والباقي للسوق الداخلية.
وأكد حمدان أنه لابدّ من التركيز على السوق الداخلية لوصول أكبر كمية من الإنتاج إلى جميع المحافظات من خلال مؤسسات التدخل الإيجابي التي تملك اليوم الكتلة المالية الكبيرة، أما السوق العراقية فهي سوق واعدة وهي في حال فتحت سوف تصرّف كميات كبيرة من الإنتاج ونأمل أن تفتح السوق العراقية خلال هذا الموسم حتى لا يقع المنتج بكساد إنتاج، فالحمضيات غير قابلة للتخزين ولا يمكن مقارنتها بالتفاح. ولاستكمال العملية التصديرية الصحيحة لابد من التوجه لإنتاج معمل للعبوات الكرتونية بالمواصفات العالمية إضافة إلى إقامة معامل لإنتاج العصائر لأن العملية التصديرية لا تكتمل من دون معمل العصائر حيث إنه جزء من الإنتاج يجب أن تأخذه معامل العصائر. وبيّن حمدان أن تقديرات الإنتاج الأولية للحمضيات في المحافظات خلال موسم 2016-2017 تصل إلى حوالي 1,1 مليون طن بواقع (256 ألف طن في طرطوس أي ما يعادل 23{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e}و840 ألف طن باللاذقية أي ما يعادل 77{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e})، مع الإشارة إلى أن الحمضيات توجد بنسب قليلة في حمص ودرعا وحماة وسهل الغاب ودير الزور وإنتاجها لا يشكل أكثر من 1{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} وإجمالي المساحة المزروعة بالحمضيات بلغت 42484 هكتاراً بنسبة 21{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} في طرطوس أي بواقع 9085 هكتاراً و79{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} في اللاذقية بواقع 33400 هكتار.
ويجمع المزارعون على أن الإنتاج جيد لكن هناك مشاكل حقيقية بموضوع التسويق من حيث أسعار المبيع ومن حيث القدرة على التصريف ومن جهة صعوبة النقل وأجرة هذا النقل فأجور النقل مضاعفة في ظل الارتفاع الكبير للأسعار والإجراءات الحكومية الأخيرة تصبّ في مصلحة المزارع ولكن لم يتغير شيء وقد يضطر الكثير من المزارعين إلى الاستغناء عن بستانه إلى التجار بالكامل مقابل سعر غير مناسب كما حصل في السنوات الماضية وتمنوا أن تكون الإجراءات الحكومية مفيدة وفي النتيجة ما يهم المزارع تسويق الإنتاج وتحقيق هامش ربح جيد ليستطيع تغطية نفقات أسرته.
من جهته أكد مدير فرع الخزن والتسويق أكرم ديوب في طرطوس جهوزية الفرع لتسويق كامل الكميات المعروضة من قبل المزارعين وحالياً تم إنجاز التحضيرات اللازمة للتسويق منها العبوات وبانتظار صدور الأسعار التأشيرية من قبل اتحاد الفلاحين والمؤسسة العامة للخزن والتسويق وأضاف: إن محافظة طرطوس من المحافظات المنتجة للحمضيات ونأمل إيجاد أسواق تصريف والأسواق الحالية محدودة وتقتصر على بعض المحافظات وهي لا تستوعب كامل الكميات المسوقة، من هنا لا بد من إيجاد أسواق خارجية ومن المهم أن يلعب اتحاد المصدرين دوره في هذا المجال.
بانورما طرطوس-تشرين