من دون الدخول في تفاصيل “حرب المتة” المستعرة وتداعياتها في الأسواق فإن معركة كسر العظام هذه دفعت الكثير من أهالي طرطوس للتساؤل عن إمكانية زراعة هذه النبته في الساحل السوري المعروف برطوبته المرتفعة وأمطاره الغزيرة, ولعل ما عزز هذا التساؤل وشرّعه هو نجاح بعض الزراعات الاستوائية التي تتطلب ظروفاً مناخية مشابهة لزراعة المته كالمانغا والافوكادو والكيوي وغيرها في الساحل, وإن لم تتحول إلى زراعات ذات جدوى اقتصادية كبيرة و بقيت ضمن حدود الزراعات الفردية المحدودة لكن اللافت فيما طرحه من التقاهم موقع تشرين أونلاين هو قناعتهم شبه التامة بنجاح هذه الزراعة متكئين على آراء أقاربهم المغتربين في البرازيل ودول أمريكا الجنوبية الذين أكدوا لهم إمكانية نجاح هذه الزراعة بنسبة كبيرة, لا بل إن البعض بدأ البحث عن الطريقة للحصول على بذار النبتة لزراعتها …؟
و لمن لا يعرف فالمته شجرة دائمة الخضرة تعد أوراقها الجزء الاقتصادي المستخدم حيث تقطف بعد مرور أربع سنوات على زراعة الشجرة وتنتشر زراعتها في المناطق شبه الرطبة ونصف الجافة وفي المناطق الدافئة والحارة والمعتدلة ذات التربة الخصبة والأهم وما يستوجب أخذه في الحسبان إمكانية زراعتها في البيوت البلاستيكية وتجدر الإشارة إلى وجود محاولات سابقة لزراعة المتة في منطقة يبرود لكنها لم تنجح بسبب برودة الطقس فيها.
لعل من المؤشرات والأسباب التي تستدعي من المعنيين في الحكومة وفي مقدمتهم وزارة الزراعة إيلاء هذه الزراعة الدراسة والاهتمام وبيان إمكانية نجاح زراعتها استيراد سورية 28{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} من إجمالي المستوردات عالمياً بأكثر من 19 ألف طن خلال عام 2016 وفقاً لبيانات مركز التجارة الدولي (ITC) بمبلغ 49 مليون دولار.
تشرين أونلاين لم يتفاجأ لعدم امتلاك مديرية الزراعة في طرطوس أي معلومات عن هذه الزراعة وعدم إجراء أي تجارب على زراعتها ويمكن في المستقبل – حسب المديرية – دراسة هذا الموضوع والاهتمام به والأمر ذاته ينطبق على مركز البحوث الزراعية الذي ارتأى عدم إمكانية البت في الموضوع إلا بعد إجراء التجارب والدراسات الكافية الوافية، مشيراً إلى أن الحصول على البذار رهن بوجود اتفاقيات دولية تضمن الحصول عليه بشكل يراعي المواصفات الفنية المطلوبة.
بانوراما طرطوس ـ تشرين أونلاين