تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية في حياة الانسان ,ولهذا لابد من الوعي والمعرفة بأساليب التربية الصحيحة ، وإدراك أن كل طفل له تركيبة نفسية تختلف عن الآخر
وحديثنا سيكون عن الطفل الحساس ،هذا النموذج من الأطفال الذي يفرض على الوالدين الكثير من التحديات عندما يتعلق الأمر بتأهيله وتربيته للتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه , وخاصة أن هذا النوع من الأطفال عاطفي بشكل كبير , ولا تقتصر حساسيته على المشاعر الرقيقة بل تتعداها الى أشياء أخرى ..
لمعرفة المزيد عن الطفل الحساس وصفاته وكيفية التعامل معه كان اللقاء التالي مع الباحثة الاجتماعية عبير مصطفى التي أشارت الى أن الاحساس المرهف إحدى النعم التي منحت للطفل , اذا تم التعامل معها بطريقة صحيحة ، فإننا سنكون أمام شخص مبدع ومميز ، لذلك يجب أن تنظر الأسرة لحساسية طفلها على أنها نقطة قوة بدلا من كونها نقطة ضعف .
تركيبته
ويختلف الطفل المولود بحساسية نفسية مفرطة عن أقرانه في شدة التأثر , وحدة الانفعال تجاه المواقف المختلفة ، ما قد يجعله مبالغا في انفعالاته ,وشدة تأثره في بعض الأحيان , ويعود السبب برأي الباحثة الى أن دماغه يتعامل مع المؤثرات بمختلف أنواعها بطريقة أكثر عمقا ودقة ,فنجده ينزعج من أي شيء يخالف ما اعتاد عليه , كما ان الطفل الحساس أكثر تأثرا بالألم مقارنة مع أقرانه .
صفاته
وتتحدث الباحثة عن أهم الصفات التي يتمتع بها الأطفال ذوو الاحساس المرهف ومنها : أنه ينتابهم الخوف بسهولة ، حيث تخيفهم أشياء قد تبدو عادية في نظر الآخرين ، كما يلاحظ الطفل الحساس أدق التفاصيل ، ويكتشف أي تغير في مظهر المحيطين به ، ويتمتع بحس الفكاهة والعفوية المحببة ، وينشئ لنفسه عالما خاصا ، كما أنه يتأثر ويبكي بسرعة عندما تجرح مشاعره أو يتعرض للظلم , اضافة لتأثره بأحوال الآخرين , وتقديم حاجاتهم على حاجاته بشكل لا ارادي ,كما أن الطفل الحساس يعبر عن انفعالاته بطريقة شديدة ,حيث يصعب السيطرة عليه في حالات الفرح والحزن , وهذا ان دل على شيء , فانه يدل على صدقه ورقة مشاعره .
التعامل معه
وتؤكد مصطفى أن الأطفال أصحاب الاحساس المرهف يحتاجون احتراما وتقديرا , ولايحتملون توجيه أي كلمة أو عبارة تنم عن اللوم والتقريع , ولهذا يتوجب على الأهل معرفة المشكلات التي تواجه طفلهم الحساس , وتخصيص وقت كاف له ومناقشته للوصول الى حل لمشكلاته ، فسعادة الطفل الحساس تكمن في أن يجد من يستمع له برحابة صدر ، وعلى الاهل أيضا تعزيز ثقته بنفسه , ومدح انجازاته والأعمال التي يقوم بها ، وضرورة الابتعاد عن مسببات التوتر والقلق وتجنب الشجار أو معاقبة أحد أمامه وينبغي العمل على التجاوب مع شدة انفعالاته , والحرص على استخدام أساليب التنبيه معه , والبعد عن معاقبته لأن ذلك سيسبب ألما نفسيا عميقا له ، وأخيرا على الاهل مسؤولية تعليمه حل مشكلاته بشكل تدريجي , وتدريبه على الطرق الصحيحة للتكيف مع مشاعره , وتحويل ما يشعر به الى كلمات .
بانوراما طرطوس- الثورة