تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
بيان عملي بحري سوري روسي بالذخيرة الحية بإحدى القواعد البحرية في طرطوس.. العماد إبراهيم: قواتنا ماضي... الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث وزارة إعلام تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1961 تحت عنوان: “الأغلبية العالمية”.. حوار فكري وسياسي خاص لوزير الخارجية الأبخازي إينال أردزينبا مع الرئ... سورية تطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة العدوان الإسرائيلي على أراضيها الرئيس الأسد يتلقّى برقيات تهنئة من قادة ورؤساء دول عربية وأجنبية بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لع... الجلاء في ذكراه الثامنة والسبعين… تكريس الاستقلال وخيار المقاومة الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في رحاب جامع التقوى بدمشق الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه عدداً من كبار علماء الشام دور المؤسسة الدينية بترسيخ الاستقرار من خلال ... الرئيس الأسد والسيدة الأولى يشاركان في إفطار جماعي بالمدينة القديمة في طرطوس الرئيس الأسد يلتقي المدرسين الفائزين بالمراتب الأولى في المسابقة العلمية التي أقامتها وزارة التربية

العلاج بتقنية الحرية النفسية أكثر ما نحتاجه حاليا

يرى البعض أن المرض النفسي منقصة أو عيب من العيوب التي يجب إخفاؤها، ولكن هذا التصور خاطئ بلا شك؛ إذ أن المرض النفسي لا يختلف كثيرا عن المرض العضوي، ويجب أن لا يكون هناك فرق بينهما في الحرص على التشخيص والعلاج، بل إنهما قد يتبادلان الأدوار؛ فينتج عن المعاناة النفسية مرض عضوي كالقولون والحساسية وآلام الظهر والرقبة وصعوبات التنفس، وربما نتج عن الأمراض والتشوهات العضوية مرض نفسي كالقلق والاكتئاب والعزلة.

ولهذا لا يوجد مبررا أبدا للتحرج من الأمراض النفسية وتلمس علاجها.
وفي الحقيقة لا يوجد أحد منا لم يتعرض لمعاناة نفسية سواء في الصغر أو الكبر، فكلنا نخوض غمار هذه الحياة الدنيا التي لم نفصّلها كما نشاء وإنما اضطررنا دائما للتكيف مع ظروفها الإيجابية والسلبية، والتعايش مع أفراحها وأتراحها، والتعرض لملابساتها المفاجئة التي لا يمكن التحكم بها وبمساراتها خصوصا في المراحل العمرية المبكرة.

ومن جانب آخر، يجب إدراك الفرق بين الأمراض النفسية والأمراض العقلية؛ فالأولى يكون المريض فيها مدركا لمرضه ومتفاعلا مع واقعه رغم معاناته، وساعيا لعلاج مشكلته.

وأما المصاب بالمرض العقلي كالفصام والذهان والهلوسة فهو غالبا لا يعلم أنه مريض، خصوصا في الحالات الحادة، وقد ينفصل عن الواقع فتختلط عليه الحقيقة بالخيال ويصاب بالهلوسات، وربما يَظهر لك بعد إصابته بالمرض العقلي وكأنه شخص آخر في سلوكه وتصرفاته.
والأمراض العقلية في بعض حالاتها تعود إلى خلل في المخ أو الأعصاب فيكون علاجها وصف الأدوية من قبل المختصين، وقد تكون الرقية في بعض الأحيان علاجا ناجحا للكثير منها سواء كانت عضوية أو ناتجة عن المس أو العين أو السحر. وعلى أية حال، فلا أعتقد أنه يمكن علاج الأمراض العقلية باستخدام تقنية “الحرية النفسية” التي نحن بصددها الآن.
ولكن العلاج بالطاقة علاج فعال
وان عدم انتشار تقنية الحرية النفسيه في العالم العربي يعود إلى عدم التصديق بنتائجها نظرا لبساطتها الشديدة، فهي غالبا لا تستغرق أكثر من دقائق معدودة، وتظهر وكأنها نوع من العبث إذا علمنا أنها تختصر مدة العلاج التي تمتد لأشهر باستخدام الطرق التقليدية إلى دقائق، وربما لزم تكرارها أكثر من مرة على فترات متباعدة في بعض الحالات.

وقد يعود عدم انتشارها إلى سهولة ممارستها من قبل المريض بحيث لا يحتاج إلى طبيب نفسي متخصص، فهي بذلك تؤدي إلى كساد سوق المعالجين النفسيين، وهنا يأتي الدور الحاسم لمصادر المعلومات التي أصبحت متاحة للجميع.
تقوم طريقة العلاج بالحرية النفسية (Emotional Freedom Techniques)، وتسمى اختصارا (EFT)، على الاستفادة من مبادئ العلاج بالإبر الصينية، ولكن دون استخدام الإبر، وإنما بالربت بالأصابع على نقاط معينة على الوجه والصدر.
وهي تفترض أن الربت على هذه النقاط يعيد التوازن في مسارات الطاقة عبر الجسم وبالتالي يتم التخلص من المشاعر السلبية كالألم والخوف والغضب والقلق والحزن… الخ.

بدأ استخدام هذه التقنية العلاجية في التسعينات على نطاق ضيق في الولايات المتحدة على يد مخترعها كريغ Gary Craig، وهو مهندس يحمل بعض المؤهلات في البرمجة اللغوية العصبية NLP، ثم بدأت في الانتشار شيئا فشيئا إلى أنحاء كثيرة من العالم.
وقد عقد كريغ مؤتمرا في أواخر التسعينيات لعدة أيام حضره عدد من المختصين في العلاج النفسي ودار فيه نقاش رائع لجوانب مختلفة من هذه التقنية العلاجية ودمجها مع طرق علاجية أخرى

طريقة العلاج:

في الحالات التي يمكن قياس المشاعر فيها كالغضب والحزن والألم يفضل في البداية أن يتم تحديد درجة المعاناة من عشر نقاط، ليتم التحقق من تأثير العلاج وبالتالي تكرار الجولة مباشرة حتى تصل حالة المعاناة إلى الصفر وتختفي تماما، وهذا القياس لا يلزم في بعض الحالات التي لا يمكن قياسها كأمراض القولون مثلا.
ويتكون العلاج من مرحلتين هما “الإعداد” و “الربت”.

المرحلة الأولى، وهي مرحلة الإعداد، ويتم هنا الضرب برؤوس الأصابع بإحدى اليدين على منطقة الكاراتيه (أسفل الكف) من اليد الأخرى لعدة مرات مع ترديد عبارة “رغم أني أشعر بكذا وكذا (المشكلة) لكنني أتقبل نفسي تماما”. والنطق بالمشكلة هنا مطلوب لتحفيز العقل الباطن على معايشة التجربة وعدم رفضها وبالتالي المشاركة في إعداد مسارات الطاقة لحالة المشاعر التي تجري معالجتها، فإذا كان المريض مثلا يشعر بالغضب والحزن معا، فيجب معالجة كل واحدة من هاتين العاطفتين على حدة. وقد يستعاض عن الربت على منطقة الكاراتيه بتدليك خفيف على منطقة وسط عضلة الصدر في أحد الجانبين

المرحلة الثانية، وهي مرحلة الربت، حيث يتم الربت برأس الإصبع لعدة مرات على نقاط محددة هي: بداية الحاجب، ثم الصدغ بقرب العين، ثم أسفل العين على عظمة الخد، ثم فوق الشفة العليا، ثم تحت الشفة السفلى، ثم على العظمة الواقعة أسفل الحنجرة جهة اليمين أو الشمال، ثم تحت الإبط، ويفضل أيضا أن يتم الربت فوق أعلى الرأس وباطن الرسغ.
ويفضل ذكر المشكلة أثناء الربت على كل منطقة.
بعد ذلك يلاحظ المريض حالته ومشاعره ويقيسها، فإن شعر بتحسن يكرر المرحلة الثانية ثم يقيس أيضا، وهكذا حتى يصل إلى الصفر، وهنا تكون المشكلة قد انتهت تماما.

وهذا يستغرق خمس دقائق تقريبا في الأحوال العادية.
وقد تختفي تلك المشاعر السلبية التي تم علاجها إلى الأبد.
أما إن عادت مرة أخرى بعد زمن فتتم إزالتها بنفس الطريقة مع البحث عن أية مشاعر سلبية أخرى مرتبطة بالحادثة أو الموقف (السبب الأصلي للمشكلة).
عند مراجعة أنواع الأمراض التي يعالجها المختصون بالحرية النفسية يمكن تقسيمها إلى أربعة أصناف رئيسة: الأمراض النفسية، والأمراض العضوية ذات الأسباب النفسية، والعادات السلبية، وحالات الإدمان.

الأمراض النفسية:

من أروع النتائج التي تم تحقيقها باستخدام تقنية الحرية النفسية هي علاج حالات الفوبيا (الرهاب) بكافة أنواعها.
والفوبيا هي خوف مرضي غير مبرر ناتج في الغالب من تجربة شخصية مبكرة قد لا يعيها المريض. والخوف من الأخطار شعور فطري طبيعي يدفع الجسم للاستعداد لمواجهة المخاطر، ولكن عندما تظهر أعراض الخوف بشدة من دون احتمال وقوع خطر فإن ذلك يعتبر حالة من حالات الفوييا.
وأنواع الفوبيا لا تكاد تحصى، فمنها فوبيا الطائرات، والأماكن المرتفعة، والأماكن المفتوحة، والأماكن المغلقة، والحشرات كالعناكب والصراصير، والحيوانات المختلفة، والتلوث بالجراثيم والاتساخ، والإبر، وركوب السيارة، والوحدة، والزحام، والفشل.. الخ.

ومن الحالات النفسية الممكن علاجها أيضا بهذه الطريقة حالات الأسى والحزن الشديد، والمشاكل العاطفية كالفقد، وكذلك ما يسمى بـ “رهاب المسرح”، والقلق، والشعور بالذنب، والأرق، والخجل الشديد، وكافة الأمراض النفسية التي ترتبط بالمشاعر السلبية.

الأمراض العضوية ذات الأسباب النفسية:

لقد حققت هذه الطريقة في العلاج نجاحات باهرة على كافة الأمراض العضوية ذات الأسباب النفسية كالقولون، ونوبات الربو، وحالات الإمساك المزمن، والشقيقة (الصداع النصفي)، وآلام الرقبة، وآلام الظهر، وبقية الآلام المرتبطة بتقلص العضلات.
لكن يجب أن يكون سبب هذه الآلام نفسيا، فإن كان عضويا فلا يتوقع لها نتائج إيجابية، وهذا بالطبع لا يمكن تحديده من قبل المريض، وإنما تجربة هذه التقنية هي التي توضح الأمر، فإن تحسنت حالة المريض فالسبب نفسي، ويتم الاستمرار حتى تنتهي المشكلة تماما، وإن لم يحصل أي تأثير فإن السبب يكون في الغالب عضويا.
أما إن كان المريض يدرك السبب النفسي وراء هذا المرض العضوي فالأفضل أن يبادر إلى علاج السبب النفسي، فهذا يعجل بالشفاء بإذن الله، وإن لم يكن يعرفه فيكتفي بعلاج المرض نفسه.
فإذا كان- على سبيل المثال- يعلم أن الألم في يده يعود إلى شعوره بتأنيب الضمير نتيجة إلحاقه أذى أو عاهة في شخص عزيز دون أن يقصد، فالأفضل بالطبع هو معالجة شعوره بالذنب، فهذا أسرع وأنجع لإزالة الألم، وإلا فيمارس هذه الطريقة لعلاج الألم نفسه، ويتولى العقل الباطن القضاء على مشكلة تأنيب الضمير.

وبعض هذه الأمراض العضوية قد تحتاج لتكرار الجلسات لعدة أيام، بجلسة أو جلستين يوميا، ولا تظهر النتيجة إلا بعد أيام، كحالات القولون العصبي مثلا.
ويؤكد بعض المختصين إن الأسباب النفسية لمرض القولون تتعلق غالبا بمشاعر تجاه الأب، إما بالفقد أو المعاناة أو القسوة أو غيرها

العادات السلبية:

هذه العادات السلبية كثيرة ومتنوعة، فمنها ما يعاني منه الأطفال كالتبول اللاإرادي أثناء النوم، ومنه ما يعاني منه الصغار والكبار كقضم الأظافر وأكل الشعر أو نتفه، وإخفاء الفم أثناء الحديث، والتأتأة.. الخ.
والواضح أن رهاب المسرح ناتج عن مرض التأتأة
ما أعلمه جيدا عن مشكلة التأتأة هو أنها تنشأ في الغالب إما بسبب منع الطفل من البكاء وإسكاته عنوة، أو من تعرضه لموقف مخيف جدا في مراحل مبكرة، كتهديده بالقتل أو مشاهدة التهديد لشخص آخر بالقتل.
وعلاج التأتأة بالتنويم المغناطيسي لا يقل سهولة، لكنه يحتاج إلى منوّم حاذق
وما دمنا نتحدث عن العلاج بالتنويم المغناطيسي، فإنني أرى أن العلاج بتقنية الحرية النفسية أسهل من العلاج بالتنويم وأسرع، وهي لا تحتاج إلى معالج مختص وإنما يقوم المريض بعلاج نفسه.
ويأتي بعد ذلك أسلوب العلاج النفسي بالإيحاء والإقناع، وهذا طريق طويل للعلاج، فالتعامل مع العقل الباطن عن طريق التنويم لعلاج المشكلة أسهل كثيرا من التعامل مع العقل الواعي والتأثير به.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات