ُ
َ
بانوراما سورية _ رهف عمار :
عندما كنا نتحدث سابقاً عن الفوبيا وأنواعها دوماً ما كان يخطر على أذهاننا الأماكن المغلقة والمرتفعة، فوبيا الحشرات وفوبيا الأمراض، وسواس النظافة…
ومع تطور الأنسان بشكل عكسي “تطور ظاهري” وجد في المجتمعات اضطرابات جديدة وفوبيا جديدة تدعى رهاب التكنولوجيا.
اضطراب العالم الحديث disorder of the New world
استخدم حديثاً هذا المصطلح للتعبير عن مشاعر القلق والضيق التي يمر بها الشخص حين لا يتاح له استخدام الهاتف المحمول أو عندما يكون خارج نطاق مواقع التواصل الاجتماعي التي اعتاد على استخدامها.
نفاق العالم الافتراضي :
في وقت أصبح فيه معظم الأشخاص يعيشون حياتهم ضمن عالم افتراضي من الكارثة أن يستيقظوا صباحاً ويجدوا خلل في صفحات الفيس لديهم أو خطأ في مخدمات الشبكة، فالخوف من أن يفوتهم تريند وأن يتخلفوا عن المشاركة بالأحداث قد يسبب لهم حالة هستيرية وتوتر واضح تجعلهم يلعنون أصغر وأكبر عامل مسؤول عن القطع.
الكارثة تكمن بأن معظم ما يكتب في العالم الأزرق لا يطبق في العالم الحقيقي فما معنى أن أكتب عن النظافة وعامل النظافة وأنا أرمي الأوساخ بالشارع دون أدنى شعور بالذنب
عن أي نفاق نتحدث!!
فما معنى أن أواسي مفجوع بطفل و كنت سابقاً أسمع صرخات استنجاده دون اكتراث.. و يطول الحديث عن الأمثلة الموجودة في الشارع السوري.
تريند Trend:
إنه عصر التريند أما ان تركب الموجة أو تعاكسها فوقوفك على الشاطئ ومراقبة فريق الإنقاذ يشعرك بالنقص و يخبرك بأنه يجب أن تدلي بدلوك و تتحف الجميع برأيك ودخولك في نقاشات مع أشباهك، مختلفة أم متفق عليها لا يهم فالمشاركة بالتريند هو الأجدر لأنه يعزز ثقتك بنفسك ويجعلك تتكلم كابروفيسوو تخرج من أفضل الجامعات في العالم وفي الحقيقة أنت تعاني من مرض نفسي ورهاب تكنولوجي خطير سيؤثر على تقدم مجتمع كامل فنشر الأكاذيب والنفاق و المساعدة في نشر الجرائم و المشاركة في زعزعة الاقتصاد و البورصات ونشر الحكم والأمثال بوجه منافق والمساهمة بتغيير الشريعة والدين يعد أخطر أنواع التخلف.
متاح للجميع :
سهولة إستخدام الهاتف المحمول ساهمت بالحد من العقل العربي كثيراً فالحصول على المعلومة أسهل من شرب كأس ماء حيث يتم الاعتماد على الجوال بنسبة ٨٠ بالمئة من الأعمال “رسم، تصميم، بحث، طب، تسويق….
السماح بالتعبير الجائر عن الرأي في قضايا إنسانية وإطلاق أحكام مسبقة على الأشخاص يثير بلبلة كبيرة وربما يحرض على إرتكاب جرائم وهذا اسوء ما قدمه العالم الافتراضي.
إضافة لسوء استخدامه في نشر الكثير من التخلف والمعلومات الخاطئة وخاصة الطبية منها التي أساسها الداية أم ذكي و مجموعة نساء فارغات من أي عمل مهم.
و في دراسة قامت بها صحيفة الديلي ميل البريطانية أن نحو ٧٧ بالمئة من الشباب لا يستطيعون البقاء لثوانٍ من دون الهاتف وأن النساء أصبحن مهووسات بالجوال أكثر من الرجال.
ومن جهة ثانية فقد بينت الدراسة أن الأشخاص يستخدمون هواتفهم المحمولة حتى في الحمام و هذه الحالة لا تقتصر على الخوف من فقدان الاتصال بالعالم الأزرق بل تشمل أيضاً القلق من الوجود خارج نطاق الخدمة.