من المعروف عن جيل الشباب أنهم طاقة من الحيوية والنشاط لايكلون عن العمل والحركة وبث الطاقات الايجابية والفرح والحياة أينما حلوا … وفي ظل الاجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا الداعية لضرورة التزام المنزل وهو أمر لم يعتده شبابنا من قبل ..
ترى كيف تأقلم شبابنا مع هذا الوضع ؟ وكيف يمضون أوقاتهم في المنزل ؟ وماهي الأشياء التي اشتاقوا لها وافتقدوها ؟
الثورة أون لاين تواصلت مع عدد من الشباب وكانت المادة التالية ..
* صبا سهيل الشيخ _ سنة رابعة هندسة بحرية أفادت أنها تمضي معظم أوقاتها بمتابعة البرامج والأخبار والأفلام الاجنبية وتعلم الطبخ وصناعة الحلويات وممارسة هواياتها في العزف على الأورغ والرياضة المنزلية وزراعة الورود وتزيين الجدران بالأصداف لافته انها خلال هذه العطلة الاحترازية أيضا اتبعت أكثر من كورس تدريبي أون لاين _ إدارة موارد بشرية ولغة الجسد ودورة برمجة عصبية مع قضاء وقت مع عائلتها لطالما أحبت ان يكون هناك متسع من الوقت لتجلس معهم وتستمتع بأحاديثهم وخبرتهم في الحياة .
وعن الاشياء التي اشتاقت لها صبا قالت : اشتقت للجامعة وزميلاتي وللبحر وكورنيشه واجوائه الساحرة والمليئة بالحركة والناس ، واشتاقت كذلك لتناول الوجبات السريعة والتسوق ، متمنية أن تمضي هذه الأزمة بسرعة وتعود الحياة كما كانت من قبل مليئة بالحركة والحيوية .
* علي محمد _ سنة تحضيرية أشار في بداية حديثه الى أنه أكثر ما يمكن أن نقدمه لوطننا الحبيب سورية في ظل أزمة فيروس كورونا هو البقاء في البيت و الالتزام بالتعليمات و الارشادات الوقائية حتى تمر هذه الأزمة على خير وسلام .
وعن تمضية أوقاته في المنزل أفاد أنه وضع جدولا من أجل تنظيم وقته في هذه العطلة الاحترازية
وقد انتهى من قراءة رواية الخيميائي منذ يومين ويشرع الآن بمطالعة رواية أدبية ثانية
بالإضافة إلى أنه يمارس الرياضة كل صباح عبر تمارين 15 minute workout الشهيرة على اليوتيوب ، وينمي موهبته في العزف على البيانو من خلال التدريب ما يقارب الساعتين في اليوم
وكذلك تصفح كتاب تعليم اللغة الانكليزية الذي يرافقه بشكل يومي منذ بداية الحجر الصحي ، كما لا ينسى علي مراجعة دروسه حتى يبقى متابعاً للمنهج الجامعي الخاص به .
وعن الأمور التي اشتاق لها قال : أشتاق في المرتبة الاولى الى جامعتي و أصدقائي و الى زحمة المواصلات التى كنت أعاني منها يومياً
كما أحن إلى جلساتي مع أصدقائي في مقهى الجامعة و الى اصوات ضحكاتنا و أحاديثنا المشتركة ونقاشاتنا
* من جهتها رفاه نزار عبد الحميد _هندسة مدنية سنة أولى وصفت أزمة الكورونا بأنها فترة عصيبة على الجميع ، وقد وجدت في بداية الامر صعوبة في الجلوس في المنزل لفترة طويلة ، ولكنها عندما علمت أن ذلك الاجراء من أجل الوقاية من وباء خطير يسود العالم أجمع ، تكيفت مع الوضع ، ونظمت وقتها بكل ماهو مسل ومفيد من خلال قراءة الروايات والاستماع الى الموسيقا وحضور كورسات تعليمية على النت لمادة الرسم الهندسي ، إضافة لمساعدة أمها في أعمال المنزل وتعقيمه ، والتقيد بقواعد النظافة والتي ازدادت عند الجميع بسبب فيروس كورونا ..مبينة أنها اشتاقت كثيرا لكليتها و للدراسة وتعبها ، ولشرح الدكاترة وأيام الامتحانات وتعب المواصلات وللأوقات الحلوة بصحبة الأصدقاء .
* صبا مصطفى سنة تحضيرية قالت : فترة الحجر الصحي في المنزل أقضيها بالدراسة لأنني في السنة التحضيرية وأجهد نفسي بالدراسة كي أدخل الفرع الذي أحبه ، وعندما أشعر بالتعب والملل أساعد والدتي في اعمال المنزل وأقضي أغلب اوقاتي في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة أخبار فيروس كورونا وآخر المستجدات على صعيده .
وأضافت صبا : اشتقت للحياة الاجتماعية فأيامي في المنزل مثل بعضها ، ولكن هذا الامر هو لمصلحتنا..
كما اشتقت أيضا للزحمة و لمحاضرات الجامعة و ركوب السرافيس ولأقربائي وبيت جدي وإن شاء الله نجتمع عن قريب .
* حسين ابراهيم _ طالب حقوق : لفت أنه يقضي معظم اوقاته في دراسة محاضراته وقراءة بعض الروايات والكتب وممارسة الرياضة وخاصة الجري في حديقة المنزل في الصباح الباكر ، رغم أن الملل قد أصابه في بعض الاوقات لأنه لم يعتد على الجلوس في المنزل والبقاء فيه لمدة طويلة ، ولكن تشجيع أهله ونصائحهم له والبرامج التوعوية في التلفاز كان لها الأثر الاكبر في زيادة عزيمته وعدم حزنه ، مبينا أنه اشتاق للرحلات وللمحاضرات وللحدائق ورؤية حركة الناس وزحمة السير وللدوام في الجامعة ولزملائه ولنقاشاتهم الجميلة مع بعضهم .
* منتجب علي _ موظف _ قال : كان من الصعوبة عليّ أن أجلس في المنزل وأنا المعتاد على الحركة والذهاب للعمل بشكل يومي والقيام بعملي رغم كثافة العمل وضغطه ومن ثم قضاء أغلب اوقاتي مع أصدقائي في النادي الرياضي او في أحد المقاهي ولكن في هذه الازمة تمسكت بالارادة والصبر أمام هذا الظرف الاستثنائي فصحتي وصحة عائلتي أهم بكثير من حريتي .. ولهذا أقوم بالتواصل مع أصدقائي هاتفيا او عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي إضافة لممارسة الرياضة في المنزل ومساعدة والدي في الزراعة وقراءة بعض الكتب ومشاهدة التلفاز ، متمنيا انتهاء تلك الازمة والعودة الى عمله وتعبه من جديد فقد اشتاق له .
* حنين أحمد _ كوافيرة ذكرت أنها كانت معتادة كل يوم على الذهاب الى صالون الحلاقة النسائية لتعلم أصول القص وفنون المكياج ، ولكنها بسبب فيروس كورونا التزمت المنزل رغم صعوبة الامر عليها كونها تحب عملها وتحرص على التواجد في الصالون بشكل يومي ومبكر ولكنها وامام هذا الوباء تسلحت بالارادة والصبر والتزمت بقواعد النظافة والحجر الصحي ، مبينة أنها تقضي معظم اوقاتها في متابعة التلفاز ورسم بعض اللوحات والجلوس في حديقة منزلها في القرية ، ومساعدة أمها في بعض الاعمال المنزلية .
وعبّرت حنين عن شوقها الى المدينة حيث مكان عملها رغم صعوبة المواصلات إلا انها تحن لتلك الايام وزحمتها والركض خلف السرافيس والى أصوات البائعين تملأ الشوارع والحارات صخبا وحياة ، إضافة الى اشتياقها الى زبائن الصالون من صبايا وسيدات والتي نشأت بينها وبينهن علاقة صداقة جميلة داعية الجميع للالتزام بالمنزل ومحاولة اشغال انفسنا بكل ماهو مفيد ومسل .
* لانا محمد عصفور _ صف عاشر قالت : فيروس كورونا مشكلة نواجهها جميعا وانا كأي فرد في بلدي التزم بتعليمات الحجر الصحي أنا وافراد أسرتي وأشجع الجميع على البقاء في المنزل من أجل السلامة العامة .. ولهذا أشغل أوقاتي في المنزل ومع هذه العطلة الطويلة بالمطالعة كونها هوايتي المفضلة
فكم هي كثيرة تلك الكتب والروايات التي تعلمنا وتثقفنا وتجعلنا نعيش في عالمها الخاص
إضافة الى تعليم إخوتي وبالأخص شقيقتي الأصغر مني كونها في الصف التاسع من خلال توجيه الدعم والنصائح المهمة التي تساعدها في تحقيق النجاح والتميز .
وقد عملت من بداية الحجر الصحي على تقسيم وقتي بشكل يسمح لي أيضا أن اعاود الاطلاع على دروسي ومنهاجي كي لا أسمح لنفسي بنسيان أي من المعلومات المفيدة التي تلقيتها في مدرستي ..
وعن الأشياء التي تفتقدها لفتت أنها تفتقد تلك الأيام التي اعتادت فيها على الاستيقاظ مبكراً والذهاب الى مدرستها
واشتاقت لأن تعاقب هي وزميلتها بسبب شغبهما كما اشتاقت لطريق المدرسة ولمدرسيها ..
* حيدرة علي خضور _ صف عاشر أفاد أنه في ظل الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا قرر أن يستغل هذه الفترة للتدرب أكثر على الأولمبياد العلمي السوري للرياضيات الذي شارك فيه منذ بداية العام الدراسي ، و مطالعة بعض الكتب و المراجع من أجل الاستعداد للمرحلة القادمة من الأولمبياد .
كما خصص بعض الوقت للاهتمام ببعض النشاطات و الهوايات المنزلية الممتعة كالرسم و لعبة الشطرنج و غيرها من الألعاب الفكرية ، أما بالنسبة للمنهاج الدراسي فقد عمل في هذه الفترة الطويلة على مراجعة بعض الدروس التي تلقاها في الفصل الدراسي الثاني و ترميم أي نقص و لو كان بسيطاً في كافة المواد الدراسية تحسباً لأي امتحانات من الممكن أن تقام بعد العطلة المقررة.
و عن الأمور التي افتقدها في هذه الفترة بيّن حيدرة انها رؤية الأصدقاء و ممارسة الرياضة خارج المنزل و زيارة الأقارب .. وإن شاء الله ازمة وتمر بخير ونرجع للحياة من جديد بوعينا والتزامنا