تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم... بحضور عرنوس وعدد من الوزراء.. ورشة عمل حوارية حول التغيرات المناخية وسبل مواجهتها

حسرات….

*باسل علي الخطيب:

قبل أكثر من عام كتبت مقالاً على صفحتي عن المخاطر الجيوديناميكية على الجهة الشمالية من الطريق العام طرطوس – الدريكيش، وتحديدا في الجزء منه الممتد من قرية بسماقة حتى ماقبل مفرق قرية شباط بقليل، وأقصد بذلك مخاطر كبيرة قد تنتج بسبب انهيارات أو انزلاقات محتملة…..

اهتم الاعلامي الاستاذ هيثم محمد مشكوراً بالموضوع وراسل الجهة المختصة، ولكن حتى تاريخه لم يحصل أي إجراء، والذي كان يجب أن يكون كخطوة أولى مخاطبة المؤسسة العامة للجيولوجيا، لأنها الجهة التي تهتم دراساتها بتوازن المنحدرات…..

قبل فترة حصل هبوط في الطريق الواصل بين سبة وعين بشريتي، قامت الجهة المختصة بمعالجة الأمر، وتم نشر ذلك عبر صفحات التواصل، ارعبتتي طريقة المعالجة أنها ليست معالجة البتة، وليست إلا اخفاءً وترقيعاً للمشكلة، وسارعت بكتابة منشور تحذيري أن الطريق سينهار مرة أخرى، وتواصلت مع الاستاذ هيثم أن يخاطب الجهة المختصة، وكان كما توقعت، حصل هبوط مرة ثانية في الطريق اخطر من الأول، وهنا على مايبدو تم اغلاق الطريق وتحويل مسار الآليات عبر طريق آخر، ريثما يتم معالجة الأمر….
هنا اطرح السؤال التالي، لماذا لم تتم مراسلة المؤسسة العامة الجيولوجيا بهذا الخصوص؟….

قبل عدة سنوات كان هناك نية لإنشاء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي قرب سد الدريكيش، كان الموقع المقترح يقع ضمن حرم نبع الدلبة في سرير نهر قيس، اعترض الأهالي بشدة، وكانوا محقين، أنه لايجوز أن تبنى هكذا محطة ضمن حرم النهر وقبل النبع ببضعة كيلومترات، تم تكليفنا في المؤسسة العامة للجيولوجيا إجراء دراسة تكون الفيصل في ذلك، تم تكليفي أنا وزميل آخر من دمشق بالأمر، وكان خلاصة دراستنا أن المنطقة المقترحة ليست مناسبة من كل النواحي الهيدرجيولوحية والهيدرولوجية و الجيولوجية والبيئية، لاسيما أن الأنابيب الواصلة إلى المحطة كان من المفروض أن تمر في مجرى النهر !!!!!….
ومع هذا تم إقرار البناء في الموقع نفسه في سرير النهر ضمن حرم نبع الدلبة الذي يغذي بمياهه عشرات الآلاف هناك، ضربت الجهة المنفذة بعرض الحائط كل شيء….
المفارقة انني قد أخبرتهم في عين الموقع انه وفي حال اي هاطل مطري كبير نسبياً سيفيض النهر عن مجراه الحالي آنذاك ويجتاج المحطة، فأقل شخص يدرك أن أرض النهر للنهر، و كان هذا ماحصل، فاض النهر واجتاح الموقع الذي كان في مرحلة بناء الاساسات…
ومع هذا استمروا….
ظهرت عبر أكثر من وسيلة اعلامية، آخذت على عاتقي الأمر أنه مهمة وطنية، وان مايحصل هو تخريب مقصود، أحرجت في المقابلات الإعلامية التي اجريتها المدير العام المسؤول عن التنفيذ، والذي كان في الاستديو وانا كنت عبر الهاتف من بيتي، كذلك كان الأمر مع الوزير المختص، وعلى الارض بجانب الموقع مع معاون الوزير ومع وفد كان يرافقه من مجموعة من (المختصين)، كانت حججي دامغة ولايمكن دحضها، تحملت على عاتقي في ظل تلك المعمعة التي طالت لاشهر عديدة وزر عداوات كثيرة واتهامات أكثر، ولم يكن الأمر انطلاقاً من كوني مختص فحسب، إنما كان اندفاعي عن شغف وعن تهور أحياناً أن هؤلاء اهلي وان هذا خطأ جسيم وكارثي، ولكن كل ذلك كان عبثاً ومضيعةً للوقت والجهد وتلفاً للأعصاب….

أثناء محنة الزلزال، وفي خضم سيل الاشاعات والأخبار والتنبؤات المرعب الذي اجتاح حياتنا آنذاك، سواء كان ذلك عبر صفحات التواصل، أو من قبل البصارات والبراجات، أو من قبل أناس ليس لهم علاقة أو دراية بالموضوع، طالبت في منشور لي بتأسيس فريق من مختصين في علوم الجيولوجيا والزلازل والمنشآت مع إعلاميين محترفين يتبع المحافظة، وان يكون لهذا الفريق مواقع على كل وسائل التواصل، وتكون مهمة هذا الفريق دحض كل الشائعات، وان يشكل مرجعية موثوقة للكل فيما خص هذا الموضوع، وان يكون هذا الفريق في حالة استنفار دائمة لمواجهة سيل الهذيان والجنون الإعلامي الذي كان سارياً آنذاك، في سبيل طمأنة الناس، وتخفيف توترها وهلعها….
ولكن لا حياة لمن تنادي….

على مدى أكثر من شهر بعيد الزلزال ويومياً وتحديداً ليلاً، كان يحب أن أتعامل مع مئات واحيانا ألاف الرسائل التي ترد عبر الماسنجر التي يريد أصحابها الاستفسار والاطمئنان والاستعلام، كنت انام بضعة ساعات نهارا حتى استطيع أن اظل مستيقظا ليلا، لأن الخوف الأكير عند الناس كان ليلا، كنت ابقى اتكلم مع الناس واجيب على أسئلتهم لمدة 7 أو 8 ساعات في الليلة الواحدة…
عدا عن انني كنت اكتب منشورين أو ثلاث في اليوم….
لست أذكر أنني شعرت بتعب كما شعرت به في الأيام الخمسين التي تلت الزلزال، حتى انني ومن فرط تعبي أصابتني وعكة صحية نتيجة الإرهاق الزمتني فراشي عشرين يوما تقريبا…
كل هذا الجنون الذي حصل آنذاك كان يمكن التقليل كثيرا منه لو أنه كان يوجد هكذا فريق مختص على تواصل دائم مع الناس….

قد كنت قرأت قبل فترة أنه توجد دراسة أو دراستين فيما خص سهل عكار، تلحظ الدراستان تطوير السهل و مخاطر حصول فيضانات كما فهمت، أحد هاتين الدراستين عام 2004 والأخرى قد يكون عمرها عشرة سنوات…
اسأل لماذا لم تأخذ هذه الدراسات حقها من التنفيذ؟؟!!….

عنونت مقالتي بعنوان حسرات، وماذكرته هو بعضها، وهذه الحسرات لاتنبع من طمع أو رغبة في شيء، فلست ارغب في شيء من حطام هذا الدنيا، فما أنا عليه اكبر من يقدم لي موقع ما أو مال ما أو جاه ما قيمة مضافة معينة، لست أنكر أنه كان عندي الطموح يوماً ما أن اترقى وظيفياً، ولكن هذا الطموح تناقص مع الايام حتى يكاد يتلاشى، وقد عوضني الله سبحانه وتعالى بما هو أحلى واهم واجمل واكبر….

في نهايات عام 2017 اتصل بي المدير العام للمؤسسة العامة للجيولوجيا واراد تعييني مديرا لفرع طرطوس، رفضت مباشرة، ليس تكيراً أو تهرباً من المسؤولية، إنما لأنه كان شخصاً فاسداً، ولست مستعداً أن أعمل بأمرة أو بشروط هكذا شخص، وقد كان نتاج ذلك أن ساءت علاقتي معه وأساء لي كيفما استطاع، وقد أثبتت الأيام صوابية قراري وتفكيري آنذاك، وهاهو هذا المدير قد تم كف يده وإحالته للتحقيق بتهم الفساد….

لست اجد الكلمات المناسبة لكي انهي بها هذه المقالة، قالت لي احداهن، وذلك بعيد ندوة في المركز الثقافي أقيمت لمناقشة تداعيات الزلزال من النواحي الاعلامية والنفسية والقانونية، وقد قدمت في الندوة مداخلة جريئة جداً وطرحت الأسئلة التي يجب أن تطرح، قالت لي: لماذا تصر دائماً أن تحمل السلم بالعرض؟؟…
كان كلامها صادماً ومحبطاً، وانا الذي كنت احاول تخفيف مخاوفها يومياً، ومداخلتي كانت غايتها أن تطمأن واولادها في بيتها، في الطريق الى بيتي فكرت بكلامها، وها أنا اعيد التفكير مرة اخرى، لماذا تراني احمل السلم بالعرض؟ هل أنا أحمله حقاً بالعرض؟ هل أنا أحمله حقاً؟….

أعتقد أنه حان الوقت لإنزال ذاك الصليب….

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات