بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
غريب ما يحدث اليوم في محافظة في طرطوس على صعيد مشاريع البلديات.. ففي الوقت الذي تضغط الدولة النفقات وتقلص الميزانيات إلى حد الاختناق، نرى بالمقابل الكرم “الحاتمي” الكبير وإبرام عقود جديدة لتنفيذ مشاريع غير ضرورية على الأقل في وقتنا الحالي..
الأمثلة كثيرة لدينا عن مشاريع يتم تنفيذها مع بداية هذا العام لتوسيع وشق بعض الطرق والشوارع في بعض القرى والبلدات في الوقت الذي تعاني هذه البلديات من صعوبات مالية كبيرة ومن نقص في الاعتمادات لتسيير أمورها وتقديم الخدمات المنوطة بها والضرورية للمواطنين كإصلاح بعض الطرق الرئيسية الموجودة المليئة بالحفر والمطبات على سبيل المثال..
وحتى لو افترضنا أن خطط التوسع وشق الطرق هي خطط مقررة مسبقاً، فما يمنع الجهات المعنية من تعديل هذه الخطط وتحويل الاعتمادات إلى أمور أكثر ضرورة وإلحاحاً..وهنا يراودنا التساؤل التالي: هل هناك ما يمنع من وجود لجنة عليا في المحافظة يقع على عاتقها تحديد الأولويات والضرورات وتعديل الخطط والمشاريع المقررة مسبقاً والتي هي قيد التنفيذ بما يتوافق مع الحاجة الفعلية لهذه المشاريع.. مع الإشارة إلى أن هناك الكثير من المشاريع الحيوية الهامة في المحافظة شبه متعثرة منذ سنوات وتحتاج إلى رصد اعتمادات إضافية ليتم انجازها والانتهاء منها، فما يمنع من تحويل بعض الاعتمادات من مخصصات بعض المشاريع غير الهامة إلى مثل هذه المشاريع الأكثر أهمية وحيوية..
بالتأكيد هذا الواقع معروف لدى القاصي والداني في المحافظة، ولا ندري ما سبب التجاهل المتعمد.. فهل مصلحة بعض المتعهدين المنفذين لهذه المشاريع وبعض المسؤولين والموظفين المنتفعين أهم من المصلحة العامة ومن مصلحة المواطن الذي من حقه أن يستفيد من خدمات إضافية ومن مشاريع أكثر ضرورة في قطاعه البلدي؟!








