بعيدا عن الإيحاء والترميز ولغة الاعتدال :
ما يلفتني ويشدني دوما عندما أتجول حيث استطيع الوصول هو الآلاف من صور الشهداء التي تغطي الجدران ومفارق الطرق في قرانا ومدننا .
تتمعن بتلك الوجوه فلا تقرأ فيها سوى الطيبة والصدق والرجولة بآن ولا تمل من النظر إليها متأملا وبسكينة طالبا لهم الرحمة والغفران راجيا ألا تذهب دماؤهم رخيصة وهم بكل تأكيد فخر تاريخ ومستقبل جديد مختلف يكتب بدمائهم الزكية .
هؤلاء الخالدون الذين تركوا كل شيء ورائهم أهلهم وأحبتهم والكثير من الآمال والأحلام والطموحات والتحقوا دفاعا عن وجود وأرض وعرض جلهم ينتمي إلى طبقات كادحة فقيرة تؤمن بالوطن وبقائد الوطن انتماء لا حدود له .
وهذا كله وبغض النظر عن حجم الأمل والغصة مبعث فخر واعتزاز .
لكن ما يحز في النفس ويؤلم ويشعر – بالغثيان – هي تلك المظاهر , مظاهر الترف وحياة اللهو واللامبالاة والمرجلة والتحدي الذي ما تزال تلك الطبقة المرتكبة الفاسدة تمارسها بكل صلف ووقاحة على رؤوس الأشهاد دون أن تقيم أي وزن أو اعتبار لهذا الحجم من التضحيات والاستبسال فعلا كما يقول المثل – إن لم تستح افعل ما شئت – .
والتساؤل هو : أليس ما يدفع يوميا من أثمان باهظة جزء كبير منه نيابة عن طبقة عملت طوال عقود على نهب الخيرات والثروات بشكل ممنهج في واحدة من أكبر الفضائح شهدتها وتشهدها البلاد ؟؟
هذه الطبقة التي عاثت وأوغلت في الفساد والاحتقار للفقراء والمحرومين على امتداد الجغرافية دونما تمييز لا بل ذهبت بعيدا عندما أقدمت دون أي رادع أخلاقي على تغذية واستحضار كل الآفات والأمراض الاجتماعية والانتماءات القزمة – الضيقة لا لشيء إلا لتستمر لديها شهوة السلطة وحب المال نزولا عند رغبة النسوان ومن هنا كانت تتخذ كل القرارات الهامة والمفصلية !!!!!!
فكان الاستقطاب كالمياه الراكدة تحت القش يتحين ليعلن عن ذاته فها هو المحظور قد وقع وسقطت آخر ورقة توت.
اللهم لا نسألك رد القضاء إنما نسألك اللطف فيه .
- الرئيسية
- مقالات
- اللهم لا نسألك رد القضاء إنما نسألك اللطف فيه- بقلم كفاح عيسى
اللهم لا نسألك رد القضاء إنما نسألك اللطف فيه- بقلم كفاح عيسى
- نشرت بتاريخ :
- 2015-05-19
- 11:04 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك