بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
لا يزال نظامنا التربوي يغوص أكثر فأكثر في رمال متحركة لا أمل له بالنجاة منها ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لمساعدته.. فالفوضى والتخبط وسوء الإدارة هي الصفات التي تليق به ابتداءً من المناهج (المريخية- التعجيزية) والتي يراها المختصين لا تتناسب مع خصوصية مجتمعنا وشرائحه غير المتجانسة، مروراً بالتعديلات الإدارية غير المنطقية وانتهاء بالعملية الامتحانية (المعيبة) والتي زادت الأزمة من سوءها وظلمها..
إن إلزامية التعليم ومجانيته هي سياسة رائعة تتبعها الدولة وتصرف عليها عشرات المليارات سنوياً.. فما المانع من أن تكون هذه السياسة نقية نظيفة خالية من الشوائب لتؤدي الأدوار المنوطة بها على أكمل وجه.. لماذا ندع الأخطاء والكسل والترهل يتسرب إلى بنيتها الأساسية لنحصل على نتائج معكوسة والتسبب في حدوث خلل كبير يؤذي مستقبل أجيال عديدة من شبابنا، فيتم إعطاء الامتياز لمن لا يستحق ويتم حجبه لمن يستحق في لعبة هي الأبشع والأظلم..
المقدمات الخاطئة تقودنا بلا شك إلى النتائج والنهايات الخاطئة.. والمقدمات تمثلت هنا بعملية التغيير غير الموفقة للمناهج التي حدثت منذ عدة سنوات ومن الضروري- بحسب المختصين- إعادة النظر بهذه المناهج بأسرع وقت تفادياً للأسوأ.. تخيلوا كيف يمكن أن يتساوى طالب يدرس في أفضل المدارس الخاصة بالعاصمة مثلاً بالطالب الذي يدرس في قرية بمنطقة نائية من الجغرافية السورية.. طبعا من الممكن أن تتوافر الشروط والظروف المثالية للكثير من الطلاب في المدارس العامة والخاصة وتمكنهم من الحصول على علامات مرتفعة ولكن هذا لن يتوفر للطلاب في المناطق النائية لمثل هذا المنهاج ولمثل هذه الظروف.. وهنا لا بد لوزارة التربية من إيجاد الحل المناسب لمثل هذه الحالات التي تراعي هذه الخصوصية في المجتمع السوري..
أما في مجال الامتحانات فهنا تكمن المشكلة الأفظع .. فمسلسل الفضائح مستمر على صعيد الأسئلة غير المنطقية والخاطئة في بعض الأحيان .. تصوروا أن تكون هناك أسئلة في امتحانات الشهادة الثانوية خاطئة أو ملتبسة أو غير ذلك .. أمر يتكرر في كل عام وبدون أن نسمع عن أي تحقيق أو محاسبة لا بل نرى الوزارة تدافع عن المخطئين و(تلفلف) الموضوع وكأن شيئاً لم يكن.. أما المراقبة وعمليات النقل والغش داخل الامتحانات فشر البلية ما يضحك.. مراكز امتحانيه بالكامل في بعض المحافظات يتم شرائها ويفتح المجال للطلاب بالنقل.. أما بقية المراكز فتتفاوت فيها لا نزاهة ولا أجواء امتحانيه طبيعية ونزيهة بعكس ما يدعيه المسؤولين…وبالمقابل نرى التشديد الزائد عن اللزوم في بعض المراكز الامتحانية و افتعال أجواء متوترة يتسبب بها بعض المراقبين والذي ينعكس سلباً على الحالة النفسية للطالب ويؤدي لتغيير في النتائج ..
تحركوا الآن أيها السادة المسؤولين وأوقفوا هذه المهزلة.. فمستقبل أجيالنا في خطر كبير.. أنقذوا ما يمكن إنقاذه ابتداءً من العام الدراسي القادم.. وفكروا بإيجاد إستراتيجية تربوية تعليمية جديدة تراعي الظروف الحالية والخصوصيات وتقوم بإصلاح جذري للنظام التربوي والتدريسي.. فنحن نمتلك الكفاءات والخبرات التي يمكنها أن تقوم بعملية الإصلاح ولكن لا بد من إعطائهم الفرصة ومنحها القرار وبدون تدخل من الانتهازيين والوصوليين.. ففي كل يوم تأخير عن الإصلاح هناك مزيد من الأخطاء والظلم الذي يلحق بأبنائنا وبمستقبلنا جميعاً..
- الرئيسية
- تربية وتعليم, وجهة نظر
- تصرفوا بسرعة..فمستقبل أبنائنا في خطر!!
تصرفوا بسرعة..فمستقبل أبنائنا في خطر!!
- نشرت بتاريخ :
- 2015-06-12
- 6:45 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
إقرأ أيضامقالات مشابهة
تابعونا على فيس بوك








