يفترض بالخسارة التي منيّ بها أردوغان في الإنتخابات التركية الأخيرة أن تكون ضربة موجعة إلى الأعداء من جماعات إرهابية ودول إقليمية داعمة وشريكة بسفك الدماء….
وهو الشخص الذي أتعبنا وأمسى اسمه على لسان الكبير والصغير نظرا للدور السلبي الذي لعبه ضد بلدنا, ها هو يخسر بالنقاط ديمقراطيا ولطالما تبجّح وتغنّى مع داوود أوغلو بأنها أي الديمقراطية سر القوة والحصانة التي يتمتع بها المجتمع التركي والتي تقيه من العواصف والتغييرات المتسارعة والمجنونة في المنطقة, فكان درسا لقنّه إياه الأتراك مادفعه مرغما إلى “التواضع” بعد أن كان يتصرف كطاووس وكان قاب قوسين من تنصيب نفسه سلطانا جديدا لإحياء أمجاد قديمة لم يتوقف عن الحلم والسعي لأجلها ويؤكد المراقبون أنه لو فاز كما يشتهي لكانت منطقة الحظر الجوي في الشمال السوري بحكم الواقعة والتحضيرات العسكرية جاهزة بانتظار ساعة الصفر التي هي لحظة إعلان الفوز وإن كنّا نشك في ذلك لأن هكذا قرار أكبر من قدراته مهما كانت.
صحيح أن مابعد الإنتخابات لن يكون كما قبلها بالنسبة لحزب (العدالة) وإن كان الأمر يتوقف على خارطة التحالفات السياسية والإحتمالات لتشكيل الإئتلاف الحكومي القادم ورغم سعادتنا بالهزيمة التي كان البعد العاطفي واضحا في ردات الفعل وهو أمر مبرر نظرا لحجم المآسي التي سببها هذا العثماني الجديد .
فعادة عند تلقي الأنباء السارة تكون التعليقات والآراء أقرب إلى العشم والتمني منها إلى المنطق والتحليل المبني على الوقائع والمعطيات ولكي لانصدم ونفاجأ أكثر على العقلاء ألا يذهبوا بعيدا في التحليلات وتطمين المؤيدين بقرب حدوث تغيير كبير في السياسة التركية بعد النكسة الإنتخابية الأخيرة والذهاب إلى القول أن الحدود ستغلق أمام الإرهاب المتدفق فور تشكيل حكومة يكون حزب أردوغان خارجها دون أن ننفي بالمطلق إمكانية ذلك………. أيا كان البديل لحكم أردوغان فهو ليس جمعية خيرية وما سمعناه من تصريحات قبيل الانتخابات أغلبها لأغراض دعائية وظّفت جيدا وحققت إلى حد معقول ما أرادته .
لنتحلى بالهدوء والواقعية ونسأل : هل حل الأزمة السورية هو بيد هذا البيدق الصغير كما يحلو للبعض أن يسميه؟ أم أن البعد الدولي هو القادر على فرض حلول لكافة الأزمات.
لاشك أن مفاتيح الحل بيد الكبار والتي تتحكم بأدق تفاصيل المعارك بأنواعها.
يجب ألا ننسى عند سقوط حكم مرسي في مصر بضربة أقسى بكثير مما تعرض له إخوان حزب العدالة ضربة أزاحتهم نهائيا وأودت بهم إلى غياهب السجون وأعواد المشانق فكان البديل أسوأ مما توقعنا
نحن نأمل أن تكون هزيمة أردوغان وحزبه بهذا المستوى تنعكس خيرا على سوريا وضربة للإرهاب المتواجد في الشمال السوري ومن نافلة القول ألا نراهن أكثر من المسموح على نقاط ضعف الآخر بقدر ما نراهن على عوامل قوتنا وأن نتذكر فقط ما يحققه جيشنا ومجاهدي المقاومة من إنتصارات حاسمة رغم بعض النكسات .
فالاعتماد على التوقعات قد يكون أشبه بسراب يحسبه الظمآن ماء .
- الرئيسية
- مقالات
- بعيدا عن التنجيم والتوقعات- بقلم كفاح عيسى
بعيدا عن التنجيم والتوقعات- بقلم كفاح عيسى
- نشرت بتاريخ :
- 2015-06-15
- 10:11 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك