بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
جنينة رسلان بلدة رائعة الجمال تتبع لمنطقة الدريكيش بمحافظة طرطوس.. تتميز بطبيعتها الخلابة وموقعها الجغرافي وإطلالتها الخلابة الساحرة وبمكانتها السياحية المتنامية.. كما تتميز البلدة بوجود الكثير من الأبنية القديمة شبه المتلاصقة إلى درجة إنه بإمكانك السير فوق الأسطحة من بيت إلى بيت الأمر الذي يعكس العلاقات الطيبة والودية السائدة بين الأهالي..ويوجد بين هذه البيوت زواريب أو طرقات قليلة العرض للتنقل بين الحارات والبيوت وصولا الى الساحة الرئيسية للقرية..
هذه الزواريب هي الآن في طور التجميل والتزيين ضمن مشروع تطوعي لعدد من أهالي البلدة بمجموعة متضامنة تضم عدد من الأشخاص من بينهم:” عمار محمد-حسام ملحم- مضر الخطيب-هشام ميرزا- باسل ميرزا- رنا إبراهيم- فراس رستم-..…” وآخرين.
السيد “عمار محمد” صاحب الفكرة و”دينامو” الفريق أكد في لقاء مع “موقع بانوراما طرطوس” أن الهدف الأساسي للمشروع هو تعزيز موقع بلدة جنينة رسلان على الخارطة السياحية السورية والعالمية أسوة بأي إقليم سياحي آخر مثل مغارة الضوايات وحصن سليمان… مستندين على مقومات حقيقية موجودة على ارض الواقع الأمر الذي سينعكس إيجاباً على حياة أهالي البلدة والقرى التابعة لها والتي تمتلك مؤهلات وإمكانات غنية مثل سد الدريكيش والبحيرة على نهر قيس القريب من البلدة إضافة الى نبع الدلبة ونبع العيدون، وغابتين الاولى صنعية والأخرى طبيعية وهناك كورنيش داخل الحرش، كما يوجد ايضا دير قديم للراهبات.. وفي المنطقة تنتشر العديد من المطاعم والمقاصف الشعبية والمصنفة والمنازل للإيجار ولا ننسى المعرض التراثي في العرزال، والمغارة ولو كانت ممساحتها صغيرة نسبيا..
ويضيف عمار: كل تلك المقومات بإمكانها أن ترتقي بمكانة البلدة وتجعلها قبلة للسائحين من سورية وخارجها ولكن لا بد من تضافر الجهود الأهلية والرسمية للقيام ببعض الأعمال في البنية التحتية من رصف لبعض الطرقات والزواريب وتزيينها إضافة الى زيادة في حجم الترويج الإعلامي لتعريف السياح بهذه البلدة وأهمية زيارتها وهو ما نقوم به حاليا حيث وجهنا دراسة تقديرية الى مديرية سياحة طرطوس تتضمن عمليات رصف وزرع أحجار وتزيين أحد الزواريب والى الآن لم ترد المديرية على الكتاب..
واليوم يتم العمل من خلال الاعتماد على الجهود الشخصية للفريق وأهالي البلدة إضافة إلى دعم واهتمام كبير من قبل رئيس مجلس بلدة جنينة رسلان المهندس “سمير أسعد” حيث نعمل سوية لاستكمال مشروعنا، والمرحلة الحالية تتمثل بتزيين الزواريب الفرعية في وسط البلدة القديمة وصولا الى الزاروب الأساسي وساحة البلدة..
السيد عمار يرى أن ما يقوم به هو واجب وهو رسالة بدأت معه منذ أكثر من 25 سنة من خلال جلسات من على سطح منزل أهله المطل على معظم بيوت القرية مستوحياً من كتابات جبران خليل جبران ومازجاً بينها وبين هذه الطبيعة وبين سكون الليل وهمهمات وأحاديث الناس وتحركاتهم ضمن هذه الزواريب التي كانت كشريان الحياة في البلدة.. وفي وقت لاحق تعززت فكرة الاهتمام أكثر فأكثر بعد زيارات قام بها عدد من الأصدقاء من دمشق واستضافتهم لأكثر لعدة أيام حيث لمس من خلال اهتمامهم وآرائهم مدى أهمية هذه البلدة سياحيا وبالتحديد هذه الزواريب التي أثارت انتباههم بشكل لافت..
ويتابع السيد عمار محمد: هذا الأمر دعانا للبدء في مشروع تطوعي لتزيين وتجميل زواريب البلدة فأطلقنا بداية صفحة على الفيس بوك باسم زواريب جنينة رسلان ونشرنا من خلالها معلومات وصور عن البلدة والمشروع واهم المحطات في عملنا..كما استطعنا من خلالها التواصل مع عدد كبير من الناس داخل سورية وخارجها ولقينا الاهتمام الكبير بالمشروع وتم تسجيل زيارات هامة لعدد من المغتربين حيث كان لتشجيعهم اثر كبير في نفوسنا وتشجيع لنا بالاستمرار في المشروع..كما نشرنا نماذج لبعض الزواريب في دول العالم مثل اليونان والنمسا والمغرب واستنتجنا أن زواريبنا تمتلك المواصفات الأنسب والأجمل فهي طبيعية جدا حيث لاتزال لدينا بعض البيوت الترابية والرعوش والطرقات البدائية كما لدينا مقومات أهم ولكن ما ينقصنا هو التمويل لننجز هذا المشروع الهام.
ويقول السيد عمار: من ضمن الخطط التي قطعنا شوطا مهما فيها استقبال 5000 سائح خلال العام الحالي وتم استقبال حوالي 1200 شخص حتى الآن وبنسبة تنفيذ 25 {844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} من الخطة الموضوعة..ومن الزيارات التي تم تسجيلها زيارات لكورال عتبات والذي يخطط لإقامة حفلات في البلدة في المستقبل القريب مع الإشارة أنه كان لأفراد الفرقة نشاطات ودور مهم في تزيين الزواريب بالاشتراك مع الفريق ومتطوعي البلدة..
أيضا من الزيارات الهامة والتي تركت أثراً إيجابياً كبيراً زيارة السيدة “رحاب إبراهيم” مديرة مدرسة طائر الفينيق برفقة طلاب وأساتذة المدرسة حيث تضمن برنامج الرحلة زيارة الزواريب ونبع البلدة وسد الدريكيش والحرش .. وبعد الزيارة تبرعت إدارة المدرسة مشكورة بمبلغ مالي لشراء كمية من الورود الطبيعية ذات النوعية الجيدة للتزيين.. وفعلا تم شراء الورود وتم توزيعها على أحد الزواريب بمشاركة أساتذة وطلاب المدرسة وكذلك فريق المشروع وبعض أبناء البلدة..
وفي هذه المناسبة قدم السيد “عمار محمد” الشكر والامتنان للسيد “صالح محمد” رئيس مجلس إدارة مدرسة طائر الفينيق لتكرمه بدعم المشروع .. كما شكر الآنسة “شذا الديوب” والأستاذ “جندب دخيل” والأستاذ “وائل صباغ” لمساهمتهم في تكريس الفكرة بزيارتهم للبلدة…
كما كانت هناك زيارات لعدد كبير من الشخصيات الهامة من بينها زيارة السيدة “راما دباس” وابنتها ميسم علبي التي تعيش أسرتها متنقلة ما بين الوطن والمغترب، وقد تركت الزيارة انطباعاً رائعا لدى أهالي البلدة.. بحيث استطاعت هذه السيدة وبطبيعتها وإنسانيتها الرائعة كسر بعض الجمود في العلاقات بين الناس.. وأوجدت تفاعلاً كبيراً مع شريحة من أهالي البلدة البسطاء من خلال هذا التناغم والمشاركة في هواجسهم وآمالهم فدخلت بذلك قلوبهم بكل طيبة و ود.. تاركة شعوراً وانطباعاً جميلاً وحافزاً لهم لمزيد من العمل والتعاون من أجل تطوير بلدتهم على المستوى السياحي..
كما كانت هناك زيارات لمجموعات من محافظة حمص وجمعية أصدقاء البيئة وملتقى الدلبة في مشتى الحلو بالإضافة إلى مجموعات استكشافية عديدة..
وعلى الصعيد الإعلامي كان هناك اهتمام واضح لوسائل الإعلام فتم تصوير عدة حلقات من برنامج “فوق الأرض تحت السماء” للإعلامية “نعمى علي” إضافة الى زيارة هامة للإعلامي “حسن محمد” من مدونة وطن ..وغيرهم.
لنا كلمة..
لا بد من التنويه بأن ما تقوم به هذه المجموعة هو عمل وطني بامتياز.. هو رسالة تؤكد أن هذه الأرض تحتوي على كنوز لا تقدر بثمن ولكن لا بد من العمل على إظهارها ليزداد ألق وتميز هذا البلد.. نستطيع إن توحدت رؤيتنا وتكاتفت جهودنا أن نصل ببلدنا إلى المرتبة الأعلى ولدينا المقومات والإمكانات لتحقيق هذه المكانة.. إنه إلى الآن مجهود شخصي لأهالي البلدة وللمتبرعين من فعاليات اقتصادية ومغتربين ولكن هذا لا يكفي ولابد من مشاركة الجهات العامة ومن بينها وزارة السياحة الجهة المعنية أكثر بهذا الموضوع.. ننتظر الأيام والأشهر القادمة لعلنا نلمس الاهتمام المطلوب عبر مديريتها بطرطوس..
للتواصل مع كاتب الموضوع على فيس بوك: عبد العزيز محسن