تستوفي وزارة المالية منذ عدة أشهر رسم طابع مالي يحمل اسم “الشهيد”، ويفترض أن تخصص إيراداته لدعم عائلات الشهداء ورعاية شؤونهم بما يحفظ لهم معيشة كريمة تلقي بالتضحيات التي قدمتها هذه العائلات، وكان يفترض أن يتزامن ذلك مع التوجه لتأسيس مؤسسة مستقلة تعنى بذوي الشهداء من جميع النواحي…فأين تذهب الإيرادات المتحصلة من رسم طابع الشهيد؟ هل تجمع في حساب خاص لحين تأسيس مؤسسة الشهيد وتحديد أوجه إنفاقها؟ أم أنها تسجل في حساب على الورق وتتصرف فعلياً وزارة المالية أو الحكومة بالمبالغ المتحصلة؟ وكم حجم المبالغ التي تم تحصيلها حتى اليوم؟.
المنطق يقول إنه يفترض أن تكون المبالغ المتحصلة من بيع رسع الطابع تجمع في حساب مصرفي مستقل تمهيداً لاستثمارها وتنميتها لتعود بالنفع على عائلات الشهداء، سواء عبر مشاريع صغيرة تخصص بها هذه العائلات أو مشاريع استثمارية يعود ريعها لصندوق الشهداء، فهما كان الدعم الرسمي لعائلات الشهداء فإن العدد الكبيرة واحتياجات هذه العائلات المتزايدة بحكم غلاء المعيشة يعني أن الاعتماد على مسألة توفير إيرادات تقليدية لصرفها كمساعدات أمر لن يأتي بثماره على عائلات الشهداء كما يتمنى المجتمع والدولة معاً.
وطالما أنه ليست هناك وزارة أو مؤسسة وطنية عليا للشهيد فلن يكون هناك إجراءات وخطوات ومشاريع استراتيجية تعنى بشؤون عائلات الشهداء ورعايتها وتوفير مستلزمات ومتطلبات حياتها اليومية، والأهم استثمار الكادر البشري لهذه العائلات في عمل وطني منتج يعود على المجتمع والكادر بالخير والفائدة، فلا فائدة ترجو من كرتونة مساعدات تصرف شهر وتنقطع أشهر، فيما فرصة العمل الحقيقية المنتجة هي التي يمكن أن ترقى لمستوى طموح كل شهيد، ولذلك فإن الأولوية العاجلة هي في إخراج مؤسسة الشهيد للنور بأقصى سرعة بحيث تتبع لإشراف ومتابعة رئاسة الجمهورية أو تخصيص وزارة في الحكومة القادمة للشهداء والبدء في بناء هيكليتها وتوجهاتها وأنشطتها وعلاقاتها مع المجتمع ومختلف فعالياته ومؤسسات الدولة وجهاتها العامة.
سيرياستيبس