بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
متواجدون في مكتب كل مسؤول أو مدير أو صاحب نفوذ، وفي كل حفل أو مناسبة.. عشرات بل مئات الأشخاص المتطفلين على مهنة الصحافة.. هم لا يحملون المؤهلات العلمية ولا يتمتعون بالكفاءة المهنية ولا ينتمون لأي وسيلة إعلامية.. هم فقط أفراد يحاولون اقتناص الفرص للوصول إلى أهداف شخصية تحت ستار الصحافة وخدمة الشأن الوطني والعام.. وبذلك يسيئون ويتركون الانطباعات السلبية في أذهان الناس عن هذه المهنة وروادها الحقيقيين..
ما يثير الدهشة أن هؤلاء يجدون الملاذ الآمن والحضن الدافئ لدى الكثير من المسؤولين من أعلى المستويات.. فيستقبلوهم بالابتسامات العريضة وبالترحاب الحار ويقدمون لهم ما يريدون.. هؤلاء الأشخاص يتلقون الدعوات كـ(إعلاميين) لحضور الفعاليات والمناسبات والاجتماعات الرسمية دون غيرهم من الإعلاميين الفعليين.. فمن هم هؤلاء؟؟ ولماذا يلقون كل هذا الاهتمام؟؟!!.. هؤلاء هم على الأغلب من أصحاب “التوصية الخاصة” من أصحاب النفوذ، أو ربما هم أصحاب صفحة شخصية على الفيس بوك يجيدون فيها لغة القدح والذم ويوزعون الشهادات بالأخلاق والوطنية على الناس بحسب المصلحة… يعرفون عن أنفسهم بـ”إعلاميين أو صحفيين” ويحملون معهم في تنقلاتهم بين المكاتب بعض الشكاوى أو الملاحظات وبالأخص حول أهالي الشهداء والجرحى أو قضايا الناس المعيشية أو الخدمية فيتاجرون بها..يبيعون ويشترون.. ولكن معلوم أن هذه الشكاوى أو الملاحظات ما هي إلا “عدة الشغل” وأدوات الابتزاز للوصول إلى أهدافهم الحقيقية في التقرب من المسؤولين وتلبية طلباتهم الخاصة..
الجميع بات يعلم حقيقة هؤلاء.. وأنا هنا لا ألومهم بقدر ما ألوم المسؤولين الذين يحتضنونهم..فإلى هذا الحد أنتم خائفين من أعمالكم كي تخضعوا لهؤلاء؟؟ لماذا تساهمون في تعويم الانتهازيين والمتطفلين على مهنة الصحافة وتفضلونهم على الإعلاميين الذين لهم باع طويل في المهنة ويحملون الشهادات ويعملون في وسائل إعلامية ذات مضمون ومحتوى مهني محترم..
لا أريد التحدث أكثر عن هذا الموضوع.. ولكن من المعيب أن تستمر هذه الفوضى وهذه الإساءة المتعمدة لمهنة الصحافة، والتي يطلق عليها (مهنة البحث عن المتاعب)، ولكنها للأسف أصبحت اليوم (مهنة البحث عن المكاسب) بفضل أولئك الطفيليين والانتهازيين وبمساعدة البعض من أصحاب المناصب والمسؤولين..







