يأتي إعلان وزارة الزراعة عن جاهزيتها واستعدادها لإنتاج أي صنف من أصناف الحمضيات في العالم بالكميات والمواصفات المطلوبة، ليشكّل تحدياً استعراضياً يبقى في خانة “الحكي” بالقياس إلى تاريخٍ من الإجحاف والتقصير الذي تعرّض له هذا المحصول الإستراتيجي لدرجة تحوّلت فيه جلّ المواسم إلى مصير كارثي لم تكن فيه وزارتا (الزراعة) و(الصناعة) على قدر المسؤولية الوطنية والأخلاقية لإنتاج بات همّاً أكثر منه قيمة.
تقول (الزراعة) وفق تصريحات مسؤوليها المنسوبة إن النوايا تتحدث عن تطوير العملية الإنتاجية مستقبلاً عبر تأمين ريعية اقتصادية مجدية للفلاح، وإيجاد قناة تصريفية مستمرة ورسم خارطة تسويقية كبيرة باتجاه أسواق وموائد جديدة، وبمواصفات قياسية عالمية تتطابق مع رغبة المستورد والمتذوق على حدّ سواء وبأسعار جيدة، وهذه هي الجدوى المأمولة من معمل إنتاج العصائر في اللاذقية الذي لم تنضج طبخة إعداده بعد، في وقت تسعى (الصناعة) إلى تحقيق التشاركية فيه مع “الزراعة أو اتحاد الفلاحين أو مكتب تسويق الحمضيات”، لضمان تسويق المادة الأولية وضمان استمرارية المعمل في الإنتاج، في وقت تسجل الوقائع تراجعاً في زراعة الحمضيات وانسحاباً من حقول لم تعد تجلب ثمن التعب فيها؟!.
وما دامت المعنويات عالية إلى هذه الدرجة فيما يتعلق بالجهود المبذولة من قبل اللجنة الفنية المكلفة بدراسة ملف إقامة معمل إنتاج العصائر، نسأل عن مصير الخطوات العلمية والعملية التي يتم القيام بها والدراسات المستفيضة التي تمّ إجراؤها لكافة النواحي المتعلقة بـالزراعة والأصناف وكميات الإنتاج والاستهلاك المحلي والمتاح للتصدير والفائض وإمكانيات التصنيع والتكاليف والأسعار والأسواق الفعلية والمستهدفة والممكنة والمشكلات التسويقية؟.. وهل سيتمّ وضع ملف إقامة المعمل الذي طرحت فكرته منذ أكثر من عقدين من الزمن موضع التنفيذ؟، وهل ستثمر جولات وزيارات أعضاء اللجنة الميدانية إلى موقع المعمل والمشاغل الخاصة ومديريات الزراعة ومراكز البحوث والخزن والتسويق؟ وماذا بشأن التحركات والخطوات التي تقوم بها الفرق التخصصية السبعة للحمضيات؟!..
وأخيراً.. بما أن الحمضيات السورية تحتل المركز الثالث عربياً والسابع متوسطياً والثامن عشر عالمياً من حيث الإنتاج.. هل نقبل على مستقبل يصبح للتسويق ونشر مفهوم صناعة الحمضيات مرتبة ما تجعل آلاف الفلاحين والأسر العاملة والناشطة بالزراعة وتوابعها في سوية تليق بهذا المحصول الذي يستحق أكثر من التقصير بكثير؟.
البعث
مصير وعصير؟!-بقلم علي بلال قاسم
- نشرت بتاريخ :
- 2015-07-14
- 4:32 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك