تخطى إلى المحتوى

الآن في طرطوس…مدارس خاصة بصبغة شرعية.!!

 Picture1بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:

نتيجة لتغير الظروف وارتفاع تكاليف المعيشة قررت أسرة صديقة لي نقل طفلها من مدرسته الخاصة إلى مدرسة خاصة أخرى أقل سعراً وتكلفة.. فماذا حدث؟!
لقد تغيرت تصرفات الطفل.. وأصبح طفلاً “متديناً” يقوم بتطبيق ما يتعلمه في تلك المدرسة على اسرته فيدعو أمه” للتستر” ويطالبها بتغطية شعرها حين يزورهم ضيوف، ويعلق على طريقة لبسها عند خروجها إلى عملها ويشرح لها أن تصرفاتها تخالف تعاليم الدين والشريعة! كما يجهد نفسه في حفظ آيات قرآنية طويلة على حساب فروضه المدرسية الأساسية.. حاول الأهل ثني طفلهم عن “قناعاته” الجديدة ولكن بلا جدوى فما تقوله له المعلمة هو الصحيح بنظره ..
تأكد الأهل انهم وقعوا في مطب المدارس ذات الصبغة الدينية.. وهم لا يدرون….. وثمة مشكلة كبيرة بالنسبة لهم.. فكيف سيتصرفون..
نعلم أن هذه المدارس موجودة الآن في طرطوس.. وتصنيفها لدى مديرية التربية مدارس خاصة وليست مدارس شرعية!.. فهل لدى التربية معرفة بهكذا حالات؟ وهل يشكل ذلك مخالفة أم أنها لا تتدخل في الأنشطة الموازية للمنهاج المعتمد.. لا ندري.
لا ننكر أن هناك أسر متدينة موجودة في هذه المحافظة كما في كل المحافظات السورية وقد أوجدت الدولة مدارس شرعية لمن يريد هذا النمط من التعليم.. ولكن أن تختلط الأمور ببعضها وتتحول بعض المدارس الخاصة إلى مدارس شبه شرعية فهذا يعد أمر غير واقعي وغير منطقي.. وحتى لو حدث ذلك “تجاوزاً ” فيجب الاعلان عن هذا التوجه صراحة تجنبا لوقوع بعض الأهالي الذين يسجلون أبنائهم في هذه المدارس بالمفاجئة لحقيقة ما يجري داخل المدرسة من أنشطة وتعاليم قد لا يرغبوا أن يكتسبها أبنائهم في هذه المرحلة..
لسنا ضد مبدأ المدارس الشرعية.. ونعلم أنها موجودة وتعمل تحت اشراف وزارة الأوقاف، ولكن لا ينبغي أن تتحول بعض المدارس الخاصة إلى انتهاج هذا النمط ولو بشكل جزئي، فهذا يشكل تجاوز كبير للمنطق والقانون وهو يشكل احراج للأهالي بشكل أو بآخر ..لذلك من الضروري التشديد على مراقبة أداء المدارس فيما يتعلق بالأنشطة الموازية، والتأكد من التزامها بالتعليمات والشروط الناظمة لعمل المدارس الخاصة وبما ضمن صيانة حقوق المواطنين والمجتمع بشكل عام..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

تابعونا على فيس بوك

مقالات