ليس مستغرباً أن ترتفع نسبة البطالة في سورية إلى أكثر من 50{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} حسب نتائج المسح الأخير للقوى العاملة في ظل ظرف صعب يعيشه البلد، هذا بلا شك نتاج طبيعي ومتوقع بعد توقف عجلة الإنتاج في غالبية المشاريع الإنتاجية الصناعية منها والزراعية وخروج حقول النفط والغاز عن السيطرة، ولكن هذا ليس عذراً لواضعي السياسات الاقتصادية لتبرير تعثرهم، بل فشلهم في إيجاد الحلول المناسبة لمخازين العاطلين عن العمل، خاصة أن هناك بدائل ممكنة لو توفرت الإدارة الناجحة لهذا الملف الساخن على مدار السنوات التي خلت!.
اليوم المشكلة تعقدت بعد خمس سنوات من الأزمة التي زادت الطين بلّة، كاشفةً بوضوح تام هشاشة خططنا التنموية التي توقفت عند حد الحلول الإسعافية لاعتمادها على “أبر التخدير” التي سرعان ما يبطل مفعولها لتنفجر أزمة البطالة إلى درجة بات من الصعب السيطرة عليها وفق الآلية التقليدية المتبعة حالياً!.
ما هو المطلوب الآن؟.. سؤال يجب أن يكون حاضراً بقوة على سلم أولويات المرحلة القادمة المليئة بالتحديات، خاصة أننا مقدمون على مجلس شعب جديد تعلق عليه آمال كبيرة للمساعدة في حلحلة انكماش فرص العمل “المعضلة” التي ساهمت في هجرة الكثير من الكوادر الكفوءة التي لملمت بقايا أحلامها وطموحاتها بحثاً عن مناخ مناسب يقدّر قيمتها بدلاً من تهميشها لدرجة الإقصاء!.
للأسف كل الحلول التي جربها أصحاب القرار للتخفيف من حدة البطالة منذ بداية الحرب ولغاية اليوم لم تفِ بالغرض، وحتى ما قبل الأزمة، بدءاً من مكاتب التشغيل مروراً بهيئة مكافحة البطالة وصولاً إلى برنامج تشغيل الشباب، كلها مشاريع نال منها الفساد، فنخر عظامها التي لم تعد تقوى على حمل ثقل العاطلين عن العمل الذين يفوقون بأضعاف مضاعفة عدد الفرص المتاحة التي لا تتجاوز عشرات الألوف، بينما عدد طالبي العمل يزيد سنوياً عن الـ 270 ألف أغلبهم من الخريجين في الجامعات!.
بالمختصر، كوارث البطالة لا تحصى وهي في تفاقم، ولعل أفضل المخارج التي تقودنا للتخفيف من حدتها هو فتح باب القروض دون فائدة لأصحاب المشاريع الصغيرة، وإصدار التشريعات التي تسهّل الحصول عليها وتبنيها وتنميتها لتكون حافزاً للشباب الباحث عن فرصة عمل لم يعد الحصول عليها بالأمر السهل، ومن جانب آخر على وزارة التعليم العالي وبقية الوزارات المعنية أن يعملوا على تطبيق شعار تحويل المعاهد التقانية إلى مراكز إنتاج حقيقية يمكن أن تمتص عشرات الآلاف من طالبي فرص العمل بدلاً من تركها مأوى للفاشلين!.
غسان فطوم- البعث
- الرئيسية
- مقالات
- الرقم المخيف..! – غسان فطوم
الرقم المخيف..! – غسان فطوم
- نشرت بتاريخ :
- 2016-04-16
- 3:24 ص
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك