ضجيج عائلي في المساء وفي وسط ضجيج المكان تهرب من الجميع و تصغي إلى ضجيج قلبها بعد أن تسلل طيفه خلسة ….
تبقى بجسدها و تطير روحها خفية كلص محترف من دون أن يلحظه أحد ….تهرب إلى دلك الطيف تستحضره و تكلمه و تعاتبه على قسونه ….
تهرب روحها إليه بعد أن خبأت صورته و قطعت عهدآ على نفسها بأنها لن تنظر إليه مجددآ و لكنها في كل مرة كانت تخرق هدا العهد فصورته مخبأة في كل رفة عين و منقوشة في كل نبضة ينبضها قلبها المرهق ….
تصطنع النعاس و هي التي لم يعرف النوم في الليل إليها سبيلا ….يفيض عسل الدمع من عينيها بغزارة ….
أما روحها ففاض الحزن بها مند أن عرفته و أدمنت البحث عن المستحيل و غرقت في حالة الإنكسار التي تعيشها مند أن ارتدى عباءة الصمت و رحل ….
تمر الأيام و هي تستمر بجلد داتها فلا قدرة لها على الخروج من قوقعته و كأنه داء مستعصي لا سبيل للشفاء منه ….
و دات يوم أغمي عليها و بعد تشخيص الطبيب علمت بأن أيامها شبه معدودة …. فقد عاشت ناسية و متناسية نفسها تحيا على ذكراه و تقصي أخباره ….رحلت و قلبها نقي طاهر كقلب راهبة لا يسكنه سوى الله و طيفه …. وتابع هو حياته الهانئة و الصاخبة و قلبه القاسي كقطار يوميآ ينزل و يصعد منه عشرات الركاب ….!..