تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي يحدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للع... الرئيس الأسد يستقبل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد على تقديم ما يلزم للوافدين اللبنانيين.. مجلس الوزراء يوافق على مشروع إحداث الشركة العامة للصناعا... لجنة القرار/43/ تناقش عدداً من القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية الرئيس الأسد يبحث مع عراقجي سبل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وتقديم الدعم والمساعدة للأشقاء اللب... مجلس الوزراء : تشكيل لجنة مختصة لمراجعة بعض القرارات والأنظمة الخاصة بشغل مراكز عمل القيادات الإداري... استشهاد ثلاثة مدنيين وجرح تسعة آخرين في عدوان إسرائيلي على مدينة دمشق في برقية تعزية وجهها للمقاومة الوطنية اللبنانية ولعائلة الشهيد نصر الله … الرئيس الأسد: المقاومة لا ... سورية تدين بشدة العدوان الإجرامي الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد السيد حسن نصر الله وتحمل كيان الاحت... حزب الله يعلن استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله

سوق الأدوية.. فوضى وغلاء فاحش ونقص الدواء يزيد المعاناة

غلاء “فاحش” ومتصاعد لأسعار الأدوية بات جميع السوريين يلمسونه عند أي مراجعة لصيدلية أو حاجة لدواء، وخاصة في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وغياب آلية تسعير واضحة ومحدّدة للدواء، وفقدان بعض الأدوية أو عدم توفرها، ومنها الأدوية المخصّصة للأمراض المزمنة والخطيرة كأمراض القلب، وأدوية السرطانات وغيرها.

جولة غير مبشرة
جولة في صيدليات طرطوس، وحديث مع بعض المرضى والمراجعين، يظهران تبايناً كبيراً في الأسعار، ومزاجية في تأمين علب الدواء، إذ بات صعباً على المرضى تأمين أدويتهم حتى عن طريق الوصفات الطبية، وأغلب الوصفات التي توصف لهم يضطر أصحابها للبحث عن الأدوية اللازمة فيها بعدة صيدليات، ومعظمها غير متوافر، وقليلاً ما يوجد بديل لها، وفي حال وجود البديل، يشكو غالبية المواطنين قلّة الفاعلية الطبية وارتفاع سعره، وضعف مقدرة شرائه. ويتحدث أبو حسين الرجل الذي بلغ الستين هو وزوجته عن ارتفاع خيالي في سعر أدوية القلب التي يحتاجون إليها بطريقة تفوق قدرتهم المادية، ولاسيما أن معاشه لا يتجاوز الـستين ألف ليرة، في حين قفز سعر علبة الدواء التي يحتاجها مؤخراً إلى ما يقارب الـسبعة آلاف ليرة بعد أن كانت بحدود الألف ليرة، مؤكداً أن ذلك يشكّل خطراً بالغاً على صحته وصحة المرضى الذين لا يملكون ثمن أدويتهم في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الحالي.

مقارنات صادمة!
كذلك تقارن السيدة نادية التي حصلت على وصفة طبية مؤخراً أسعار الدواء الحالية التي دفعتها ثمناً للوصفة بما كانت عليه سابقاً، إذ تتحدث مثلاً عن أدوية السعال وأدوية الأمراض التنفسية التي كانت تشتريها سابقاً بما لا يتجاوز الـ 500 ليرة لكنها الآن تزيد خمسة أضعاف، كذلك بالنسبة لبعض علب الفيتامينات الأساسية والضرورية لبعض المرضى، فمثلاً بالنسبة لدواء الحديد والفوليك الضروري للمرأة الحامل لم يكن يتجاوز ثمنه سابقاً الـ 250 ليرة لكنه أصبح الآن بـ 2500 أي ارتفع عشرة أضعاف. ويشكو بعض المرضى من الطريقة التي يُعدّل فيها حالياً سعر الدواء ويباع على أساسه، فالكثير من الأدوية في الصيدليات مسعرة بأسعار قديمة ومختلفة بفوارق كبيرة عن الأسعار التي تُباع فيها حالياً، وهذا يعني أنها أدوية مخزنة سابقاً ومخبأة، وهو ما يتطلّب تدخل الأجهزة المشرفة على الصيدليات ووزارة الصحة لمراقبتها وتصحيح أسعارها.

عقوبات مفروضة
في المقابل يربط الكثير من الصيادلة الذين تمّ الحديث معهم ارتفاع أسعار الأدوية بالعقوبات الاقتصادية وقانون قيصر، إذ يؤكد الصيدلاني مقداد أن العقوبات منعت دخول المواد الأولية اللازمة لصناعة الدواء، ما أدى إلى ارتفاع ثمنه وفقدان كثير من الأدوية، وخاصة مع موجة فيروس كورونا، مشيراً إلى تراجع الشركات المصنّعة للأدوية عن الإنتاج بكميات قادرة على سدّ حاجة الأسواق. من جهتها تتحدث الصيدلانية “ربى” عن فقدان بعض أنواع الدواء المطلوب في الوصفات الطبية، لكن في المقابل هناك بدائل بمركبات دوائية مماثلة تقوم بتأمينها للمرضى والمراجعين. وأكدت الصيدلانية ضرورة الاهتمام بالقطاع الطبي ودعمه، وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، مشيرة إلى التزامها بالنشرات التي تصدر عن وزارة الصحة ونقابة الصيادلة، لكن الأمر مرتبط كما تقول بالوضع الاقتصادي وتقلبات سعر الصرف. وكانت نقابة الصيادلة أصدرت تعميماً لكافة المستودعات والصيدليات، طالبت فيه بضرورة الالتزام بأسعار الأدوية الجديدة للعموم، وعدم تحميل أدوية على أدوية وبيعها بأسعار مرتفعة، مما يؤدي إلى خلل في أسعار الأدوية واختلاف الأسعار بين صيدلية وأخرى.

“دواك عندي”!
ويبدو أن الفوضى التي طالت سوق الدواء وصيدلياته دفعت بالكثير من المرضى والمحتاجين إلى تأسيس مبادرات فردية لتبادل الدواء مجاناً أو بأسعار تقلّ عن تكاليفه في السوق والصيدليات على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الفيس بوك، فمثلاً تقوم مجموعة تحمل اسم “دواك عندي” بتبادل المنشورات التي يتوفر لدى أصحابها أدوية لم يعودوا بحاجتها، لتقديمها وتبادلها مع مرضى آخرين يحتاجونها، مجاناً أو بسعر رمزي يقلّ عن تكاليفها الحقيقية. ويقول مؤسّسو المجموعة إن الفكرة إنسانية بحتة هدفها تبادل فائض الأدوية ولا تتبع لأية جهة، حيث يلتزم الأعضاء فيها بتصوير الأدوية المتوفرة لديهم بشكل واضح مع تاريخ انتهاء الصلاحية، والتنبيه للتعامل بحذر مع الأدوية المعروضة لعدم تحميلهم أية مسؤولية، حيث تمّ إنشاء المجموعة منذ ستة أشهر تقريباً بالتزامن مع ارتفاع أسعار الأدوية، مؤكدين في الوقت نفسه أن مبادرات من هذا النوع من شأنها تخفيف وطأة ارتفاع أسعار الدواء وتأمينه للكثير من المرضى العاجزين عن دفع أسعاره أو الحصول عليه، وخاصة في ظل موجة الغلاء والأمراض المنتشرة مؤخراً.

محمد محمود

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات