تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
المهندس عرنوس خلال قمة العمل المناخي بدبي: سورية التزمت وما زالت بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بالبيئ... الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بتعديل المادة 26 من قانون خدمة العلم بمشاركة سورية افتتاح القمة العالمية للعمل المناخي وزارة السياحة السورية تتوقع مضاعفة أعداد القادمين من العراق بعد قرار منح تأشيرات الدخول من المعابر ا... الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 16/ 11/ 2023 القمة العربية الإسلامية الاستثنائية تدين مجازر الاحتلال الهمجية في قطاع غزة وتطالب بوقف تصدير الأسلح... الرئيس الأسد يلتقي الرئيس السيسي في الرياض على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في القمة العربية الإسلامية غير العادية لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطين... مجلس الوزراء يقر مشروع الموازنة العامة للدولة للعام 2024 بمبلغ 35500 مليار ليرة سورية موزعة على 2650... عدوان اسرائيلي جديد على مطاري دمشق وحلب .. استشهاد عامل مدني وأصابة اخر وخروج المطارين من الخدمة

ثقافة التدخل في شؤون الآخرين.. تُسقط القيم الإنسانية والأخلاقية للمجتمع

*بقلم د. وسيم وني / مدير مركز رؤية للدارسات والأبحاث في لبنان

” ابذل مجهوداً في إصلاح ذاتك بدلاً من التدخل في شؤون الآخرين ” الكثير من الناس والمجتمعات لم يأخذوا بالموعظة الكامنة خلف هذه المقولة التي رغم بساطتها إلا أنها تجنب المجتمع والفرد والعائلة الكثير من المشاكل والأزمات والتي يسببها هذا النوع من “الفضوليين ” والذين يتدخلون فيما لا يعنيهم بل ويحاصرون الناس بتطفلهم وتدخلهم فيما لا يعنيهم ولا يخصهم .

ومع هذا النوع من البشر … تزداد الحياة صعوبة ولكي نتجنب ضريبة الاستنزاف النفسي والعصبي التي يعكسها حضورهم في الأماكن التي يتواجدون بها يتوجب علينا معرفة أسباب هكذا نوع من التصرفات الغير سوية والمريضة وكيفية التعامل مع هؤلاء الذين يثيرون الازعاج والمشاكل أينما وجدوا، إلا أنهم يثيرون الشفقة على طريقة التفكير التي يمارسونها وتجعلهم غير مرغوبين من الزملاء والأقارب المتواجدين في محيطهم ولا أحد يرغب بالتواصل معهم ولو حتى باتصال… متناسين أن النفس البشرية تحب من يحسن إليها وتبغض من يسيء إليها .

كما أن التدخل في شؤون الآخرين وخصوصياتهم هو سلوك لا أخلاقي منتشر في المجتمع بقصد تصيد أخطاء الآخرين أو إزعاجهم واستفزازهم وربما ينبع ذلك من غيرة أو حسد ، والشخص المتطفل لا يحترم خصوصيات الآخرين ولا مشاعرهم ولا أحاسيسهم ولا حتى ظروفهم الخاصة كون المتدخلين في شؤون الغير يعانون من اضطرابات نفسية واجتماعية غير سوية حيث لا يشعرون بالسعادة إلا من خلال التطفل والتدخل في شؤون الآخرين وإيذائهم لكي يتستروا على عيوبهم كون معظم المتطفلين يعانون من ضعف الوازع الديني والثقافي والأخلاقي في سماتهم الشخصية ويحاولون تعويضها بتدخلهم بشؤون الآخرين .

وهذا ما يؤكد لنا بأن الشخص المتطفل هو شخص انتهازي وقلق وساذج أحياناً ، لأنه يتميز بأنه يعاني من فراغ في حياته ولديه نوع من حب التسلط والسيطرة ويتصف بالثرثرة ونقل الكلام والإفساد بين الناس لأنه يعاني من النقص في حاجته إلى تقدير المجتمع له لافتقاده الأمن النفسي مهما حاول بالظهور بالمظهر الجيد أمام الآخرين .

وقد يكون انشغال الفرد بعيوب الناس، والتحدث بها بمنزلة ورقة التوت، التي يحاول أن يغطي بها عيوبه، وسوءاته، فقد سَمِعَ أعرابيٌّ رجلًا يقع في الناس، فقال: (قد استدللت على عيوبك؛ بكثرة ذكرك لعيوب الناس؛ لأن الطالب لها؛ يطلبها بقدر ما فيه منها)، فأكثر الناس عيوبًا، أفرغُهم لذكر عيوب الآخرين.

كيف يمكننا التعامل مع الناس المتطفلين ؟

لابد من توجيههم من خلال معرفة المساحات النفسية المسموح الدخول فيها مع الأخرين أي تعريفهم بحدودهم سواء على مستوى حياتهم العامة أو الخاصة والتي لا يجوز اقتحامها وتدريبهم على هذه المهارات بالإضافة إلى إرشادهم في كيفية إدارة الوقت والسمات الذاتية بطريقة أكثر جودة تتناغم مع القيم الاجتماعية والدينية والاخلاقية الموجودة في المجتمع .

لأن بعض الأشخاص الفضوليين يحتاجون إلى إرشادات من متخصصين في مجال العلاج المعرفي السلوكي حتى نعيد تشكيل منظومة الأفكار لديهم ، وأفضل طريقة لدرء مشاكل المتطفلين وضع حدود ومساحات معينة مع الأخرين وعلى الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية وحتى وسائل الإعلام أن ترسخ مبدأ «خصوصية الفرد» لأنه ينمي الثقة بالنفس ويحفز على الإبداع والإنجاز .
ومن أفضل طرق التعامل معهم عدم الدخول مع المتطفلين بخصومة أو عداء تجنبا لردود أفعالهم السيئة لابد من التحدث معهم بلطف وتقليل العلاقات معهم والاحتكاك بهم تحت شعار ” اعتزال كل ما يؤذيك”.

أسباب التدخل بالآخرين :

إن كثيرا من المتطفلين يلجؤون للتدخل في شؤون الأخرين بغرض قضاء أوقات فراغهم والتسلية أو لحقد أو غيرة حيث أن أغلبهم من الفاشلين ليس بالضرورة على مستوى العمل بل يمكن أن يكونوا فاشلين أخلاقياَ أو عائلياً و كثيرا من المتدخلين يشكلون خطورة أحيانا إذا كانت نواياهم سيئة من تدخلهم ومعرفة المعلومات والأسرار الحساسة بالآخرين بهدف استغلالهم وابتزازهم والانتقام منهم حتى في هذا التدخل بدون أي وازع أخلاقي أو ديني أو حتى إنساني …فاللذان ينتجان بدورهما في تقديري المتصيِّدين للأخطاء.. قاتلو الأمل ولو بالتلفيق…!!

وأخيراً لهذا الداء أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية التي تجعلنا اليوم نقف أمامه للمطالبة بمراجعة متعددة المسؤوليات – وانا اعلم أن مرارة الدواء ليست مبررا لترك العلاج – لعل أولها المسؤولية الذاتية التي نطرحها الوازع الديني والأخلاقي والمنطقي التي يجب على كل إنسان أن يفعلهم في نفسه فماذا لو أن حامل مجهر تتبع الناس أدار المجهر على نفسه ورأى حاضره وماضيه وحتى حياته وعائلته وكم الاخطاء التي يقع بها هل يحب أن يطلع الأخر عليها وينشرها على الناس، فللناس كرامات وخصوصيات فيما يفعلون ويلبسون ويتصرفون ويعملون ما داموا لا يؤذونك ولا يعتدون على حقوقك، وليس لك أي سلطة في انتهاك حريات الأخرين وخصوصياتهم وحياتهم، وإن كان دافعك الاصلاح أو النصح فليس من بوابة الفضح التي ننتهجها لا تلميحاً ولا تصريحاَ.

فنحن مجتمع تحكمنا منظومة أخلاقية نعتز بها تنبع من ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، ولسنا من المجتمعات التي تتبع عورات الناس وزلاتهم أو تتصيد أخطاءهم، فكلنا خطاء وخير الخطائين التوابون ، فالعاقل من شغلته عيوبه عن رؤية عيوب الناس.. فلا تنهى عن خلق وتأتي مثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات