تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
وزارة السياحة السورية تتوقع مضاعفة أعداد القادمين من العراق بعد قرار منح تأشيرات الدخول من المعابر ا... الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 16/ 11/ 2023 القمة العربية الإسلامية الاستثنائية تدين مجازر الاحتلال الهمجية في قطاع غزة وتطالب بوقف تصدير الأسلح... الرئيس الأسد يلتقي الرئيس السيسي في الرياض على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في القمة العربية الإسلامية غير العادية لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطين... مجلس الوزراء يقر مشروع الموازنة العامة للدولة للعام 2024 بمبلغ 35500 مليار ليرة سورية موزعة على 2650... عدوان اسرائيلي جديد على مطاري دمشق وحلب .. استشهاد عامل مدني وأصابة اخر وخروج المطارين من الخدمة سورية: المجزرة الصهيونية في مستشفى المعمداني بحق مئات الأبرياء عمل وحشي الرئيس الأسد يصدر قانونا يقضي بتسويةالأوضاع الجمركية لمالكي المركبات والبضائع المفقودة بالمناطق الحر... الرئيس الأسد خلال استقباله عبد اللهيان: وجوب تكاتف الجميع لوقف جرائم (إسـرائيل) ضد الشعب الفلســطيني

“المسيحيون المهاجرون يعودون .. لِيَبيعوا أملاكهم”

*بقلم المهندس باسل قس نصر الله

إنه موسم عودة المهاجرين المسيحيين إلى سورية.

أسيرُ في مدينتي .. حلب .. فأرى أحدَ من هاجر، ونتبادل التحيّة والقبلات والإطمئنان على بعضنا البعض، ويخبرني الخَبَرَ الصاعق .. إنه ينزل في الفندق وليس في بيته .. “البيت غير جاهز .. فهناك مشكلة الكهرباء .. وغيرها” وأنه موجود لينهي بعض الأعمال، ثم يهمس لي بأنه أتى لإنهاء وكالات قانونية “لكي أبيع أملاكي”.

نعم يا سادتي، كل من هاجر من السوريين يعود الآن ليُرتِّب أموره القانونية لأجل “فض الاشتباك” بينه وبين الوطن.

يقيمون في الفنادق التي قد تبعد عن بيوتهم مسيرة دقائق.

أتخيّلهم وهم يزورون منازلهم .. هنا غرفة من كانوا أطفالاً وأصبحوا شباباً في الهجرة.

هناك غرفة الإستقبال التي شهدت أفراحنا وأحزاننا.

هل تذكرين يا زوجتي؟ هنا كان يجلس أبي وأمي ..

وفي هذه الغرف كان يمرح الصغار ويلعبون .. ويتشيطنون .. وأمك وأمي تصرخان فينا .. لا تضربوا “سامر” ولا “ميشيل” ولا “سهيل” ولا “نجوى”.

كانتا تمارسان “حق الفيتو” على قراراتنا .. بينما أبوينا يلعبان “طاولة الزهر”.

هنا المطبخ حيث كانت أطباق الطعام تُعدّ وتوزَّع على المائدة والضيوف.

ثم يغلقان الباب ويعودان إلى الفندق.

هم يعودون فقط بدون الأبناء .. “إننا نرتِّب الأمور ونبيع لأنهم لن يعودوا”.

“الحمد لله .. أمورهم جيدة .. ولكن كل واحدٍ منهم في مكان .. ووقتهم لا يسمح لهم بزيارتنا كثيراً .. وبالتأكيد فهم لم يستطيعوا القدوم معنا”.

يزورون الكنائس ويمارسون “وقار التقوى” ويسلّمون على الناس ويتبادلون القبل.

وآخر يخبرني أنه أيضاً سيستفيد بأن يعمل أسنانه، ويجري عملية جراحية لزوجته هنا .. لأن الدور للمعالجة “لدينا في كندا بطيء”.

هذه ملخص زياراتهم .. وحتى في عودتهم تحضنهم سورية الجريحة .. تحضنهم في مشافيها ومن بقي من أطبائها.

يزورون قبور أهاليهم .. ويتفقدونها .. ويضعون زهوراً من سورية.

حتى زهور موتانا نأتي بها من هذه الأرض.
بقايا زوايا منازلنا تكتب تاريخ طفولتنا وشقاوتنا ومراهقتنا وشبابنا وهجرتنا.

نزور موتانا لنطلب السماح منهم بأن لا أحد من أبنائنا سيزورهم بعد ذلك، وأنهم نهاية سلسلة العائلة.

يزورون أطباء الأسنان والمشافي ليتعالجوا طبياً .. ولكنهم في الحقيقة يتعالجوا من هجرتهم وبعدهم.

يأكلون الفول ويزورون “قلعتنا” في حلب ويبحثون عمّن يعطيهم جرعة من “شراب السوس” ويأكلون “الهيطلية” ويشحنون أنفسهم من هواء حلب وسورية.

هم سيغادرون عندما تنتهي وكالاتهم القانونية .. ويبيعون ..

وتبقى “طاولة الزهر” لا أحد يلعب بها.

اللهم اشهد اني بلغت

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات