نحن نسير بقدمين نفاثتين إلى القاع…..
كلا ركيزتي التربية تتهاويان، البيت والمدرسة، كأننا نقضي بأيدينا على كل ماهو جميل أو متقن عرفناه…..
تلك العصا التي رافقت تلك الأجيال، صنعت رجالاً بنوا وعمروا هذه البلاد، و كلمة العصا هنا استعملها محازياً للقول أن التربية أساسها الحزم….
أعيدوا العصا كوسيلة تربية….نعم،نعم، العصا،ولتذهب الى الجحيم مشاعر الطلبة….
هيبة المعلم هي هيبة الدولة، تكفي تلك المراعاة المائعة لتلك الأحاسيس المزيفة،كفى اذلالاً للمعلم وادارات المدارس عبر قرارات نحسبها في مصلحة الطالب والعملية التعليمية :
” نطلب لكم مراعاة شعور الطلاب “….أعطونا طالباً لديه مشاعر حتى نراعيها…
كفاكم تقويةً للأهل والطالب على حساب المعلم والمدرسة، يجب أن تكون المدرسة مقدسة،يجب أن يكون المعلم مقدساً،وقدسيته توازي قدسية رجل الدين في أي طائفة…
قد يخطأ المعلم،نعم،وهناك معلمون لايستحقون هذه التسمية، هناك من بينهم من هو ابتزازي ويخون رسالته،ولكن هذا لايعني ان تميل الكفة لصالح الطالب وأهله…..
أعيدوا للمدارس تلك المعسكرات حيث يقوم الطلاب باداء نشاطات من قبيل تنظيف الطرقات أو رصفها أو التشجير،اجعلوهم يشعرون بالانتماء الى مكون أكبر وأسمى من القرية أو العشيرة أو القبيلة أو الطائفة أو المذهب، هوالوطن…تشددوا في موضوع اللباس المدرسي حتى لايكون هو الآخر فتنة…
أعيدوا للمعلم كرامته ،استثنوهم من القانون الأساسي للعاملين وأعطوهم رواتباً تكافيء رسالتهم المقدسة…
المعلم هوأساس العملية التربوية والتعليمية وليس الطالب، طلابنا في أغلبهم قليلو الأدب وقلة الأدب هذه حملوها معهم من بيوتهم – وهذا ليس ذنبهم على فكرة – وأنتم بقراراتكم التي تقف الى جانب الطالب وأهله تكرسون قلة الأدب تلك …..
نعم ،الذنب ليس ذنب الطلبة،البيوت ماعادت تربي،تقول لإبنك ان لايكذب إذاً لاتكذب أمامه، لاتسب وتشتم في حضرة ولدك، كيف لإبنك ان يقتنع أنه هناك المال الحلال وأنت لاتطعمه إلا المال الحرام…..
وأنت أيتها الأم لاترفعي صوتك على الأب ولاتنهريه واحترميه في حضرة أولاده، لأنه بذلك تقللين من احترام والدهم في اعينهم ، ومن لايحترم ابوه لن يحترم استاذه، لاتجعلي محور حياتك مظهرك الخارجي حتى لاتتمثل ذلك ابنتك…
خصصوا بعض وقتكم لمجالسة اولادكم وقضاء بعض النشاطات معهم ،أفهموهم أن المعلم على حق حتى ولو كان على خطأ…
سيدتي الأم كوني أماً، أي قومي بالتربية، خذي علماً، الرعاية غير التربية، الرعاية تعني أن تطعمي وتلبسي وتعلمي ابنك او ابنتك، اما التربية فإن تؤدبيه وتعلميه مكارم الاخلاق…..
البيوت ماعادت تربي والأنكى من ذلك أن الأهل يظنون أنهم يحسنون عملاً …هل تظنين سيدتي الأم أنه بإعطاء الحرية المطلقة للأولاد أنك تحسنين اليهم… أعتقد أحياناً أن تلك العصا يحتاجها أغلب الاهل قبل الابناء …
نعم، نحن نسير بقدمين نفاثتين الى القاع…..
أنه النداء الاخير …..