بانوراما طرطوس- كفاح عيسى:
ثقافة تتجلى في حياكة سجادة يدويا لمدة عامين ثم التفاوض لمدة أشهر من أجل تسويق وبيع بسعر مراد تجسيدا لحكمة ” من صبر ظفر “.. حضارة ذات بعدين : قومي – اسلامي تمتد عمقا تاريخيا من داريوس أعظم ملوك فارس إلى ثورة اسلام متجدد صنفت على أنها ثاني أهم حدث ثوري في القرن المنصرم ، ثورة اسلام منفتح أطاحت بآخر الملوك الطغاة ( الشاه ) لم تنغلق أو تعادي آخر مختلف عنها فكرا وثقافة كما راهن وتصور البعض من أصحاب الأحكام المسبقة بمقابل -أشقاء عرب – ذابوا استهلاكا وتقليدا لغرب يرتكز على فلسفة ذات جذر مادي بحت . عربان قيل عنهم : ما أوجد العالم قانونا يخدم الإنسانية إلا وأوجدوا له قانونا يعاكسه ويبطل مفعوله .
( مجمع الأمثال ) نظام حكم ثوري وظف ما منّ به الله من ثروات لم تبدد إلا لخدمة ومصلحة شعب ووطن لم ينحن يوما لغاز أو محتل خلافا لعربان خليج وأمراء نفط يتفاخرون بدخول مزاد علني بملايين الدولارات لشراء احدى مقتنيات ممثلة اغراء أو حسناء هوليودية تثير لديهم كوامن شبق وانحراف لا يستحون معه من التفاخر والتباهي . يوم استقبلت ايران واستقطبت أكثر من خمسة آلاف عالم ومختص في مختلف المناحي . في ذات الوقت دخل بلاد العرب آلاف من بائعات الهوى ونازلات الملاهي والفنادق كان هذا عند انهيار ما عرف بالمعسكر الشرقي – الاشتراكي ( 1989) . في ايران نظام حكم استحوذ على ثقة شعب في خندق واحد يفاوض قوى استكبار عالمي في قضية سيادية ( برنامج نووي لأغراض سلمية ) اعتبرت خطا أحمر يستحيل التنازل عنها قيد أنملة ها هم قاب قوسين أو أدنى من قطف ثمار أتت أوكلها شاء من شاء وأبى من أبى .
عقل استراتيجي فاعل يعرف ويخطط لما يريد كسب بذلك احترام الخصم قبل الصديق . في مقابل عقل عربي منفعل يتحرك دوما ضمن دائرة ردات فعل سلبية لا هم له سوى التآمر والدخول في صراعات جانبية على حساب صراع أهم مع عدو زرع بتواطؤ من ملوك وأمراء رغما عن ارادة شعب اقتلع لم يستجب له القدر لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . مبارك للجمهورية الاسلامية هذه الانتصارات والانجازات بالجملة , مبارك هذا الاعتراف من قبل ( مجتمع دولي ) بأهمية دور لا غنى عنه لحل الأزمات والحروب التي تعصف بمنطقة وشرق أوسط ساخن .
ايران درس يجب أن يقتدي ويتعلم منه جميع المصنفين عالما ثالثا في مقدمتهم عرب هذا ان تخلّوا عن عصبية أولى جاهلية لا مكان لها اطلاقا في زمن الحداثة وما بعد الحداثة.