كتب أ.عبد الرحمن تيشوري:
اليابان دولة لاتمتلك موارد واصبحت معجزة واسطورة ويمكن لنا كسوريين ان نقتدي بها وهي تدمرت بعد الحرب الثانية لكن التحدي هنا هل يمكن للموظف و المواطن السوري ان يكون باخلاق الياباني ؟؟؟ إن أهم ملامح وتوجهات الإصلاح الإداري في اليابان تمثلت بإحداث أجهزة حكومية مسؤولة عن عملية الإصلاح مع تشكيل مجموعة من اللجان الفرعية التي تضم خبراء وأكاديميين ورجال إدارة من الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص لمناقشة وإقرار كفاءة القضايا المرتبطة بالإصلاح الإداري . ومن الخطوط الإرشادية الأساسية للإصلاح الإداري في اليابان يمكن التوقف عند المسائل التالية : – ملائمة برامج الإصلاح للمتغيرات في البيئة الداخلية والخارجية . – شمولية وتكامل الإصلاح واستمراريته. – تحقيق المزيد من الكفاءة والتبسيط في الإجراءات الإدارية . – تأكيد ثقة الشعب بالإصلاح وتنفيذ فكرة الحكومة المقترحة (نظام الإفصاح عن المعلومات الحكومية ) – تقديم خدمات ذات جودة عالية للجمهور . – التركيز على المديرين الشباب – خلق إدارة عامة تتسم بالبساطة وتستجيب لمتطلبات العصر . – الوصول إلى إدارة تسمح للأفراد بأن يتصرفوا بناءً على مبادراتهم الذاتية . أما عن الأسباب التي أدت إلى نجاح برنامج الإصلاح الإداري في اليابان فيمكن تقديم ما يلي : – وجود هيكلية لأجهزة الإصلاح الإداري تراجع بصورة سنوية برامج الحكومة في هذا المجال وتقومها . – التزام القيادة السياسية بنهج الإصلاح وتوفير القيادة القوية القادرة على فهم محاور الإصلاح وتعبئة الموارد المادية والبشرية لتنفيذ هذه البرامج . – اشتراك مدراء النسق الأول وجماعات المصالح في برامج الإصلاح مما أدى إلى ضمان تأييد الجمهور لها . – الدور الفاعل والإيجابي للسلطات التشريعية بالنسبة لتحديث الأنظمة والقوانين والتشريعات الخاصة بمسألة الإصلاح الإداري . – جماعية المنهجية ومشاركة الجميع بها النموذج الياباني دروس وعبر وحكم لمن يرغب بالافادة – هم يبدؤون بتأهيل الشباب ويعتمدون عليهم وللأسف نحن في سورية نقصي الشباب و نقصي المؤهلين بدرجة أكبر. – في اليابان متوسط عمر المدير 45 عاما و في أمريكا متوسط عمر المدير بين 40-43 عاما – وتعود فكرة الاعتماد على الإدارات الشابة إلى الأزمة الاقتصادية التي شهدتها اليابان بين عامي 1997-1998 والتي نجمت عن انهيار سوق الأوراق المالية عام 1990. – حيث كان الحل لجوء معظم الشركات اليابانية إلى وضع برامج إدارية لمدة سنوات تتضمن تأهيل إدارات شابة جديدة لشركاتها. – ويرى الخبراء اليابانيون والباحثون الإداريون اليابانيون والإدارات الشابة نفسها أن تجاوب الشركات اليابانية للظروف الاقتصادية المتطورة في الداخل و ضغوط المنافسات الدولية من خلال الاعتماد على الإدارات الشابة أدى إلى نتائج باهرة. – يعتبر من 55-60 بالنسبة إلى مدير غير مناسب كون ذاك المدير غير قادر على التواصل مع حركة العالم. – لكن الإدارات الشابة تأخذ تدريبا عالي المستوى بماذا ستفعل بمن هم أكبر منهم سنا. – بكل الأحوال يجب أيضا الانتباه إلى عدم وضع شخص عالي التأهيل و أكبر سنا تحت أمرة شخص أصغر منه سنا و أقل منه تأهيلا لأن ذلك يؤدي إلى حالة سخط كبيرة للكوادر الكبيرة سنا من رؤسائهم الشباب – و بشكل عام أن غالبية العمال اليابانيين لا يبدون أي قلق حيال أي مدير شاب شريطة أن يكون مؤهلا كل التأهيل لهذا المنصب – أنا أكتب هذه المادة و أتذكر بمرارة ما فعلته حكومة العطري بخريجي المعهد الوطني للإدارة حيث اليوم /450/ كادر وخريج و أغلبهم بدأ عمل و تحت أمرة من هو أدنى تأهيل و في أماكن هامشية وعديمة القيمة المضافة و تم تخريب التجربة بالكامل لذا ما نرجوه إعادة إحياء التجربة اليابانية لمصلحة كل أبناء سورية – لأن الإدارة الجيدة هي التي تستطيع معرفة الغث من الثمين – و بغض النظر عن العمر والجنس لا تترك الإدارة الجيدة تأهيلا عاليا دون الإفادة منه و تضع نظم إسناد وظائف مبني على الجدارة والتأهيل و تستفيد من الكبير والصغير ومن الشاب والكهل – وشعب سورية ممكن أن ينجح كما نجح شعب اليابان و ماليزيا وسنغافورة والإمارات – متى سيتم ذلك؟ – ننتظر ونعلق آمالا كبيرة على الرئيس الأسد في مرحلة ما بعد عودة الأمن والأمان إلى وطننا الغالي سورية – كما نؤكد على القفزة الكبيرة للقيادة السورية باحداث جهاز تنفيذي متخصص للادارة وهو وزارة الدكتور النوري الخبير والمتمرس والوطني الصادق وننظر بتفاؤل للمرحلة القادمة.
عبد الرحمن تيشوري شهادة عليا بالادارة شهادة عليا بالعلاقات الدولية