تحدّوا الموت والإرهاب، تحدّوا برد الشتاء وشمس الصيف ، من أجل حماية أرضهم شرفهم وعزتهم ، سورية التي وقفت كل قوى الشر ضدها، نصرها شعبها وجيشها وجنود أقسموا أن يحافظوا عليها ويقدموا أرواحهم الطاهرة كرمى لعزتها وكرامتها. جنود وقفوا في صف واحد يد بيد للزود عن وطنهم . قصص بطولاتهم حاكتها أرواح أبت الموت إلا بعزة وكرامة ، هم من يسيرون نحو الغد ويكتبون التاريخ لمجد سورية العظيم..
من النحت إلى أرض المعركة
الفنان سعد زمام من مواليد 1964 محافظة طرطوس، نحات من عشاق الفن التشكيلي، لكن عشقه للفن ، لم يمنعه مع بداية الأزمة في سورية، من التخلي عن عمله من أجل مساندة الجيش العربي السوري، فكان صاحب فكرة تأسيس اللجان الشعبية كقوات رديفة للجيش ضد الإرهاب وطرح فكرته على الجهات المسؤولة ولاقت الترحيب شريطة أن يكون السلاح بوجه المسلحين وبعيداً عن أعين المدنيين.
بعد ظهور أعمال الحرق والقتل والتخريب.. قام سعد بتجنيد شباب جاؤوا لمساندة الجيش وحماية أرضهم في قطاع شمال دمشق( من ركن الدين حتى عدرا العمالية)، وأخذ بعض المناطق كمراكز للحفاظ على سلامتها ومنع المسلحين من الدخول إليها.
ومع تطور الأحداث طلب من سعد ومجموعته القتال بجانب الجيش العربي السوري في دوما والقابون وحرستا الغربية والسيدة زينب وما حولها ، وحماية مطار دمشق الدولي.
“بلدنا أونلاين” التقت “علي.م” صديق سعد ورفيق سلاحه، و بتنهيدة عميقة بدأ حديثه عن سعد: بطولاته كثيرة ،بدأها بمعركة دوما التي حرر بها سعد ومجموعته جامع الشكر وماحوله من البساتين من الإرهابيين، وبعد الانتهاء منها اتجهوا لمعركة أخرى معركة غرب الاتستراد، يقول علي إنه في هذه المعركة كانت مجموعتهم عبارة عن 47 مقاتل وجهاً لوجه أمام (350) مسلح، تمت محاصرتهم في ذلك اليوم لمدة سبع ساعات ذهب ضحيتها شهيد وأربع جرحى مقابل 52 قتيل من المسلحين، لكن بحنكة سعد وذكائه، استطاع أن يفك الحصار بعد تفاوض مع المسلحين وجهاً لوجه، وكانت أول كلمة قالها لصالح عنتر قائد المجموعات المسلحة “أنت مو سوري إذا سوري عمين عم تقوص” وقام صالح بإلقاء سلاحه، وتم التفاوض، وانسحاب سعد مع مجموعته بالكامل مع جثمان الشهيد، وإسعاف الجرحى.
يتابع علي : كان سعد يتلقى أي أمر أو مهمة من القيادة بكل رحابة صدر ودون أي تلكؤ، وكان سعد صاحب شخصية قوية، كما كان صاحب حنكة وذكاء ، حيث كان العناصر التابعين له يحترمونه وينفذون كل أوامره
لإيمانهم المطلق بإخلاصه للوطن وحرصه عليهم.
ومن انجازات سعد مع مجموعاته تحرير الأبنية حول السيدة زينب، إضافة إلى حماية طريق المطار الدولي وتثبيت نقاط للجيش السوري للتقدم في منطقة العتيبة وما حولها .
و في يوم حزين كان سعد في جولة للتأكد من جاهزية الحواجز المحيطة بمنطقة ضاحية الأسد حيث قام بالتقدم في أحد البساتين التابعة لدوما بمسافة حوالي 200 متر ليتفقد المنطقة ففوجئ بعبوة ناسفة مزروعة بجانب
الطريق وعندما شرع بتفكيكها فانفجرت العبوة واستشهد مباشرة وعنصر آخر وجرح اثنان.
يذكر علي أن سعد كان لديه عبارات دائمة يقولها للمجموعة قبل أي مهمة كتحفيز لهم منها (نحن الحق وهم الباطل، الرصاصة لي بدها تموتك مابتسمع صوتها، اذا تخبيت مابيزيد عمرك ولابينقص).
لم يمض وقت طويل على استشهاد سعد حتى زف أخيه مازن ، شهيدٌ أخر من عائلة زمام تلك العائلة الفقيرة مادياً والتي قدمت أبناءها من أجل سورية وكرامتها، استشهد مازن وهو يمنع الإرهابيين من التسلل إلى مستشفى
حرستا العسكري ومحاولة السيطرة عليه ، ليصاب برصاصة قناص في رأسه ويستشهد مباشرة، فروحه اشتاقت لسعد ولم يستطع الصبر أكثر من 29 يوماً على فراق سعد. ولأن أحداً لا يستطيع أن يتجاهل تضحياته
وفدائيته، تم تكريم سعد زمام من قبل قيادة الدفاع الوطني وبلدية ضاحية الأسد ومجلس بلدية ضاحية الأسد وتسمية ساحة الضاحية باسمه.