بانوراما طرطوس- كفاح عيسى:
ما أشبه الأنظمة الديكتاتورية بشخص راكب على دراجة هوائية بدولاب واحد عليه أن يستمر بالحركة كأسلوب وحيد لتفادي السقوط وما أن يتوقف عن الحركة سرعان ما يتهاوى أرضا….. كلام نراه ينطبق إلى حد بعيد إن لم يكن بالكامل على نظامين أحدهما بائد (نظام صدام حسين) الذي كان سقوطه بتاريخ 9/4/2003 والآخر آيل للسقوط لا محال بحكم افتقاره للشرعية الشعبية فلم يبق له من رافعة سوى صانعيه وأسياده الأمريكان إنه نظام آل سعود. فلنعد بالذاكرة قليلا لنرى بعجالة كيف افتعل النظام المقبور عدة حروب ومغامرات بحق دول الجوار وفي داخل العراق من خلال ضرب أقليات (الأكراد) ومكونات أساسية (الشيعة) ذنبها الوحيد المطالبة بعدل ومساواة وحقوق فقدت منذ زمن . فعلى مدى ربع قرن حروب جانبية عبثية لم تخدم سوى (إسرائيل) خاضها بداية ضد إيران بعيد قيام الثورة بتحريض ودعم مباشر ومفتوح من دول حلف الأطلسي , وممالك النفط وبالأخص الأسرة المالكة السعودبة وما أن حطت هذه الحرب رحالها حتى أقدم الطاغية صدام وهو الذي كان ينظر إليه من قبل مشيخات الخليج على أنه بطل القادسية وصلاح الدين آخر مفاجئا الجميع بغزوه الكويت (1990) وكان فعله بإيحاء وإيعاز غير مباشر من قبل السفيرة الأمريكية أنذاك في بغداد (غلاسبي) فكان الفخ الأخطر الذي نصب للعراق ومن يومها لم تقم قائمة للنظام بفعل حصار محكم إلا من خلال جرعات ضرورية مدّه بها مجتمع دولي لإكمال دور وظيفي كلّف به بداية وبعدها كانت حرب الخليج الثانية (2003) اثر قيام تحالف دولي تقوده أمريكا وبريطانيا تحت ذريعة امتلاك أسلحة دمار شامل فكان السقوط المدوي بضربة قاضية أزاحت النظام نهائيا من المشهد السياسي في شرق أوسط ساخن ملتهب…….. أما نظام آل سعود والذي ما يزال يرتكب كل الموبقات والجرائم بحق شعب نجد والحجاز من خلال تنكيل واضطهاد وتمييز بين المكونات على أسس مذهبية وقبلية وحتى عائلية وفق سياسة استمدها من أسياده”فرق تسد” وتصنيف الناس إلى درجات مابين أولى ورابعة وربما أكثر فتاريخه بحق الشمريين وأشراف مكة وكل معارضيه شاهد على وحشيته وقمعه, وفيما يتعلق بتدخله بشؤون الدول الأخرى فحدّث ولا حرج فمنذ النشأة الثانية لهذه السلالة ومن خلال دور مشبوه ومرسوم لم يتوقف آل سعود عن التدخل السافر سلبا ويكفي أن نلقي نظرة على المشهد والحريق الذي أصاب المنطقة لنرى تعري وانكشاف هذا النظام وفعل أي شيء يطلب منه فهذه الأسرة ذات الجذر اليهودي _ كما تؤكد عدة دراسات _ هي الأكثر دعما للفكر الوهابي المتوحش الذي يعيث فسادا في عدة دول (سورية والعراق واليمن) وأن تنظيم القاعدة وما يتفرع عنه ينهل من ذات الفكر الذي يعتنقه آل سعود فمن العبث محاولة إيجاد أي فارق بينهما…. بدأ هذا النظام الوهابي المارق يتحسس الخطر المحدق به فتخلى عن ورقة التوت الأخيرة وسقطت كل الأقنعة التي كان يتلطى خلفها من كونه يمثل الإعتدال الإسلامي ويلعب دور الوسيط في حل النزاعات!!! وإن إتمام تعريه كان بفعل حربه الحالية ضد اليمن لا بل ضد جماعة ومكون محدد يمثله الحوثيون كتيار سياسي وحركة تسعى لرفع الظلم الواقع عليها فأثبت آل سعود أنهم الداعمين لكل الصراعات المذهبية في المنطقة وهم لم يتجرؤوا يوما ليس على مهاجمة إسرائيل لا بل على توجيه انتقاد واحد لما ارتكب بحق فلسطين!!! إنه نظام فقد كل مصداقية ورصيد شعبي ها هم أبناء المنطقة الشرقية صعّدوا مجددا انتفاضة ضد ظلم لم يعد محتمل وتوسعت المعارضة من كل الإتجاهات حتى أن طلال بن عبد العزيز شقيق الملك تحسس الخطر القادم من سنوات داعيا إلى الإصلاح وإلا فخطر التقسيم سيكون قادم لامحال ولكن كما يقول المثل”سبق السيف العزل”