بانوراما طرطوس- كفاح عيسى:
هل تعلم أيها المتابع الكريم أن بلاد اليابان عبارة عن ألاف من الجزر وهي تفتقر إلى معظم موارد الطاقة والمعادن فلا نفط ولا غاز ولا حديد إلا بكميات قليلة ولا أرض خصبة إلا مناطق محددة , كما أنها بلاد الزلازل والكوارث الطبيعية إضافة إلى موروث ضخم من العادات والتقاليد المعقدة المتجزرة في بنية المجتمع ولكن المدهش عند هؤلاء القوم أنهم استطاعوا الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في مختلف المجالات فاليابان قوة اقتصادية مرموقة وهي ذات ثقل ووزن سياسي مهم في العلاقات الدولية كما أنها نموذج في الديمقراطية والتعددية الثقافية والسياسية والعدل وحقوق الإنسان فأخذت من الغرب الأوروبي ما يناسبها دون أن تفقد خصائصها الثقافية والحضارية .
هنا تكمن عظمة الإنسان الياباني الذي أثبت أن أساس الارتقاء والنهوض هو العقل الانساني وليس شيء أخر لكن المفارقة الأكثر دهشة هي في بلاد العرب حيث البقعة الجغرافية الأغنى في العالم ولاداعي للإستفاضة فالجميع يعلم ذلك والملفت هنا ان بلادنا العربية وحسب التصنيف الدولي للمؤسسات المختصة تعد الاكثر تخلفا واستهلاكا والأقل مساهمة في الحضارة والثقافة العالمية كما ونوعا.
الآية هنا معكوسة تماما إنه الفارق الذي أوجده الإنسان باعتباره المعيار الاساسي للتقدم والرقي, إنها إرادة الشعوب في النهوض من السبات والتحرر من أوهام الماضي وخرافاته وأكاذيبه وإرادة التحرر من الخوف و الصنمية, وقابلية ذاتية لشعوب أخرى للتبعية والخضوع للإستعمار بدأت مع المغول مرورا بالعثمانيين والأوروبيين ومازالت مستمرة ويبدو أنها و للأسف ستبقى.
ماأروع ماقاله سيادة الرئيس بشار الأسد في إحدى خطبه ردا على سياسة دول البترودولار الداعمة للإرهاب في سورية(إن المال لا يصنع حضارة( وحده العقل البشري ووحده فقط هو الذي يصنع الفارق.