بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
يوم حزين آخر مر اليوم على محافظة طرطوس بفقدان مئات الهكتارات من الأشجار الحراجية والمثمرة والغطاء النباتي في عدة مناطق وخصوصاً في منطقتي الدريكيش وصافيتا..
أكثر من عشر ساعات استمرت النار مشتعلة في بعض الاحراش رغم محاولات رجال الإطفاء وعناصر الدفاع المدني والمواطنين إخماد النيران المشتعلة والتي زادت شراسة بفعل الأجواء الحارة التي تمر على البلاد هذه الأيام..
لا نريد الآن الحديث عن أسباب اندلاع هذه الحرائق فهي كالعادة مجهولة الأسباب أو بسبب موجة الحر الشديد – أو بسبب حرق الفلاحين لمخلفات المحاصيل كما تعودنا أن نسمع.. ولكن الحديث يجب أن يكون بصوت عال حول استمرار التقصير في توفير وسائل الإطفاء المناسبة بالكم والنوع وضرورة تواجدها بالقرب من هذه الأحراج التي تشكل ثروة طبيعية لا تقدر بثمن.. والحديث يجب أن يتركز ايضا عن تقصير عناصر الشرطة الحراجية في تلك المناطق في مراقبة حركة الأشخاص في هذه الأحراج والتبليغ عن المشتبهين والمتجاوزين للقانون الناظم للحراج، فالوقاية هنا خير من الف قنطار علاج.. واذا لم نتمكن من الوقاية فالأجدى أن نعالج بشكل مبكر فنتجنب الأسوأ..
هذه الحوادث تتكرر باستمرار وللأسف في كل مرة تمر مرور الكرام ولا نتعلم ولا نتخذ أي إجراء أو تدابير تجنب الوقوع بالخطأ مرة أخرى وكأن الأمر بسيط ولا يستاهل اي حديث جاد.. ألا يستحق هذا الموضوع أن تشكل لجان تحقيق على أعلى المستويات لمعرفة ومحاسبة الفاعلين أو المقصرين؟؟ ألا يستحق هذا الموضوع توفير الاعتمادات اللازمة لتأمين فرق إطفاء متخصصة بحرائق الغابات والاستعانة بطائرات الهليوكبتر أو الشراعية كما كان يحدث سابقاً؟؟ … معقول إلى هذه الدرجة الأمر سخيف ولا يعني شيئاً لكم أيها المسؤولين!؟؟..
لا ندري إن كان هذا اليوم الحزين سيلفت انتباه حكومتنا الجديدة .. نتمنى ذلك ونتمنى أن يكون هذا اليوم بداية لمرحلة جديدة من تعامل جديد للدولة مع موضوع ما تبقى من ثروتنا الحراجية والغابات من كافة جوانبه ومن ضمن ذلك التعدي الجائر على الأراضي الحراجية وقطع الأشجار وصولاً إلى موضوع الحرائق.. فكلها ملفات في غاية الأهمية وتستحق أن تكون على سلم أولويات الحكومة..