تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر مَراسيم تشريعية بتعيين محافظين جُدد لمحافظات: دير الزور، درعا، اللاذقية، حماة، وال... إصابة مدنيين بجروح جراء عدوان إسرائيلي على مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي الجامعة الافتراضية تخفض معدلاتها 5 بالمئة تماشياً مع نتائج الثانوية العامة … عجمي: 10 آلاف طالب متوق... الجيش أسقط 9 طائرات مسيّرة للإرهابيين بريفي اللاذقية وإدلب … الحربي السوري- الروسي يواصل استهداف مقا... المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي يحدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للع... الرئيس الأسد يستقبل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد على تقديم ما يلزم للوافدين اللبنانيين.. مجلس الوزراء يوافق على مشروع إحداث الشركة العامة للصناعا... لجنة القرار/43/ تناقش عدداً من القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية الرئيس الأسد يبحث مع عراقجي سبل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وتقديم الدعم والمساعدة للأشقاء اللب... مجلس الوزراء : تشكيل لجنة مختصة لمراجعة بعض القرارات والأنظمة الخاصة بشغل مراكز عمل القيادات الإداري...

ثقافة السندويشات المسيحية الإسلامية…

* المهندس باسل قس نصر الله:

“أن نحيا” هو شيءٌ يختلف عن “أن نعيش”.

لا نريدُ أن نتسامحَ مع بعضنا البعض، لأننا نريدُ أن نَكون كعائلة .. نُحبُّ بعضنا .. نتشارك ضحكاتنا وابتساماتنا وحزننا ودموعنا .. كما كنا نتشارك طعامنا في مدارس طفولتنا.

عندما كنّا أطفالاً .. كانت أمهاتنا تصنعنَ “سندويشات” لذيذة نضعها في حقائبنا المدرسية لنأكلها هناك … وكل أمٍّ تصنع شيئاً، وكنا عندما نقضم الطعام بأفواهنا الصغيرة، نسأل بعضنا البعض عن نوع “السندويش” ثم يبادر كلّ طفل إلى أن يأخذ قضمة من عند رفيقه.

هذه الطفولة ما زلت أذكرها .. صوت الأطفال “خليني أذوق” .. ونتشارك بالطعام.

اليوم كبرنا وذهبت طفولتنا بلا عودة .. وعندما يَصدُف أن أرى طفلين يَتذوق بعضهما “سندويشات” بعض .. أطمأن أن بلدي بمليون خير.

هؤلاء الأطفال الذين يتشاركون الطعام بينهم .. هم أنفسهم يتشاركون الوطن عندما يكبرون .. ويتركون الأجيال التي بعدهم يتشاركون – مثلهم – الطعام ويكبرون ليشتركوا بالوطن .. محبة وإخلاصاً.

مضت أيام، عندما مارستُ دوري كأب وذهبتُ لأخطب لإبني، وكان معنا رفاقه.

من خلاله ومن خلال رفاقه الذين كانوا لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة .. إطمأنيت أن هذا الوطن قوي .. ولكن ما أدهشني أن كل واحد منهم من مذهب وطائفة .. فلم أعرف منهم المسيحي أو المسلم أو غيره .. وتحادثتُ قليلاً معهم واستمعتُ إليهم .. وإلى ضحكاتهم .. ونكزاتهم لبعضهم والقليل من ذكرياتهم.

حدثني أحدهم أن الجميع – بدون اسنثناء – كانوا يؤكدون أنه مسلم من خلال اسمه ولا يشكّون لحظة أن صديقه “سيمون” هو مسيحي .. ولكن العكس هو الصحيح .. فهو مسيحي وصديقه “سيمون” هو علويّ وقد سماه والده على اسم “سيمون بوليفار”.

ومن يشكّ بأن اسم “هيلين” هو لأنثى من الطائفة الاسماعيلة وليست مسيحية؟

إن ابني ورفاقه جعلوني أطمأن أن أطفال المدارس في سورية عندما يكبرون فَهم لن ينسوا “قضمات الطعام” التي صنعتها أمهات رفاقهم .. صنعتها فاطمة وجورجيت وزينب وغيرهنّ.

فعلاً علّمتنا سورية أن ما نأكله مع بعضنا .. ونلعب وندرس وتعلو صيحاتنا الطفولية .. هي التي صمدت أمام الجنون الذي مرّ عليها.

مبروك ابني بخِطبتكَ برفاقكَ

اللهم اشهد اني بلغت

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات