عبد الرحمن تيشوري
باحث سوري
تلعب الثقافة دوراً مهماً في الرقي النفسي والعقلي والاجتماعي للشعوب, ومع الأسف يعاني الوطن العربي وسورية حالياً من تدهور في الثقافة في جميع اتجاهاتها وأنشطتها كما يعاني الشباب من انحسار المطالعة والابتعاد عن تثقيف الذات وغياب الحوار الإيجابي البناء وغياب التأمل والتفكير يبعد الشباب عن تحقيق طموحاته وتطلعاته والخوف الأكبر أن تصبح الأجيال السورية في المستقبل غير قادرة على التعبير عن نفسها سواء بالحديث أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى والخوف كل الخوف بأن تصبح اللغة العربية هي اللغة الثانية أو الثالثة او العاشرة مع مرور الزمن,
بالإضافة لذلك فإننا نشاهد الكثير من خريجي الجامعات في الوطن العربي قد هجروا بإصرار العلم والثقافة, بينما المفروض أن يزداد اهتماماتهم بتطوير ذاتهم أكثر بعد التخرج, تشير الكثير من الإحصائيات إلى تخلف الوطن العربي وسورية ليس عن الدول المتقدمة فحسب بل أيضاً عن الدول النامية, على سبيل المثال فإن نصيب كل 1000 مواطن في أوروبا 350 كتابا وفي أفريقيا40 كتابا بينما لا يزيد عن 20 كتاب في الوطن العربي, كما أعد مركز دراسات الوحدة العربية ملفاً إحصائيا على مدى عشرين عاماً بين عامي 1965-1985 جاء فيه أن الوطن العربي كان يصدر 4000عنوان كتاب جديد في عام 1965 ووصل العدد إلى 7000 عنوان كتاب عام 1985 ثم تراجع إلى 2850 عنواناً وبالمقارنة نجد أن اليابان التي يبلغ عدد سكانها نصف عدد سكان الوطن العربي تصدر سنوياً 35 ألف عنوان وشتان بين الكتب التي تصدر في اليابان وبين الكتب التي تصدر في الوطن العربي.
إن انحسار عادة القراءة لدى الأجيال الشابة مع انخفاض في مستوى المعيشة وتفشي الأمية بكل أنواعها, أضف لذلك على أن أكثر الكتب التي تصدر في الوطن العربي تعيد نفسها واغلبها كتب قديمة لا تنسجم مع روح العصر وطبيعته تجعل الأمة بأكملها في محنة.
تشير بعض الإحصائيات العالمية إلى أن : لكل 1000مواطن في عام 1985 كان هناك 37 نسخة كتاب في الوطن العربي بينما هو 59 نسخة في الدول النامية و 490 كتاب في الدول المتقدمة, أي أن الدول المتقدمة تسبقنا بالمتوسط 13 ضعفاً.
كما أن وضع الصحف في الوطن العربي ليس أفضل حالاً حيث هي بالمتوسط 110 صحف لم يزد عددها بشكل ملحوظ منذ1984 وتقدر نسخها ب6 ملايين نسخة يومياً بينما تصدر اليابان أكثر من 25 مليون نسخة صحيفة صباحية وأكثر من 12 مليون نسخة مسائية أي ما مجموعه أكثر من 37 مليون نسخة يومياً.
كما لابد من الإشارة إلى أن الشباب العربي والسوري يمضي أكثر من 4ساعات يومياً في مشاهدة التلفزيون والتسكع على الانترنت وقابلة للزيادة مع غزو المحطات الفضائية وأن 40-60{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e}من برامج التلفزيون العربية مستوردة وكثير منها لا يناسب طبيعة هذه البلاد, كما أن البرامج التلفزيونية المحلية دون المستوى المطلوب ولا تساهم بتثقيف المواطن العربي والسوري وزيادة وعيه وإدراكه.
- الرئيسية
- مقالات
- أزمة الشباب السوري الثقافية والإعلامية
أزمة الشباب السوري الثقافية والإعلامية
- نشرت بتاريخ :
- 2016-12-26
- 11:38 ص
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
إقرأ أيضامقالات مشابهة
تابعونا على فيس بوك