تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يبحث مع وزير الخارجية الأردني العلاقات الثنائية وملف عودة اللاجئين السوريين أمام الرئيس الأسد.. محافظو دير الزور ودرعا واللاذقية وحماة والقنيطرة الجدد يؤدون اليمين القانونية الرئيس الأسد يصدر مَراسيم تشريعية بتعيين محافظين جُدد لمحافظات: دير الزور، درعا، اللاذقية، حماة، وال... إصابة مدنيين بجروح جراء عدوان إسرائيلي على مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي الجامعة الافتراضية تخفض معدلاتها 5 بالمئة تماشياً مع نتائج الثانوية العامة … عجمي: 10 آلاف طالب متوق... الجيش أسقط 9 طائرات مسيّرة للإرهابيين بريفي اللاذقية وإدلب … الحربي السوري- الروسي يواصل استهداف مقا... المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي يحدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للع... الرئيس الأسد يستقبل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد على تقديم ما يلزم للوافدين اللبنانيين.. مجلس الوزراء يوافق على مشروع إحداث الشركة العامة للصناعا... لجنة القرار/43/ تناقش عدداً من القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية

احذروا المضادات الحيوية..

دمشق- عمار غزالي:

المقدمة
يقول المثل درهم وقاية خير من قنطار علاج فالمعرفة بالشيء تقلل من الوقوع في المخاطر وللمضادات انواع كثيرة لكن اليوم سنتنتاول المضادات الحيوية وهي أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية.
وتبدي البكتيريا وليس الإنسان أو الحيوان، مقاومة للمضادات الحيوية وقد تسبّب للإنسان والحيوان عدوى التهابات يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات.
وتؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى ارتفاع التكاليف الطبية وتمديد فترة الرقود في المستشفى وزيادة معدل الوفيات.
وتمس حاجة العالم إلى تغيير طريقة وصف المضادات الحيوية واستعمالها، وحتى في حال استحداث أدوية جديدة فإن مقاومة المضادات الحيوية ستظل تمثل تهديداً كبيراً ما لم تغيّر سلوكيات استعمال تلك الأدوية، وهو تغيير يجب أن ينطوي أيضاً على اتخاذ إجراءات تحدّ من انتشار عدوى الالتهابات بفضل التطعيم وغسل اليدين وممارسة الجنس على نحو آمن والاعتناء جيداً بنظافة الأغذية.
مشكلة المضادات الحيوية:
إن مقاومة المضادات الحيوية آخذة في الارتفاع إلى مستويات خطيرة بأنحاء العالم كافة، وثمة آليات مقاومة جديدة آخذة في الظهور والانتشار على مستوى العالم وهي تهدد قدرتنا على علاج الأمراض المعدية الشائعة. ويوجد قائمة متزايدة من عدوى الالتهابات – مثل الالتهاب الرئوي والسل وتسمم الدم والسيلان- التي أصبح علاجها أصعب، بل مستحيل أحياناً، بسبب تدني نجاعة المضادات الحيوية.
وتزداد ظهور مقاومة المضادات الحيوية وانتشارها في الحالات التي يتنسى فيها شراء تلك المضادات من دون وصفة طبية لأغراض الاستعمال البشري أو الحيواني. ويتبيّن أيضاً في البلدان التي لا تطبق مبادئ توجيهية معيارية في مجال العلاج أن العاملين الصحيين والأطباء البيطريين غالباً ما يغالون في وصف المضادات الحيوية التي يفرط الجمهور في استعمالها.
وإن لم نعجّل في اتخاذ الإجراءات فإننا مقدمون على عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن أن تصبح فيه عدوى الالتهابات الشائعة والإصابات الطفيفة قاتلة مرة أخرى وفي سورية سعت وعملت وزارة الصحة على نشر رسائل توعوية هادفة عبر الصحف الرسمية تسلط الضوء على مخاطر المضادات الحيوية.
الوقاية والمكافحة
تؤدي إساءة استعمال المضادات الحيوية والإفراط في استعمالها إلى تسريع وتيرة مقاومتها جنباً إلى جنب مع تردي الوقاية من عدوى الالتهابات ومكافحتها، ويمكن اتخاذ خطوات على جميع مستويات المجتمع للحد من تأثير تلك المقاومة وتقييد نطاق انتشارها.
الأفراد
بإمكان الأفراد أن يقوموا في إطار سعيهم إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها بما يلي:
ألا يستعملوا المضادات الحيوية إلا بوصف طبية معتمدة.
ألا يطلبوا المضادات الحيوية أبداً إذا أخبرهم العاملون الصحيون المعنيون بهم أنها لا تلزمهم.
أن يحرصوا دوماً على اتباع نصائح العاملين الصحيين المعنيين بهم عند استعمال المضادات الحيوية.
ألا يتشاركوا أبداً في المضادات الحيوية المتبقية أو في استعمالها.
أن يحرصوا على الوقاية من عدوى الالتهابات عن طريق الانتظام في غسل اليدين وإعداد الطعام الصحي وتجنب مخالطة المرضى مخالطة حميمة وممارسة الجنس على نحو آمن والمواظبة على تحديث ما يأخذونه من لقاحات.
راسمو السياسات
بإمكان راسمي السياسات أن يقوموا في إطار سعيهم إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها بما يلي:
ضمان وضع خطة عمل وطنية متينة موضع التنفيذ بشأن معالجة مقاومة المضادات الحيوية.
تحسين ترصد عدوى الالتهابات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية.
تعزيز السياسات والبرامج وتطبيق تدابير الوقاية من عدوى الالتهابات ومكافحتها.
تنظيم وتعزيز استعمال الأدوية الجيدة النوعية والتخلّص منها كما ينبغي.
إتاحة المعلومات عن آثار مقاومة المضادات الحيوية.
المهنيون الصحيون
بإمكان المهنيين الصحيين أن يقوموا في إطار سعيهم إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها بما يلي:
الوقاية من عدوى الالتهابات عن طريق ضمان نظافة الأيدي والأدوات والبيئة.
الحرص على عدم وصف المضادات الحيوية وصرفها إلا عند الحاجة إليها وفقاً لما تنص عليه المبادئ التوجيهية الحالية.
إبلاغ فرق الترصد بعدوى الالتهابات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية.
التحدّث إلى المرضى عن كيفية تناول المضادات الحيوية بشكل صحيح وعن مقاومة تلك المضادات ومخاطر إساءة استعمالها.
التحدّث إلى المرضى عن كيفية الوقاية من عدوى الالتهابات (بوسائل من قبيل التطعيم وغسل اليدين وممارسة الجنس على نحو آمن وتغطية الأنف والفم عند العطاس).
دوائر صناعة الرعاية الصحية
بإمكان دوائر صناعة الرعاية الصحية أن تقوم في إطار سعيها إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها بما يلي:
الاستثمار في مجال البحث والتطوير فيما يخص المضادات الحيوية واللقاحات وأدوات التشخيص وغيرها من الأدوات الجديدة.
قطاع الزراعة
بإمكان قطاع الزراعة أن يقوم في إطار سعيه إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها بما يلي:
الحرص على عدم إعطاء المضادات الحيوية للحيوانات إلا بإشراف الطبيب البيطري.
الحرص على عدم استعمال المضادات الحيوية لأغراض تعزيز نمو أو الوقاية من الأمراض.
تلقيح الحيوانات لتقليل حاجتها إلى المضادات الحيوية واستعمال بدائل لتلك المضادات في حال إتاحتها.
الترويج لاتباع ممارسات جيدة وتطبيقها في جميع مراحل إنتاج وتجهيز الأغذية الحيوانية والنباتية المصدر.
تحسين أمن المزارع من الناحية البيولوجية والوقاية من عدوى الالتهابات من خلال تحسين شروط النظافة الشخصية ورعاية الحيوانات.
آخر التطورات
مع أنه يجري استحداث بعض المضادات الحيوية الجديدة، فإن من غير المتوقع لأي واحد منها أن يكون ناجعاً في مكافحة أخطر أشكال البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
ونظراً إلى سهولة تنقل الناس وتواتر تنقلهم في الوقت الحاضر، فإن مقاومة المضادات الحيوية تمثل مشكلة عالمية تتطلب من جميع البلدان والعديد من القطاعات بذل جهود لحلّها.
الآثار
يجب استعمال أدوية أغلى ثمناً في الحالات التي لا تعود فيها المضادات الحيوية من الخط الأول قادرة على علاج عدوى الالتهابات. وغالباً ما يسفر الرقود لمدة أطول في المستشفيات لعلاج الاعتلالات عن زيادة تكاليف الرعاية الصحية وإثقال كاهل الأسر والمجتمعات بأعباء اقتصادية.
وتتعرض إنجازات الطب الحديث للخطر بفعل مقاومة المضادات الحيوية، وباتت عمليات زرع الأعضاء والعلاج الكيميائي والعمليات الجراحية، مثل عمليات الولادة القيصرية، أكثر خطورة من دون توفير مضادات حيوية فعالة للوقاية من عدوى الالتهابات الناجمة عنها وعلاجها.
لذلك دأبت منظمة الصحة العالمية للاهتمام بهذا الموضوع ورفع الوعي حول المضادات الحيوية
وفيما يلي 5 أغراض استراتيجية تحدّدها “خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات”:
زيادة الوعي بظاهرة مقاومة مضادات الميكروبات وفهمها.
تعزيز الترصد والبحث.
تخفيض معدلات الإصابة بعدوى الالتهابات.
استعمال الأدوية المضادة للميكروبات على الوجه الأمثل.
ضمان استدامة الاستثمار في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات.
قطع رؤساء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في أيلول/ سبتمبر 2016 التزاماً باتباع نهج واسع ومنسق في معالجة الأسباب الجذرية التي تقف وراء مقاومة مضادات الميكروبات عبر قطاعات متعددة، وخصوصاً منها صحة الإنسان وصحة الحيوان والزراعة. وأكدّت البلدان مجدّداً التزامها بوضع خطط عمل وطنية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بالاستناد إلى خطة العمل العالمية. وتعكف المنظمة على دعم الدول الأعضاء في مجال وضع خطط العمل الوطنية الخاصة بها بشأن التصدي لتلك المقاومة.
حقائق لابد من معهرفتها حول المضادات الحيوية:
ما المقصود بمقاومة مضادات الميكروبات؟
مقاومة مضادات الميكروبات هي قدرة أحد الكائنات المجهرية (مثل الجراثيم والفيروسات وبعض الطفيليات) على إبطال النجاعة التي يضمنها أحد الأدوية المضادة للميكروبات (مثل المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات ومضادات الملاريا) في مكافحته. ويؤدي ذلك إلى إبطال نجاعة العلاجات المعيارية واستحكام العداوى واحتمال انتشارها إلى أناس آخرين.
مقاومة الأدوية مشكلة عالمية.
لقد تسبّب استخدام وسوء استخدام مضادات الميكروبات في زيادة أعداد وأنواع الكائنات المقاومة. ونتيجة لذلك قد تخرج أمراض معدية عديدة، في يوم من الأيام، عن سيطرة الإنسان. ومع نمو حركة التجارة والسفر على الصعيد العالمي يمكن للكائنات المجهرية المقاومة الانتشار بسرعة وبلوغ أيّ منطقة من مناطق العالم.
ما هي العوامل التي تسبّب مقاومة الأدوية؟
مقاومة الأدوية من الظواهر التطورية الطبيعية. فعندما تتعرّض كائنات مجهرية لأحد مضادات الميكروبات فإنّ أشدّها حساسية تهلك وتترك وراءها الكائنات المقاومة لذلك الدواء. ويمكن لتلك الكائنات، بعد ذلك، نقل قدرتها على المقاومة لذريتها.
استخدام الأدوية بشكل غير مناسب يؤدي إلى ظهور مقاومة الأدوية.
يتسبّب استخدام الأدوية بشكل غير مناسب في ظهور مقاومة الأدوية. واستخدام الأدوية على نحو مفرط أو استخدامها على نحو ناقص أو سوء استخدامها من العوامل التي تسهم جميعاً في ظهور هذه المشكلة. وضمان إبلاغ المرضى بضرورة تناول الجرعة المناسبة من مضاد الميكروبات المناسب من الأمور التي تقتضي اتخاذ إجراءات من قبل واصفي الأدوية والصيادلة وموزعي الأدوية ودوائر الصناعة الصيدلانية وعامة الجمهور والمرضى، فضلاً عن راسمي السياسات.
تدني جودة الأدوية من الأمور التي تؤدي إلى ظهور مقاومة حيالها.
تعاني معظم النُظم الخاصة بضبط نوعية الأدوية من الهشاشة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدني نوعية الأدوية وتعريض المرضى لجرعات غير ملائمة من مضادات الميكروبات، مّما قد يسهم في تهيئة الظروف المواتية لظهور مقاومة الأدوية. وفي بعض البلدان يجبر نقص فرص الحصول على الأدوية المرضى على عدم إكمال مقرّراتهم العلاجية أو البحث عن بدائل يمكنها أن تشمل الأدوية المتدنية النوعية
تربية الحيوانات من مصادر مقاومة الأدوية.
تُستخدم المضادات الحيوية بجرعات أخفّ من الجرعات العلاجية في تربية الحيوانات لتعزيز النمو أو الوقاية من الأمراض. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور كائنات مجهرية مقاومة بإمكانها الانتقال إلى البشر.
نقص الوقاية من العداوى ونقص مكافحتها من الأمور التي تسهم في تفاقم مقاومة الأدوية.
يمكن أن يؤدي نقص الوقاية من العداوى ونقص مكافحتها إلى زيادة انتشار العداوى المقاومة للأدوية. ويمثّل المرضى الماكثون في المستشفيات أحد المستودعات الرئيسية للكائنات المجهرية المقاومة. ويمكن أن يشكّل المرضى الحاملون لتلك الكائنات مصدراً للعدوى بالنسبة لغيرهم.
الحقائق الرئيسية
مقاومة المضادات الحيوية هي من أكبر المخاطر التي تحيق اليوم بالصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية.
يمكن أن تُلحِق مقاومة المضادات الحيوية الضرر بأي شخص بصرف النظر عن السن وبلد الإقامة.
تحدث مقاومة المضادات الحيوية بشكل طبيعي، ولكن وتيرة عمليتها تتسرع بفعل إساءة استعمالها عند إعطائها للإنسان والحيوان.
بات علاج عدوى الالتهابات المتزايدة العدد – من قبيل الالتهاب الرئوي والسل والسيلان – أصعب بعد أن أصبحت المضادات الحيوية التي درجت العادة على استعمالها لعلاجها أقل نجاعة.
تؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى تمديد فترة الرقود في المستشفى وارتفاع التكاليف الطبية وزيادة معدل الوفيات.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات