استدعاه الوطن فلبّى النّداء، كانت إصابته في الـ 2014 وقبل إصابته بعامين أُعلن أن أخاه الجندي فواز علي منصور المفقود منذ عدّة أعوم تأكّدت شهادته ونال شرف الشهادة، ذهب الجريح أحمد علي منصور من ريف طرطوس للخدمة الاحتياطية، أصيب بصاروخ استهدف دبابته، كان نصيبه إصابتان مختلفتان في الساقين في معارك اللاذقية، كان على خط الجبهة الأمامي بمواجهة الأتراك والفلول المرتزقة من إرهابييهم، كان هذا في العام 2016، هو من مرتّبات الحرس الجمهوري، كان لديه ضياع مادي وفقدان في العظم بالساقين، وقطع شرياني استدعى فيما بعد عملية وصلة شريانية، لكن كتبت له الحياة، خضع في مشفى تشرين الجامعي باللاذقية لعدد كبير من العمليات الجراحيّة، مدّة أربعة شهور كاملة قضاها في هذا المشفى وكل 15 يوماً تُجرى له عملية، إلى هنا لم يكن من مشكلة، بعد مشفى تشرين تبدأ بعدها رحلة طويلة من العمليات الجراحية والتحاليل والصور والاستشارات المكلفة والمرهقة ماديّاً، إضافة لأجور التنقّل بالسيّارة الخاصة في المشافي الخاصة، في البداية كان يتم تأمين سيارة الإسعاف، ولكن توقّف ذلك.
قدّرت نسبة العجز الجسدي لديه ب 60% وسوف تزيد هذه النسبة بعد مرسوم السيّد رئيس الجمهورية الصادر منذ عام المتعلّق بتعدّد الإصابات.
يقول الجريح أحمد: كانت كلّ عمليّة تكلّف بين المليون والمليون ونصف المليون ليرة سورية، لا نملك منها إلا القليل، لكنّهم أصحاب الأيادي البيضاء وبعض المغتربين كانوا يتبرّعون لتخفيف العبء الكبير عن أسرتي.
في إحدى العمليات الجراحيّة، تطعيم عظم، تقدّمت من محافظة طرطوس- مكتب جرحى الجيش، بطلب لتعويضي مادياً وقدّمت كشوفاً وتقارير وصوراً، لكن كان الجواب أن التقارير تقدّم قبل العمل الجراحي، وليس بعده، ولم نحصل على قرش واحد من المحافظة، علماً أن المبلغ يفوق المليون ونصف المليون للمشفى فقط، ناهيك عن مصاريف كثيرة غيره.
كذلك كنت قد تقدّمت من جمعية البستان بطلب لمساعدتي، أعطوني جزءاً يسيراً من تكلفة العملية، يغطي أجور المشفى 350 ألف ليرة فقط، لا تتضمن أجور الطبيب 500 ألف، وأثمان الأدوية 350 ألف، علماً أنني تقدّمت إليهم بالتقارير والكشوف بناء على طلبهم، ولكن بدون نتيجة.
حالياً هو على موعد مع عمل جراحيّ جديد يتضمن تطعيم العظم للمرّة الثانية وهي مكلفة جداً وتحتاج لفترات مديدة من العلاج والتحاليل والأدوية والاستشفاء، وتبديل المثبتّات الخارجية وهي أسياخ معدنية تخترق العظام، وكان قد تقدّم بطلب منذ ثلاثة شهور ونصف لمؤسسة العرين لإجراء العمل الجراحي على نفقتهم ولم يأتيه الجواب حتى تاريخه، وتقدّم بطلب للمحافظة، مكتب جرحى الجيش، بنفس التاريخ دون حصوله على أي ردّ منهم، وراسل صفحة جريح وطن على الفيس بوك ولم يحصل على جواب أيضاً. إنه يشعر أنّ الجميع قد تخلّى عنه تماماً.
أوقفوا راتبه!
يتابع أنّه منذ الشهرين تفاجأ في المصرف الزراعي الذي يقبض راتبه منه أن الرّاتب قد توقّف بدعوى أن اسمه مضافاً للائحة السوداء، علماً أن قرار رفع الحجز عن اسمه قد صدر من الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش وتمّ تعميمه، وهذا مخالف للقانون، إذ لا يجوز قانوناً توقيف أي راتب أثناء الحجز الاحتياطي، حسب الوثيقة المرفقة مع الموضوع، فما رأي إدارة المصرف الزراعي بذلك.
والآن بلدية بحنين!
صدر قرار يسمح للخدمات الفنّية في المحافظة بفتح طرقات تخدّم الجرحى من أفراد الجيش وعائلات الشهداء، لكنّه اضطر لفتح طريق إسمنتي يخدّم بيته مع الشارع القريب بطول25 متراً وعرض متر واحد، كلّفه منذ عامين 150000 ليرة على نفقته الخاصّة، فهو يستخدم العربة المدولبة بداية وأصبح يمشي على المساعد (ووكر)، ولولا ذلك كان بقي في بيته حبيساً حتى الآن.
تعاقب على بلديّة بحنين ثلاثة رؤساء بلدية وكلّ واحد يرمي الموضوع على الذي يليه بدعوى عدم وجود ميزانية ونقود، اتصلنا من صحيفة الوحدة برئيس البلدية أيمن ديب ومحاسب البلدية، ووعدا أن الكشف سيصرف في بدية العام القادم.
المازوت المخصّص لذوي الشهداء وجرحى الجيش لم يحصل عليه الجريح أحمد حتى الآن، علماً أن البرد يسبب آلاماً مبرّحة لمكان وجود القضبان المعدنية الظاهرة ويبقى الألم شهراً كاملاً ويحتاج للمسكّنات، السيد رئيس بلدية بحنين لدى سؤاله حول الموضوع أوضح لنا أنه بيد لجنة المحروقات ولم يتوفّر المازوت لديهم حتى الحين وعند توفّره يتمّ توزيعه فوراً.
يأمل الجريح أحمد أخيراً أن يلقى العناية المطلوبة، فهو على موعد مع عمل جراحي جديد ربّما يعيد له حركة المشي بحرّية، سيكلّفه مليوني ليرة بل وأكثر، ويأمل أن يتمّ توظيف أخته الوحيدة الأرملة والأم لثلاثة أولاد وتعيش مع أهلها في منزل واحد، فربّما تستطيع المساعدة ببعض الهموم المعيشية وتحمل عن كاهلهم مصاريف بناتها الثلاث.
أخيراً، نتمنى الشفاء العاجل للجريح أحمد على منصور، والاستفسار عنه ومساعدته في عمله الجراحي القادم وتأمين عمل شريف لشقيقته الأرملة.
أحمد كريم منصور- الوحدة