أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي حرص الحكومة على اتخاذ جميع الإجراءات لمواجهة كل التحديات والتطورات الاقتصادية وانعكاسات التصعيد الغربي عليها.

وشدد الحلقي خلال ترؤسه أمس اجتماعا للجنة الاقتصادية المصغرة في إطار المتابعات اليومية للحكومة للأوضاع الاقتصادية على أن الحكومة لن تتساهل مع كل من يحاول استغلال الظروف الحالية للتلاعب بسعر الليرة السورية والاقتصاد الوطني لافتا إلى أن “هناك إجراءات رادعة وحازمة جديدة”.

 وأشار الحلقي إلى أن السوريين متفهمون لطبيعة الحرب النفسية التي يتعرضون لها من أجل إرباكهم وجعلهم يبحثون عن زيادة التخزين في احتياجاتهم اليومية لإرهاق الاقتصاد الوطني مجددا التأكيد على أن “اقتصادنا قوي ومنيع وقادر على مواجهة جميع التحديات وأن جميع المواد متوافرة والمخابز تعمل على مدار الساعة لتامين احتياجات المواطنين” موضحا أن سورية دولة مؤسسات مبنية على أسس متينة قادرة على تذليل كل العقبات.

ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أن المؤسسات الاقتصادية الحكومية مستمرة في تأمين المواد الغذائية والتموينية والمشتقات النفطية ومستعدة لسد حاجة السوق اليومية موجها بمتابعة واقع الأسواق واحتياجاتها على مدار الساعة والتأكد من مدى توافر المواد الأساسية ومراقبة الأسعار والتشدد بالمحاسبة والإسراع بفتح منافذ وصالات بيع جديدة.

وأعرب الحلقي عن ثقته بالإجراءات التي يقوم بها مجلس النقد والتسليف وحاكم مصرف سورية المركزي وخصوصا الإجراءات المتعلقة بالحفاظ على سعر الصرف والتدخل في الأسواق لتعزيز استقرار سعر صرف الليرة السورية.

وتناول الاجتماع إعداد الخطط والبرامج لتعزيز إمكانيات الاقتصاد السوري على مواجهة كل السيناريوهات المحتملة وتأمين العيش الكريم للمواطن إضافة إلى إجراءات تعزيز إمكانيات الليرة السورية على الصمود وتشديد المحاسبة والرقابة على أسواق سعر الصرف.

من جهته أكد حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة الاستعداد التام لتمويل كل المستوردات وفق احتياجات السوق بسعر صرف 175 ليرة للدولار الواحد محذرا المواطنين من عمليات التلاعب كيلا يكونوا ضحية المتلاعبين في سوق الصرف.

الحلقي خلال استقباله وفد الجالية السورية في إيطاليا يؤكد أهمية دور الجاليات في بلدان الاغتراب في نقل الصورة الحقيقية لما تتعرض له سورية من حرب متعددة المكونات والأبعاد

في سياق آخر أكد الحلقي خلال استقباله أمس وفدا يمثل الجالية السورية في إيطاليا وبعض الناشطين في الأحزاب والتيارات السياسية بإيطاليا برئاسة الدكتور جمال ابوعباس رئيس الجالية أهمية دور الجاليات السورية في بلدان الاغتراب وتضامنهم وتفاعلهم مع وطنهم الأم سورية ونقلهم الصورة الحقيقية لما تتعرض له من حرب متعددة المكونات والابعاد والتعبير عن رأيهم أمام الرأي العام.

ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أهمية دور الجاليات في كسب التأييد الشعبي بالدول التي يعيشون فيها لسورية للضغط على حكومات بعض هذه الدول لمنع التدخل العسكري ووقف دعم المجموعات الإرهابية بالمال والسلاح والتكفيريين.

وأوضح الحلقي أن توقيت زيارة الوفد إلى دمشق يعد رسالة شديدة اللهجة ضد أعداء الوطن وأن هناك تفهما شعبيا عالميا لما يحدث في سورية حيث يوجد اختلاف واضح بين الموقف الشعبي والرسمي لدى الحكومات الغربية والعربية وأكبر مثال على ذلك رفض مجلس العموم البريطاني تأييد رئيس مجلس الوزراء البريطاني بشن حرب على سورية.

ونوه رئيس مجلس الوزراء بمواقف الجاليات السورية في المغترب والأحزاب والمنظمات العالمية ذات المصداقية والوطنية إلى جانب الشعب السوري في تصديه لهذه الحرب مؤكدا أن سورية ستخرج منتصرة وستهدي نصرها لكل الأصدقاء في العالم.

وأكد الحلقي أن إقدام الولايات المتحدة على القيام بأي عدوان على سورية يخالف المواثيق والقوانين الدولية وأن اعتمادها على القوة العسكرية والازدواجية في تعاملاتها الدولية وتجاهلها للقانون الدولي سيكون مدمرا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وشدد رئيس مجلس الوزراء على أن جميع السوريين وجيشهم الباسل على أهبة الاستعداد لمواجهة كل التحديات والدفاع عن الوطن ضد أي عدوان خارجي لأن السوريين أباة وحماة الديار وأحفاد لقادة عظام وصانعو أمجاد الأمة.

 وأضاف الحلقي إنه سيكون ذلك بالتزامن مع قيام الحكومة بتأمين كل المستلزمات واحتياجات الصمود من مواد تموينية وغذائية وطبية وبنى تحتية ومواجهة الظروف الطارئة.

وقدم الحلقي عرضا سياسيا واقتصاديا أوضح فيه أن سورية تحارب الإرهاب العالمي نيابة عن العالم أجمع حيث يتوافد المرتزقة إليها من أكثر من 82 دولة في العالم ويقومون بأعمال القتل والتخريب والتدمير للمنشآت والبنى الاقتصادية بالتزامن مع حرب إعلامية واقتصادية وسياسية مضللة مشيرا إلى أن بعد تصدي الشعب والجيش السوري لهذه الحرب بمكوناتهم كافة وهزيمتهم الإرهابيين والجهاديين التكفيريين بدأ أعداء الوطن بتلفيق الأكاذيب حول استخدام سورية للسلاح الكيماوي رغم معرفتهم أن هذه الادعاءات كاذبة وأن من قام باستخدام السلاح الكيميائي هم المجموعات الإرهابية المسلحة بأمر منهم لجعل هذه الحجة ذريعة للتدخل العسكري في سورية.

من جهتهم عبر أعضاء الجالية عن استعدادهم الدائم للوقوف إلى جانب أبناء وطنهم في التصدي للإرهاب الذي يتعرضون له مؤكدين وجود آلاف الأحرار في العالم لمساندة السوريين في قضيتهم وهم على استعداد دائم للدفاع عن سورية وشعبها.

وأكد أعضاء الوفد أن الجاليات في المغترب مستمرة في القيام بواجبها في تنظيم الفعاليات والوقفات الاحتجاجية والمسيرات بمختلف البلدان الأوروبية احتجاجا على تهديد سورية إضافة إلى تشكيلهم الجبهة الأوروبية للتضامن من أجل سورية في إيطاليا أوائل عام 2013 والتي بدأ يلتحق فيها الآلاف من أنحاء العالم للتنسيق بين الجمعيات الإيطالية والجالية السورية لتعزيز ودعم الأعمال السياسية والثقافية لصالح سورية وسيادة شعبها.

حضر اللقاء الدكتور حامد حسن معاون وزير الخارجية والمغتربين.