أكد الرئيس بشار الأسد أن المقاومة لا تضعُفُ باستشهاد قائدها، لأن القادة الكبار يرحلون وقد تركوا خلفهم منظومةً فكريةً ونهجاً عملياً في المقاومة والشرف، فالمقاومة فكرةٌ وفكر، والشهيد نصر اللـه هو ذاكرتها وتاريخها، مشدداً على أن الشهيد سيبقى في ذاكرة السوريين وفاءً لوقوفه على رأس المقاومة الوطنية اللبنانية إلى جانب سورية في حربها ضد أدوات الصهيونية رغم أعباء المواجهة التي كان يحملُها.
وفي برقية التعزية التي وجهها الرئيس الأسد أمس، للمقاومة الوطنية اللبنانية ولعائلة الشهيد نصر الله، قال الرئيس الأسد: «رسالتي ليست لعزائكم باستشهاد قائد المقاومة، وقد أظهرتم على مدى عقود مضت من الصلابة والقوة والعزيمة والتماسك ما جعلكم أقوى وأشد من كل مُصيبة مهما عَظُمت، وأنتم من مدرسة النضال التي لن تعرف إلا الإصرار والثبات على طريق الحق مهما كان غالياً ومكلفاً، فالدماء النبيلة الذكية لا تراقُ إلا لأجل الحق وقضاياه».
وأضاف: «لا تضعُفُ المقاومة باستشهاد قائدها، بل تبقى راسخة في صميم القلوب والعقول، لأن القادة الكبار يبنُون في حياتهم عقيدة النضال ونهجها وطريقها، ويرحلون وقد تركوا خلفهم منظومةً فكريةً ونهجاً عملياً في المقاومة والشرف، يبنُون لساعة القَدَر الحتمية التي لا تأتي صُدفةً، بل فيها عبرةٌ ونتيجة، إذ تنقلهم من الحضور المؤقت بيننا إلى الخلود الدائم».
وتابع الرئيس الأسد: «في وجداننا وعقولنا قدوةً في الكفاح، جيلاً بعد جيل، المقاومة فكرةٌ وفكر، والشهيد نصر اللـه هو ذاكرتها وتاريخها، وهو لن يكون يوماً أسطورة، بل سيبقى نهجاً يُنتج حقيقة تفرض واقعاً قلبُه المقاومة وجوهره العزة وبوصلته الكرامة وعنوانه التحرير ومنارته على مر الأجيال هو الشهيد حسن نصر الله».
وختم الرئيس الأسد برقية التعزية بالقول: «نحن على يقين بأن المقاومة الوطنية اللبنانية ستُكمل طريق النضال والحق في وجه الاحتلال، وستبقى الكتفَ الذي يسنُد الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل قضيته العادلة، وسيبقى الشهيد نصر اللـه في ذاكرة السوريين وفاءً لوقوفه على رأس المقاومة الوطنية اللبنانية إلى جانب سورية في حربها ضد أدوات الصهيونية رغم أعباء المواجهة التي كان يحملُها، وفي قلب هذا الوفاء سيبقى اسم الشهيد حسن نصر اللـه خالداً».
وأمس، أفاد مصدر طبي وأمني لبناني أن جثمان نصر اللـه قد تم انتشاله من موقع العدوان الجوي الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة.
وذكر المصدران في تصريح نقلته وكالة «رويترز»، أن «الجثمان سليم ولم يكن فيه جروح مباشرة، مرجحين أن سبب استشهاده كان «صدمة حادّة من قوّة الانفجار».
بالتزامن أعلن الحزب عن استشهاد القيادي الكبير علي كركي جراء هذا العدوان والقيادي الشيخ نبيل قاووق إثر غارة للاحتلال على منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية أيضاً.
في الأثناء واصل الاحتلال الإسرائيلي أمس، اعتداءاته على القرى والمدن اللبنانية، ليرفع من تعداد مجازره بحق المدنيين ومنازلهم من دون أن يستثني المسعفين وحتى العائلات النازحة التي لجأت إلى مبانٍ سكنية أخرى هرباً من إجرامه، على حين رد حزب اللـه على استباحة الاحتلال الهمجية لتلك القرى والمدن والمدنيين، وشن هجوماً جوياً بِسربٍ من المسيرات الانقضاضية على معسكر ألياتكيم وقصف معسكر أوفيك بصلية من صواريخ «فادي1» ومدينة صفد المحتلة ومستوطنات سونوبار وروش بينا وساعر بصليات صاروخية، تزامناً مع مهاجمته تحركات لجنود الاحتلال في مستوطنة المنارة بالأسلحة الصاروخية.
إلى ذلك أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن جرائم إسرائيل لن تبقى من دون رد، واعتبر خلال جلسة مجلس الوزراء الإيراني أمس، أن إسرائيل بجريمة اغتيال نصر اللـه أثبتت مرّة أخرى أنها غير ملتزمة بأي من المعايير الدولية.
ولفت إلى أن مزاعم الولايات المتحدة والدول الأوروبية حول الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حال اجتناب إيران عن الرد على اغتيال إسماعيل هنية في طهران كانت كاذبة، مشدداً على أن إعطاء الفرصة لمثل هؤلاء المجرمين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم.
وأشار بزشكيان إلى أن المقاومين يجب ألا يتركوا وحدهم ليواصل الكيان الإسرائيلي جرائمه ويعتدي على دول محور المقاومة واحدة تلو الأخرى، فيقتل النساء والأطفال والأبرياء.
الوطن