بانوراما سورية:
أقامت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي اليوم في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق المؤتمر الختامي لعرض نتائج ومخرجات وإطلاق حزمة البرامج التنفيذية لملتقى تطوير القطاع الزراعي “تحديات و فرص” الذي أقيم في 24 شباط من هذا العام، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس.
وقال عرنوس: يستحق القطاع الزراعي منا جميعاً كامل الاهتمام والحرص على نجاحه، باعتباره قاطرة تنموية حقيقية، يسهم على المستوى الاقتصادي بشكل فاعل، كماً ونوعاً، في الناتج المحلي الإجمالي، كما يسهم كذلك في تثبيت الفلاحين والمزارعين في أرضهم ضماناً للاستقرار الاجتماعي، كما يستقطب هذا القطاع طيفاً واسعاً من المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، ولا بد من اتخاذ كل يلزم لتمكين العاملين في هذا القطاع من الوصول إلى التمويل المناسب، وتوجيه الدعم الكبير المقدم لهذا القطاع بحيث يكون منتجاً وفاعلاً أيضاً.
وأضاف: إن الوثائق الخاصة بهذا الملتقى أصبحت ملكية وطنية تم تطويرها بخبرات وطنية، وهذا مصدر اعتزاز وفخر بهذه الخبرات التي تضع مصلحة الوطن في المقام الأول وإن تحقيق الأهداف ورؤية القطاع الزراعي 2021-2030، سيشكل إحدى مراحل تعزيز الصمود وإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وتعزيز الإنتاج المحلي.
وأشار عرنوس إلى أن هذا الملتقى يعتبر نموذجاً للتخطيط الاقتصادي والتنموي، ويجب على كل القطاعات الاقتصادية الأخرى أن تقتدي به، فلا يمكن تحقيق النهوض الاقتصادي إلا عن طريق التكامل القطاعي بين مختلف القطاعات الاقتصادية.
وكان المؤتمر ناقش خلال الأشهر الماضية على مراحل متتالية التحديات التي يعاني منها القطاع الزراعي والفرص المتاحة للنهوض به من خلال إعداد تقارير فنية وسياساتية عبر تقرير رئيسي واحد وخمسة تقارير فرعية لكل من الإنتاج النباتي والإنتاج الحيواني والموارد الطبيعية والتنمية الريفية والاقتصاد الزراعي بمشاركة المعنيين من الجهات الحكومية والتعاونية وغير الحكومية بهدف الوصول إلى اقتصاد زراعي تنموي تنافسي.
ووفق القائمين على الملتقى استند المنهج العلمي المتبع في الإعداد وتنفيذ ملتقى القطاع الزراعي إلى مقاربة المسألة الزراعية من خلال اعتماد المنهج التاريخي على اعتبار أنها في سورية مسألة تراكمية كما استند إلى مقاربة رئيسة بأنه لا يمكن تغيير الواقع إلا ببرامج تنفيذية قابلة للتطبيق.
وأكد المشاركون في مداخلاتهم على ضرورة إعادة صياغة تدني الإنتاج والإنتاجية وزيادة الاهتمام بالثروة الحيوانية وتعديل بعض القوانين المتعلقة بها وتوفير الأعلاف البديلة سواء باستزراعها بسورية أو استيرادها من الخارج وتوزيع الدعم حسب المنتج بالإضافة الترابط والتكامل مع باقي الوزارات والتشاركية مع وزارة التعليم العالي لكي تصل مشاكل الفلاح للمراكز البحثية وبالتالي معالجتها وضبط دعم المستلزمات الزراعية وقوننتها لكي تصل إلى الفلاح ومعالجة موضوع التكلفة العالية للزراعة المحمية والبيوت البلاستيكية ومنها تكلفة أكياس النايلون والبذار والمبيدات وإعطاء الموافقة على السماح بزراعة مساحات أكبر من التنباك في محافظة طرطوس.
وتحدث الوزير قطنا خلال عرضه عن الأسباب التي دفعت إلى إقامة الملتقى والتي تركزت على تنشيط الحوار لمناقشة والتحديات والفرص وتصنيفها وتحديد الأدوار وبدائل السياسات وتحليل سلاسل الإنتاج ووضع خطة متكاملة لتعزيز منهج الاعتماد على الذات للوصول إلى إعادة هيكلة القطاع.
وأوضح الوزير قطنا نتائج إطلاق الملتقى كنقطة حوار تركزت على تحقيق الأمن الغذائي والمائي والاكتفاء الذاتي والاستدامة في البيئة والموارد المائية والأرضية إضافة إلى استقرار الأسعار وتخفيض تكاليف الانتاج والاستقرار المجتمعي وتطوير الإنتاج والإنتاجية النباتية والحيوانية وتوازن معدلات النمو ومعالجة المشاكل المستعصية.
بدوره الدكتور جمعة حجازي رئيس اللجنة العلمية للملتقى قدم عرض حول المسار العلمي للملتقى الذي استند إلى مراجعة شاملة للسياسات والخطط والبرامج الموجودة في الوزارة والجهات الحكومية ذات الصلة بالقطاع الزراعي، معتبراً أن هذه المراجعة لم تكن كافية لتقييم الفجوات والاختناقات التي يعاني منها القطاع مما استدعى التوسع في منهج المراجعة والتحليل لفهم المشكلات القادمة.
وتحدث الدكتور حجازي عن مراحل الملتقى واللقاءات التحضيرية في المحافظات والمنهجية المعتمدة في الورشات التخصصية والمبادئ التوجيهية العلمية للتقارير الخمسة.
وتضمن المؤتمر عرض فلم برومو عن القطاع الزراعي والثروتين الحيوانية والنباتية.
وفي تصريج للصحفيين أكد وزير الزراعة أن ايصال نتائج البحث العلمي إلى الفلاح مازالت محدودة، لافتاً إلى أن الهدف من الملتقى هو اعداد مجموعة من الدراسات لتحليل الوضع الراهن ومراجعة السياسات المتبعة ووضع السياسات البديلة لتبنى عليها مجموعة من البرامج التي يؤسس عليها المشاريع اللازمة لإعادة النهوض بالقطاع الزراعي على مسار جديد يضمن توفير حاجة السكان من الغذاء خلال الفترة القادمة وتطوير العمل التعاوني وتعزيز التنسيق والتكامل بين جميع الوزارات ذات العلاقة.
حضر المؤتمر عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب العمال والفلاحين شعبان عزوز ووزراء الموارد مائية والكهرباء والنفط والتعليم العالي والإدارة المحلية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك والإعلام والتنمية الادارية والصناعة والمالية وممثل عن رئيس مجلس الشعب ورئيس الاتحاد العام للفلاحين وأمين عام مجلس الوزراء الدكتور قيس خضر وعدد من أعضاء مجلس الشعب ومحافظين وممثلي المنظمات العاملة في سورية.