دمشق– زهير المحمد:
الباحث هذه الأيام عن مادة (المتة) في المحال والأسواق كالباحث عن إبرة في «كومة قش»، اذ يحتاج محبوها إلى رحلة بحث مضنية للحصول على مبتغاهم، والمستغرب في الأمر أكثر أنه في حال إيجاد المادة لا وجود لتسعيرة محددة لها .
وتباع علبة المتة ذات القياس الصغير والمحددة بوزن 150 غراماً بما بين 4000 – 4500 ليرة، في حين تباع علبة المتة المحددة بوزن 250 غراماً بسعر يتراوح بين 8000 – 8500 ليرة، أما العبوة الكبيرة التي يبلغ وزنها نصف كيلو فيتراوح سعرها بين 14000-15000 ليرة وأحياناً أكثر من ذلك.
ويشير عدد من المواطنين إلى أنه، في ظل ضعف الرقابة التموينية، يتعمد بعض أصحاب المحال إخفاء المادة عن رفوف محالهم بهدف التلاعب بأسعارها، في حين يعزو أصحاب المحال وجود شحّ في المادة لوجود احتكار من بعض ضعاف النفوس من موزعي المادة، لافتين إلى أنهم يحصلون على المادة بـ«القطّارة» وبأسعار مرتفعة.
بدوره، أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق تمام العقدة أنه تم يوم أمس إصدار صك تسعير للمادة، وأن موزع المادة يقوم بتوزيعها على معظم مراكز البيع، مؤكداً أنه سيقوم بتوجيه دوريات التموين لتكثيف جولاتها على الأسواق والمحال منعاً لاحتكار المادة.
بدوره، مدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك نضال مقصود أوضح لـ«تشرين» أن الوزارة قامت بدراسة سعر المادة على أرض الواقع وتتابع الكميات الواردة من المتة، وهناك كميات مقبولة من المادة لدى مستودعات الشركة المستوردة التي تقوم بالتعبئة والتوزيع، وتمت دراسة تكاليف استيراد المادة الأولية، إضافة إلى تكاليف التعبئة والتغليف وفقاً للواقع الفعلي وبحضور لجنة التسعير المركزية التي تضم ممثلين عن (الاقتصاد والجمارك ومصرف سورية المركزي وحضور عدد من الفعاليات الأهلية)، وقد صدرت صكوك التسعير الناظمة لها، ولا يجوز البيع بسعر أعلى من هذه الصكوك الصادرة.
وأشار مقصود إلى أنه صدر يوم أمس صك تسعير للمادة وبموافقة لجنة التسعير، إذ حدد سعر مادة المتة نوع (خارطة) ذات وزن نصف كيلو غرام للمستهلك بـ10 آلاف ليرة، وهناك ماركات أخرى من المتة ذات الصنفين الثاني والثالث حدد سعر النصف كيلو غرام منها بأسعار تراوح بين 9900 – 9300 ليرة، وعلبة المتة ذات وزن 250 غراماً من الماركة نفسها حدد سعرها بـ5100 ليرة، داعياً المواطنين إلى تعزيز ثقافة الشكوى وتقديم شكوى بحق كل من يتلاعب بأسعار المواد.
بانوراما سورية-تشرين
