وصف رئيس جمعية حماية المستهلك عبد العزيز المعقالي ما يحدث في الأسواق من ارتفاع بالأسعار بانه فوضى وانفلات لم يعد مسموح بهما، لافتاً إلى أننا نتفق على أن الغلاء طال كل دول العالم لكن الوضع في الأسواق أصبح مزرياً نظراً لضعف القوة الشرائية للمواطن لكن في الوقت نفسه نجد أن كل ما تنادي به الحكومة من حلول (ترقيع) بعيد عن إستراتيجية تحسين الواقع المعيشي للمواطن وتأمين احتياجاته.
ورأى المعقالي أن الحكومة شريك في ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها موضحاً أن الفرق بالأسعار كان يختلف من شارع إلى آخر ومن حي إلى آخر، أما اليوم فالأسعار تختلف بالشارع نفسه بين محل وآخر.
وأضاف: ماذا يفعل أصحاب المحال عندما تفرض عليهم ضرائب بالملايين بالتأكيد سيكون رفع الأسعار هو المنقذ لهم والمستهلك هو المتضرر أولاً وأخيراً.. ولضبط السعر يجب أولاً وضع خطة إستراتيجية لتأمين مستلزمات الإنتاج وصولاً إلى ضبط الأسعار المتفاوتة بين سوق الهال والمحال التجارية.
وطالب المعقالي من أصحاب القرار باتخاذ إجراءات إسعافية والاستعانة بخبراء الاقتصاد وعدم الاعتماد على القرارات الموجودة لديهم، مبيناً أن الخطاب الاقتصادي اليوم خشبي والحلول القسرية لن تجدي.
وقال المعقالي: إن المشكلة الحقيقية التي يجب حلها، هي الضرائب والرسوم التي تعتبر سبباً في ارتفاع الأسعار حتى باتت أسعار التكلفة الداخلية للسلع تضاهي أسعار السلع المستوردة الأمر الذي يزيد الأعباء على المواطن.
ولفت المعقالي إلى أنهم تقدموا للحكومة بعدة مقترحات تساهم في تخفيض الأسعار أولها تأمين الأعلاف واقترحنا إعفاء مستوردي الأعلاف من الرسوم والضرائب وإعفاء الصادرات السورية والبواخر من الرسوم، موضحاً أن هناك عدة أسباب تدعو إلى ارتفاع الأسعار أهمها غياب أدوات ضبط السوق وارتفاع أسعار الشحن والسماد والتصدير للخارج، والأهم أن تكون هناك رقابة على المواد الغذائية لأنه في ظل الغلاء المواطن يتجه إلى السعر الأرخص وهذه المواد للأسف موجودة في الأسواق لكنها غير مطابقة للمواصفات القياسية السورية، مبيناً أن مشكلة الغلاء مستمرة وستبقى ما دامت لا يوجد حلول جذرية وأن ارتفاع الأسعار متواتر لعدة أسباب أولها عدم استقرار سعر الصرف، وارتفاع أجور الشحن، وكذلك الرسوم الجمركية، وانقطاع البنزين وارتفاع أسعار المشتقات النفطية بشكل عام، كذلك موضوع حوامل الطاقة الأمر له تأثير على ارتفاع الأسعار، كل ذلك ساهم في فوضى الأسعار.
وعن أوضاع أسعار الخضار والفواكه في الأسواق أكد محمد العقاد رئيس لجنة مصدري الخضار والفواكه في غرفة تجارة دمشق أن هناك تذبذباً في أسعار السلع والمواد الغذائية لكن الأسعار في سوق الهال أرخص بأضعاف عن الأسواق خارج السوق.
وعن تصدير الخضار والفواكه أشار العقاد إلى أن حركة التبادل التجاري عبر معبر حدود جابر إلى دول الخليج العربي لا بأس بها خلال المرحلة الراهنة، حيث تصل إلى نحو25 براداً يومياً، موضحاً أنه خلال الأسبوع الماضي تم تصدير نحو 5.500 ألف طن من الخضار والفواكه إلى دول الخليج.وعن انعكاس ذلك على المواطن أوضح العقاد أنه من الطبيعي أن ينعكس انخفاض أو زيادة التصدير بشكل أو آخر على أسعار السلع، مشيراً إلى أننا بحاجة للتصدير وهو أمر مهم وضروري في حركة السوق لتأمين القطع الأجنبي.
بانوراما سورية-الوطن