تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم... بحضور عرنوس وعدد من الوزراء.. ورشة عمل حوارية حول التغيرات المناخية وسبل مواجهتها

اختصاصية نفسية تحذّر من الصراخ على الأطفال لتوجيههم… يسبب أذيات نفسية وجسدية وله بدائل تربوية كثيرة

دينا عبد:
الصراخ في وجه الطفل من أكثر الحالات التي يتعرّض لها أثناء مسيرة التربية من والديه ومعلميه ومع الأصدقاء والعائلة، حيث يُعتقد أن الصراخ يخيف الطفل ويجعله يلتزم بالقوانين ويقوم بتنفيذ ما يُطلب منه، ولكننا لا ننكر أن ردود فعل الأطفال هي الخوف والجمود في المكان نفسه بسبب الصوت العالي، وليس خوفاً من الشخص نفسه أو محاولة للانصياع لأوامره.
فقد أثبتت الدراسات التربوية والنفسية أن الطفل يولد بلا أي سلوك مكتسب، وأن شخصيته تتكون بنسبة كبيرة من أساليب التعامل معه أثناء طفولته، فعندما يشاهد ويشعر بالانفعالات الغاضبة من حوله يتملكه سلوك العنف والعصبية، من هنا كانت أهمية التحكم في الغضب والتقليل من حدة الصراخ أو منعه كلياً إن أمكن.
اختصاصية الصحة النفسية د.غنى نجاتي بيّنت أن الأهل يعتقدون أن الصراخ بوجه الطفل هو وسيلة لإيقافه عن السلوك غير المرغوب فيه، لكن في الحقيقة علمياً وسيكولوجياً كلما ارتفع الصوت أمام الطفل ، قل استيعابه للمعلومات الموجهة له، والطفل يتوقف عن السلوك الذي يقوم به وقت الصراخ لأنه يكون في حالة جمود وذهول فيحاول أن يستوعب لماذا ارتفع الصوت؟
الآثار النفسية والجسدية
بحسب د. نجاتي فإنّ الصراخ في وجه الابن أو الطفل يخلق لديه آثاراً نفسية وجسدية منها؛ انعدام الأمان العاطفي لديه، فكل طفل من حقه الطبيعي أن يحس بالدعم والقبول الوالدي والأسري الانفعالي والوجداني ضمن محيطه الأسري، فعندما يكون المصدر الذي من المفترض أن يمد الطفل بالأمان هو الذي يصرخ بوجهه سيفقد ثقته به.
ومن الآثار السلبية أن الطفل يصاب بالذهول وخاصة إذا كان من يصرخ الأهل أو المعلم أو أي أحد مقرب، فالصراخ لا يحفز ولا يساعد الطفل على تقديم أفضل إمكاناته على العكس تماماً، يفقده الثقة بنفسه و بالآخرين من حوله فيصبح متردداً في سلوكياته.
وأيضاً من الآثار السلبية التي تؤثر في الصحة النفسية للطفل نتيجة الصراخ هي فهمه أن الصراخ نتيجة للتواصل بينه وبين الآخرين فيتصرف بما يشابه ذلك كأن يطلب من أهله ومعلميه بالأسلوب نفسه الذي صدر عنهم(الصراخ).
في هذه الحالة يلجأ الأهل إلى عقاب الطفل لأنه صرخ وغضب فيصاب بما يسمى (الكبت) وعدم التعبير عما في داخله فيصاب بالإحباط وهذه الحالة تنتقل معه من حالة نمائية إلى حالة نمائية أخرى.
ومن الآثار السلبية إضافة إلى ما ذكرناه فهو يصاب ببعض الأمراض العضوية مثل الصداع – مشاكل في الأذن – مشاكل بالنطق – التأتأة – التبول اللاإرادي الليلي- أرق – عدم القدرة على النوم وكلها بسبب الشعور بالخوف.
دراسة
وبحسب د. نجاتي فإذا أجرينا تسجيلاً لنشاط دماغ طفل تم الصراخ عليه وتسجيلاً لنشاط طفل لم يتم الصراخ عليه نجد أن مركز اللغة وفهم الأصوات واستيعاب المعلومات عند الأطفال الذين لم يتم الصراخ عليهم فعال وسريع التنبيه بشكل أكبر من الأطفال الذين تم الصراخ عليهم، لأن هؤلاء الأطفال ومع مرور الوقت يصابون بحالة تنميل بأجهزتهم الحسية ولا يستوعبون ما هو المطلوب منهم، بالإضافة إلى النمو النفسي والمعرفي والإدراكي للطفل الذي يتأذى عندما نصرخ بوجهه لأن ذلك يحسسه بالترهيب والخوف فلم يعد ينمو بشكل طبيعي وبشكل يحاكي المرحلة النمائية التي يجب أن يكون فيها، وسيكون مقصراً في العمر العقلي عن العمر الزمني الذي من المفترض أن يكون فيه، إضافة إلى ذلك فإنّ الصراخ يصيب الطفل بطاقة سلبية.
وسائل تربوية بديلة
وتبين الخبيرة نجاتي أنه يمكن معاقبته بطريقة سحب الامتيازات منه مثلاً: حرمانه من اللعب و تصفح الإنترنت- قطع المصروف اليومي عنه، أو عندما يخطئ الطفل بدلاً من الصراخ علينا تعليمه كيفية تصحيح الخطأ والتفريق بينه وبين الصواب.
أو اللجوء إلى أسلوب الحوار العاطفي والحنون والإيجابي معه لأن ذلك يعلّمه كيف يواجه الحياة بمشقاتها وصعوباتها من دون أن يكون لديه خوف من ردات فعل من حوله، فالمشكلة الأساسية في الصراخ على الطفل عدم تفكيره بالشيء الذي يفعله، إنما سيكون تفكيره بردة الفعل السلبية التي سوف يتلقاها من الطرف الآخر، وهنا يجب الحذر فربما يصبح الطفل كاذباً أو سارقاً ويصاب بسلوكيات جانحة حتى يتحاشى ردة الفعل السلبية التي يتلقاها من أهله فيحاول أن يبحث عن بدائل أخرى حتى لو كانت خاطئة، فيلجأ إلى السرقة إذا أضاع النقود مع معرفته بأنها أسلوب خاطئ حتى لا يصرخ أهله في وجهه لأنه أضاعها.
وأخيراً الصراخ والتوبيخ والضرب والتعنيف كلها وسائل تربوية خاطئة يعتقد الكثير من الأهالي أنها تردع لكنها على العكس تصيب الطفل بالعناد وتحرمه من ممارسة حياته بشكل طبيعي.

بانوراما سورية- تشرين

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات