بانوراما طرطوس- كفاح عيسى:
عندما تتحدث عن آفة الفساد المدمرة بشكل مباشر بسيط وواضح وبعيد عن اسلوب فيه شيء من التعقيد نجد البعض وهؤلاء ليسوا بقلائل لا يحبذ هذا الاسلوب ويميل إلى لغة الإشارة والتمويه وأحيانا الضبابية والغموض بذريعة أنه مجال حساس قد تنتهك فيه كرامات وهو أمر يحتاج إلى أدلة دامغة !!!!!!!
اسمحولنا ………..
فالأغلبية ونحن منهم لا نملك موهبة – إنّ اللبيب من الإشارة يفهم –
نريد وضع النقاط على الحروف ويكون الحديث حول محاربة الفساد جليّا وواضحا.
وعلى ما أذكر في بلدنا وفي أحسن حالات محاربة الفساد كان يتم التركيز على حالة محددة يكون فيها الشخص المدان قد غادر وطن لم يكن يساوي عنده شيء , لا بل بقينا نصفق له لعقود من الزمن ومثالنا على صحة ما نقول : هو مستورد النفايات النووية إلى عمق البادية عبر ساحلنا الجميل وأقصد الفاسد الفار عبد الحليم خدام وأيضا صاحب أشهر مزارع للفرّي في الشرق الأوسط طلاس وأبنائه والمئات من أمثالهم المنتشرين على امتداد ساحة الوطنلا نتجرأ على ذكر أسمائهم لأنه لم يسمح بعد بشتمهم والتشهير بهم .
عذرا …….. إن الأمر لم يعد يحتمل المزيد من التمويه والتسويف والهروب للأمام تحت عناوين لم تعد مقنعة وتجاوزها المنطق والزمن كالقول : ليس وقتها الآن فنحن في أزمة وكأنه قبل الأزمة كانت أسماء المرتكبين والمحاكمات تتصدر عناوين كبرى الصحف المحلية والإقليمية !!!!!!
لا يمكن أن يتم بناء الوطن ونهوضه نهوضا حقيقيا دون الشروع أولا في استئصال هذا الورم الخبيث الذي يسمى فساد وفاسدين هؤلاء الذين استغلوا انشغال القيادة والدولة في مكافحة الإرهاب فجعلوا الأمر أكثر سوءا وأصبحوا الوجه الآخر للإرهاب .
صحيح أن كل من تسوّل له نفسه أن يمد يده على المال العام وخيرات الوطن والتي هي ملك جميع السوريين لا بد أن يكون قولا واحدا ابن الصدف ,
وهو أساسا فاقد للكرامة والشرف وإلا لما أقدم على السرقة وأكل المال الحرام .
ولكنّ الأصح ألا نكتفي بقذفه ووصفه بما يستحق وإنما يجب البدء باتخاذ اجراءات رادعة وحاسمة ضد الفساد ونهب البلاد وأن تنص القوانين على أقسى العقوبات لقاء سرقة أملاك الدولة وهذا يتطلب قضاء نزيه ومستقل أولا
وإعلام مفتوح وحر وشفاف ثانيا حيث مصلحة الوطن لا تعلو عليها أي مصلحة أخرى .