تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
بعد أدائها اليمين الدستورية أمامه.. الرئيس الأسد يرأس اجتماعاً توجيهياً للوزارة الجديدة الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور محمد غازي الجلالي الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ الـ... الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب

شهداء الطفولة الأحياء-بقلم ريم عبد اللطيف

11844281_959735950756531_817696276_nفي ذاكرتنا تخلد أروع معاني الطفولة المجسدة في شعر الكبير بدوي الجبل (( وصن ضحكة الأطفال ياربي …إنها إذا غردت في موحش الرمل أعشبا )) و لكن هذه المرة ضاعت هذه الضحكات مع أصوات رصاص الحرب و قنابل الإرهاب و اختلطت بالبحث عن لقمة السم بين الدخان و نفايات و قمامة الفقر و الجهل في الأزقة و على عتبات الأرصفة و غبار سيارات الشوارع المزدحمة و بيع مستهلكات بالية على إشارات المرور و تنظيف أحذية الكثيرين ربما كانوا من المشاركين في تسميتهم ( متسولين ) …
يقولون و يتحدثون عن الحرب في سورية وهذه الحرب التي صغرت في نظرهم و في فكر كل من ساهم في إنجاحها و إنجاح تداعيات الإرهاب القادم إلى شرقنا المأزوم التي قامت بتد مير الحجر و البشر و حتى الشجر و لكن يبقى البشر أغلى الأثمان و لكن هذه المرة كان الثمن أطفالنا بمعيار الذهب و قتل براعم حياتنا و أمل مستقبلنا و تحويلهم ليكونوا مشردين ضائعين لا مأوى ومتسولين بلا هوية و لا مسار و لا مستقبل سوى الغرق في بحر قذارت حرب تحرق جلودهم لتشتم رائحة قتل و ضياع أقدس فلذات أكبادنا …
11874196_959737384089721_1140857526_nنعم إنها ظاهرة تسول الأطفال و انعدام الإنتماء الطفولي و فقدان الارتباط الأسري و البيتي ليكونوا سلعة مستهلكة و لقمة سائغة بأيد إرهابية منها الواضح و منها الخفي و لكن يبقى الجدل المهم لماذا قتل طفولة براعمنا بهذه الطريقة وهل وصل العنف الإرهابي ليكون صيده الثمين هو براءة أطفالنا, و المتاجرة بطفولتهم وأصابعهم الغضة التي أصبحت حجارة على أرصفة و خشبات مخيمات يعمها المرض و الفقر …هذه الظاهرة التي انتقلت من مدينة إلى أخرى و أين حقيقة ما يجري من اهتمام وأوراق مؤتمرات المنظمات الإنسانية التي تسعى للعمل على تقليل ظواهر العنف ضد الأطفال … ألم يشكل التسول و العبث في القمامة شكلاً من أشكال العنف الإنساني و الطفولي .. و هل بات رؤية أطفال ذكوراً و إناثاً وهم ينظفون زجاج السيارات و بيع الورود و بيع المستهلكات البالية و جمع العبوات البلاستيكية من النفايات مشهداً عابراً أمام أعين المهتمين و المسؤولين و المنظمات الحكومية و الجمعيات الخيرية التي تعمل مع منظمات حقوق الطفل و العنف ضد الأطفال لتأتي نتائجه أطفال يرزحون تحت خط التشرد و القتل و الخطف و غير ذلك من اغتصاب و تعنيف …هذه الظواهر تفشث بكثرة وانتقلت من مدينة إلى أخرى و تحظى بأعداد من الأطفال ممزقي الملابس و متسخي الوجوه و معدمي النظافة الشخصية ليكونوا دمى مشوهة أمامنا في كل مكان , و الطامة الكبرى أمام أهم الأماكن و خاصة الحكومية و ذات الشأن العام وعلى مرأى من الجميع …و هنا يستحضرنا السؤال من المسؤول عن تلك الظواهر اللأخلاقية و من يتكفل بتشجيع هؤلاء و نهب مقدراتهم الطفولية و كسر حاجز صمت الطفولة المقتولة في داخلهم …هذا النوع من الجرائم المعنفة من أقسى أنواع جرائم العنف الذي يستبيح الاستخدام المتعمد لعقولهم و استغلال براءتهم في أماكن مباحة مهددة ضاربين عرض الحائط صحة الطفل و فقدان علمه و تربيته ووضع غشاوة عن رؤية كيف و أين يمضي لياليه المقفرة تحت الأدراج 11857646_959735927423200_758741995_nو تحت عتبات الأبنية و أمام فوهات المخازن و أبواب الملاجئ السكنية القديمة …..
ربما يكثر الحديث و التوصيف لقساوة لبست أجسادهم وممارسة عليهم جهل أعمى بصيرتهم و أبصارهم لهؤلاء الأطفال و لكن يبقى الألم و السؤال هل جفَ حبر الأوراق في المؤتمرات التي أقامتها منظمات رعاية الطفولة و منظمات الإغاثة و حماية الطفل من الاستغلال و الإيذاء و هل انتهت نتائج الدراسات التي نسمع عنها عالمياً عن توفير بيئة ملؤها الطمأنينة و التعليم و الحد من ظواهر الاستغلال و شراء قلوب بريئة انصاعت ملبية لكثيرين ممن يستحقون الحساب و المعاقبة …و هل حاولت إيجاد حلول ناحعة لحمايتهم و الاهتمام بقوتهم اليومي و حقوق عيشهم و إبعادهم عن مرتع القهر و العنف و فضلاً عن ذلك أين الحلول المقدمة من أجل البحث و النظر في مستقبل هؤلاء الأطفال و كيف يمكن القضاء أو مكافحة ضياعهم و موتهم الحي .. و هنا نتوه جميعاً و لكننا نأمل في إيجاد الآذان الصاغية و الجهات المختصة التي يمكن أن تساعد في تقليل أخطر ظاهرة تلامس أطفالنا و تنقذهم من مراتع الإتجار بأرواحهم …ويبقى أن نقول أطفالنا هم أكبادنا و هم رسالة الحياة و ثروة الحياة ….

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات