تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
بعد أدائها اليمين الدستورية أمامه.. الرئيس الأسد يرأس اجتماعاً توجيهياً للوزارة الجديدة الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور محمد غازي الجلالي الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ الـ... الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب

الآثار النفسية والاجتماعية على المجتمع السوري في ظل الأزمة… الأطفال .. الضحية الأكثر تأثراً

11855510_10152935300840899_1526382040_nروزانا خيربك:

لعبت الأزمة السورية دوراً سلبياً أثر على المجتمع السوري بعدة جوانب منها النفسية والاجتماعية والاقتصادية, حيث انتشرت ثقافة العنف والسلاح بدلاً من ثقافة المحبة والتسامح وبرزت سلوكيات غير مألوفة (خطف وقتل واغتصاب) لم نعتد عليها في مجتمعنا, مما شكل هزة عنيفة في بنية المجتمع ربما لن يزول أثرها قبل عقدين وأكثر.
قصص ومآسٍ:
هجرتنا العصابات المجرمة من منازلنا ومدارسنا, وتغيرت الحياة الاجتماعية علينا, فطبيعة الناس هنا تختلف عن العاصمة, بالإضافة إلى استغلالنا سواء بالإيجارات أو رفع الأسعار, أولادي يشتاقون لمدارسهم وأصدقائهم وألعابهم, نعاني من القلق وعدم الاستقرار خاصة أننا لا نعرف ماذا ينتظرنا ومتى ستنتهي الأزمة, هكذا شرحت أم مايا قصة نزوحها القسري من ريف دمشق, وتابعت: لن ننسى ما شاهدناه وعانيناه, ولكن لا سبيل غير الحوار والتسامح مع بعض, والتسلح بالوعي وتحكيم العقل لنعيش معاً في هذا الوطن.
تحاول الطفلة خلود.ع(10 سنوات) نسيان ما شاهدته من خلال تنمية موهبة الرسم لديها, تقول خلود: قدمت إلى مركز الإيواء من محافظة حلب, بعد أن عانينا من الخوف والقهر وما شاهدناه من قتل وتنكيل أمامنا, وبدأت برسم لوحات تحمل الفرح والطفولة في محاولة مني لإعادة البسمة ونسيان ما عاينته.
بدورها أم أحمد تتحدث عن ابنها ذو الأعوام التسعة والذي أصبح يتابع نشرات الأخبار بدلاً من الرسوم المتحركة, ويشتري الأسلحة التقليدية كالمسدس المطاطي وما شابه ذلك من ألعاب بدلاً من أن يشتري ألعاب تقليدية كالكرة والسيارات, تقول أم أحمد:يعيش ابني في حالة خوف دائم من فقداننا وخاصة في الليل مع سماع أصوات القذائف.
الآثار النفسية:
أبرز الأمراض النفسية التي أفرزتها الأزمة السورية هي: الصدمات العاطفية أولاً نتيجة فقد أو استشهاد عزيز أو قريب, القلق والاضطراب والتشاؤم ثانياً, ونتيجة طول الأزمة أصبحت بعض الأسر عصابية في تصرفاتها, وبعضهم الآخر متشائم سوداوي فقد الثقة بالآخر, وبرزت الأنانية في تفضيل الذات على الآخرين, وضياع قيمة الإيثار وظهور ظواهر سلبية قام بها تجار الأزمة عبر احتكارهم المواد والسلع الأساسية ورفع أسعارها.
تلعب البنية النفسية للمجتمعات دوراً هاماً ومصيرياً في حالة الصمود والتعاطي مع الحوادث والأزمات التي تحمل الصبغة العامة أي التي تشمل كياناً اجتماعياً بكامله حسب ما قالت المرشدة الاجتماعية سراب رقية وتضيف: يصنف المجتمع السوري ضمن المجتمعات التي تتصف بالاستقرار الاجتماعي نوعاً ما, إذ أنه لم يشهد ومنذ فترة طويلة أحداثاً داخلية مثل التي تحدث الآن حيث أن الأعمال الإرهابية طالت المدن جميعاً بدون استثناء وعانى منها الشعب السوري كله ولاشك أن تأثير الأزمة سوف يكون قوياً جداً وسلبياً جداً ويترك آثاراً على الأجيال في حال لم نسرع بالقيام بتدابير اسعافية والبدء بمعالجة آثار الأزمة فالأزمة : هي موقف عصيب أو حادثة أو موقف حاسم تظهر له نتائج سيئة كما هو الحال في الأزمات والحروب.
الأطفال الحلقة الأضعف:
يعيش الطفل السوري في خطر حقيقي وهو الحلقة الأضعف في المجتمع, بعد أن فقد براءته بسبب الأزمة, فالبعض يمارس العنف ويشارك في القتال, وسنشهد مستقبلاً أجيال تعاني من أمراض اجتماعية ومشكلات نفسية وصحية..
تقول الآنسة سراب: يعتبر الأطفال من أكثر الفئات العمرية تأثراً بالأحداث لأحاسيسهم المرهفة وشدة ملاحظاتهم الكبيرة وقدرتهم على التقاط كل ما يدور في محيطهم إضافة إلى صعوبة إدراك ما يشعرون به لعدم قدرتهم على الشرح والتفسير فالأمر يبقى مختلفاً عند الأطفال, فالطفل يبقى صامتاً أو يرفض الحديث عما يعتريه وما يعانيه من خلال مشاهدته لأعمال العنف والقتل والذبح, وبالمقابل حرمانه من حاجاته الأساسية أو السماع بموت أو فقد أحد الأقرباء أو إصابته ناهيك عن الآثار التي تتركها هذه المظاهر على الطفل.
الدعم النفسي للأطفال:
تتحدث المرشدة الاجتماعية سراب رقية عن الدعم النفسي تقول: من الضروري توفير الدعم النفسي المباشر والكامل للأطفال المتضررين سواء من قبل الأهل أو الاختصاصيين ( علماً أنه منذ أكثر من سنة نشط فريق الدعم النفسي في المحافظات ومنها محافظة طرطوس وفي طريقه للتعميم على كافة المحافظات والمناطق). وذلك من خلال إشعار الأطفال بالرغبة بمساعدتهم والشعور بما يعانون دون تقديم النصائح بشكل مباشر، ومن أنحج وأفضل الأساليب في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من الأزمات هو الرسم التعبيري واللعب التمثيلي والاستماع إلى الموسيقى والتواصل الايجابي مع الطفل وتعزيز ثقته بالكبار وتحفيزه على الكلام وأنه ينبغي على الأهل في وقت الأزمات التحلي بالشجاعة وتمالك النفس والقوة أمام أطفالهم, كما إن لثقافة الحوار بين الطفل وذويه دور كبير في إخراج الطفل من الأزمة التي يعاني منها لأن ثقافة الحوار تبدأ من الأسرة ومن خلالها يمكن تحولها إلى مبدأ اجتماعي وبعدها إلى قاعدة عامة للمجتمع, لأن أطفالنا هم من سيرسم ملامح المستقبل للوطن، فهم من سيحمل ملامح المرحلة المقبلة من خلال أفكارهم وانطباعاتهم.
دور الأسرة والمدرسة:
وعن دور الأسرة والمدرسة والمعلمين في الدعم النفسي – الاجتماعي قالت المرشدة سراب: تقوم بدورها من خلال 1- العلاقات الراعية وفرص التطور 2- بيئة آمنة ومنظمة 3- الشعور بالحياة الطبيعية 4- بناء علاقات داعمة ( الأقران والراشدين ). 5- تعلم المهارات والتمكن منها 6- الكفاءة وتقدير الذات والأمل 7- الدعم العاطفي الثابت 8- مهارات التأقلم 9- الأفكار والمشاعر والسلوكيات الايجابية ( الأفعال ).
إن لتغيير سلوك الطفل دور كبير في إبعاده عن الأزمة وأذكر أن الرسم واللعب وأيضاً الاستماع إلى الموسيقى والتواصل والحوار هي من أكثر الطرق في تعديل وتغيير سلوك الطفل.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات