تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يتلقّى برقيات تهنئة من قادة ورؤساء دول عربية وأجنبية بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لع... الجلاء في ذكراه الثامنة والسبعين… تكريس الاستقلال وخيار المقاومة الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في رحاب جامع التقوى بدمشق الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه عدداً من كبار علماء الشام دور المؤسسة الدينية بترسيخ الاستقرار من خلال ... الرئيس الأسد والسيدة الأولى يشاركان في إفطار جماعي بالمدينة القديمة في طرطوس الرئيس الأسد يلتقي المدرسين الفائزين بالمراتب الأولى في المسابقة العلمية التي أقامتها وزارة التربية الرئيس الأسد يلتقي ضباطاً متقاعدين: استثمار النضج والمعرفة والخبرة المتراكمة لخدمة الدولة والمجتمع الرئيس الأسد خلال لقاء مع أساتذة اقتصاد بعثيين من الجامعات العامة: الدعم يجب أن يبقى والنقاش لا يتم ... الرئيس الأسد يصدر القانون رقم ( 12 ) الخاص بحماية البيانات الشخصية الإلكترونية الرئيس الأسد يصدر مرسومين بتنفيذ عقوبة العزل بحق ثلاثة قضاة

السوق المفتوح والدوائر المغلقة- بقلم: ناظم عيد

قلملعلّنا أخطأنا في التماهي مع متطلبات مواجهة الأزمة على مستوى السوق وأسعار سلع سلّة المستهلك اللصيقة بيومياته، وربما علينا ألا نستثني المستهلك ذاته من المعادلة، فثمة متغيّرات حادة طرأت لم يكن مرناً كفاية في التعاطي معها، وكانت سبب وقوعه في دوامة تنازع قاسٍ مع وقائع لم ترحمه من صفعاتها المؤلمة.
والواقع أن الأزمة الراهنة التي لفحت الجميع، لم تكن سبب إشكالية أسعار السلع والخدمات، بل أسهمت بتضخيم مشكلة قديمة نوعاً ما تتعلق بأدبيات إدارة السوق، وما ينطوي تحت هذا العنوان سواء من التشريعات النافذة أو من ضوابط عمل الجهاز التنفيذي، لذا كان لافتاً أن أحداً لم يقارب أس المشكلة بل اتجهت أنظار المعالجة باتجاه المساحات التي أُلقيت فيها النتائج.. وهذا يعني الغرق في متوالية إطفاء حرائق لن تتوقف، وبالتالي الدوران في حلقة مُفرغة تماماً، وهذا ما حصل ونعاين نتائجه يومياً في الأسواق وفيما يرشح بشأنها من الأروقة الحكومية.
وقد نكون قُساة نوعاً ما لو وضعنا كل من يطالب الحكومة بضبط الأسعار أمام حقيقة أن الحكومة ممثلة بوزارة التجارة الداخلية لا تملك صلاحيات سؤال تاجر جملة أو مفرّق عن سبب رفع سعر سلعة ما، فعند حدود الإعلان عن السعر تنتهي صلاحيات السلطة التنفيذية، ويجب أن ينتهي معها إلحاح من يلح في طلب التدخل الرسمي لكبح جماح الأسعار، ونتحدّث هنا عن تفاصيل احتوى عليها قانون حماية المستهلك الذي تمّ تعميم تعليماته التنفيذية منذ يومين وخلا من أي إشارة تتعلق بضوابط سعرية، وكذلك كان القانون الذي سبقه والذي سبقه أيضاً أي منذ بدء نفاذ سياسات تحرير الأسعار.
إلا أن القسوة كانت مطلوبة في إعلان الحقائق بوضوح عبر رسائل حكومية صريحة تأخذ طابع التوعية، وهذه ليست استثناءات في تعاطي الحكومات مع أعمالها بل بديهيات لا تقبل النقاش، لكن شيئاً من هذا القبيل لم يحصل، بل ما حصل كان النقيض تماماً برسائل طمأنة غير مباشرة أنتجت إيحاءات بمواصلة الاسترخاء لدور الدولة في السوق، كما كان عليه الحال في زمن التسعير المركزي والتدخل الإداري والرقابة التموينية والعقوبات الزاجرة التي كانت من اختصاص القضاء العسكري، وسلسلة طويلة ومحكمة من الضوابط لم يبق منها شيء إلا ذكريات يأبى المستهلك والحكومة معاً الاعتراف بأنها باتت من الماضي البائد.
الآن وإن كان ولابد من الاستمرار بنهج الأسعار المحررة – ويبدو أننا سنستمر لأن الرجوع عنه ارتكاسة غير لائقة- فلتفِ الحكومة بما يلزم لتبصير المستهلك بالأمر الواقع، وهذا ليس “كفراً” تنفيذياً ولا عيباً إدارياً، وليتحمّل الأخير مسؤولياته تجاه نفسه في خياراته بارتياد ما يناسبه من متاجر وأسواق، وإلا ستبقى المواجهة غير المتكافئة مستمرة، بين تاجر يعرف ما يرتكز عليه من معززات قانونية مكتوبة، ومستهلك متمسّك بأدبيات زمن الحماية والمنع والحصر والتسعير وغير ذلك من ملامح السوق والاقتصاد المخطط بأدق تفاصيله..!!

بقلم: ناظم عيد
مدير التحرير

افتتاحية جريدة البعث ليوم الاثنين / 29/2/2016

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات