أكد الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء خلال حضوره أعمال اليوم الثاني لمجلس الاتحاد العام لنقابات العمال الجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة لمواجه التحديات الكبيرة التي أفرزتها الحرب العدوانية الكونية على سورية.وأضاف الحلقي: هذه التحديات أدت إلى تدن في كافة المؤشرات الخدمية والاقتصادية ما انعكس تراجعاً في موارد الخزينة العامة للدولة، فكان على الحكومة أن توائم بين الموارد والنفقات.
وقال الحلقي: إن الحكومة معنية بتأمين السلع الأساسية للمواطنين، والاستمرار بتقديم الخدمات الضرورية من صحة وتعليم وماء وكهرباء واتصالات ونقل وغيرها بأفضل السبل وضمن الإمكانيات المتاحة، وبتقديم الدعم للسلع والخدمات الأساسية وحوامل الطاقة بما يعزز صمود شعبنا وقواتنا المسلحة، والاستمرار بدعم الليرة السورية والحد من انخفاضها أمام العملات الأجنبية بشكلٍ متسارع، حيث تستمر الحرب الاقتصادية الشرسة على الاقتصاد السوري في محاولات يائسة للنيل منه.
انتقائية الدعم
وأشار رئيس مجلس الوزراء الى أن الحكومة سعت للتكيف مع مفرزات الحرب العدوانية وقلة الموارد من خلال اعتماد سياسات جديدة ومنها عقلنة الدعم الذي كان الهدف منه تخفيف عجز الموازنة والسعي لتخفيف كتلة الانفاق بحيث لا تتآكل كل هذه الموازنة.
ولفت الحلقي إلى الاستمرار بتأمين متطلبات العملية الإنتاجية في المدن الصناعية الأربع وتمويل المستوردات الضرورية والأساسية ولا سيما من المشتقات النفطية والمواد الغذائية.
وقال الحلقي: يجب التركيز على مفهوم انتقائية الدعم وليس شموله لكل القطاعات، موضحا بأن الدعم لا يعني الدعم المادي فقط بل يشمل الدعم العيني، فأغلب القطاعات الخدمية من تربية وتعليم وصحة مدعومة، ناهيك عن أن الدعم للطحين وللخميرة يبلغ حوالي 170 مليار ليرة، لافتاً الى أن احتياجاتنا من القمح 117 ألف طن شهرياً، وأن كتلة الرواتب هي 70 مليار ليرة شهرياً، أي 43{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} من الموازنة العامة.
وكذلك الحال بالنسبة لقطاع الصحة حيث تصل قيمة الدعم المقدمة لهذا القطاع 132 مليار ليرة، ولقطاع التربية 224 مليار ليرة، بينما التعليم 235 مليار ليرة، ومجموع قيم الدعم المقدمة لهذه القطاعات يشكل 20{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} من الموازنة العامة للدولة وهي جميعها قطاعات مجانية. واشار الحلقي إلى أن الدولة ماضية بتأمين كل متطلبات شعبنا وجيشنا وأنه لن تتخلى عن الدعم ولكن هناك قطاعات يجب أن تكون لها الأولوية بهذا الدعم وسنمضي بالتحضير لعملية إعادة الإعمار بمفهومه الشامل سواء في البنية التحتية والقطاعات الخدمية والإنتاجية أم البنية المؤسسية أو على مستوى رأس المال البشري والمادي، حيث كان لوضع حجر الأساس لمشروع تنظيم /66/ في منطقة بساتين خلف الرازي من قبل السيد الرئيس بشار الأسد إشارة واضحة بأنه باكورة مشاريع إعادة الإعمار والبناء ورسالة لكل من راهن على الخراب ودعم القتل والتدمير وتأكيد على أن السوريين ماضون في الدفاع عن أرضهم وبناء بلدهم والارتقاء به نحو مزيد من الازدهار والتقدم والنمو، وستستمر هذه الرسالة من دمشق إلى مناطق بابا عمر وجوهر والسلطانية بحمص ومنها الى حلب وصولاً لباقي المحافظات وستكون سورية قوية مزدهرة عزيزة وواحةً للأمن والاستقرار.
عمال إدلب ودير الزور سيحصلون على رواتبهم
وفيما يخص التشاركية اكد الحلقي أنه لن تكون هناك تشاركية في المؤسسات الرابحة، وبالنسبة للعمال الذين لم يأخذوا رواتبهم في إدلب ودير الزور فنحن نتابع العمل لكي يقبضوا رواتبهم ولو تأخرت بعض الوقت رغم كل الظروف، والحكومة لا تزال مستمرة بدفع الرواتب لجميع العمال، وعندما لا تصل كتلة الرواتب إلى محافظة ما فهو من باب الحرص على عدم ذهاب هذه الأموال للمسلحين.
وقال الحلقي: نحن متفائلون بعد انجازات الجيش العربي السوري في تدمر وغيرها، فهناك حقول وآبار نفط وغاز ستؤمن لنا 3 ملايين متر مكعب من الغاز وستساهم بتوليد طاقة كهربائية تخفف ساعات التقنين التي زادت مؤخراً، والحكومة لا تمول استيراد الكماليات، منوهاً بأن المؤسسة العربية للطيران معاقبة منذ عام 2005 ومع نهاية شهر نيسان الجاري ستكون هناك طائرة ايرباص بالخدمة ونأمل من خلال العقود مع الدول الصديقة أن تكون هناك أربع طائرات تعمل أيضاً عما قريب.
وفيما يخص الملف الإنساني أوضح الحلقي بأنه يشكل أحد أهم الأولويات وهو ملف ضاغط ،منوها بأن الدولة تؤمن 70{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} من هذه الخطة وما تبقى فهو من مؤسسات الاغاثة، ويتم رصد 50 مليار ليرة كل عام لإعادة تأهيل جزئي للأبنية المتضررة.
جبهات عمل للشركات الإنشائية
وزير الأشغال العامة المهندس حسين عرنوس أشار إلى أن الحكومة تولي اهتماماً خاصاً بالشركات الإنشائية ومن الضروري تأمين جبهات عمل لها بشكل كامل ومتوازن.
استيراد الأدوية السرطانية
نزار يازجي وزير الصحة قال: إنه يتم استجرار الأدوية السرطانية والمزمنة عن طريق مؤسسة التجارة الخارجية وتوزيعها للمراكز المتخصصة، وبالتالي لا يمكن التلاعب بالأدوية التي تأخذ عن طريق الوريد، أما الأدوية التي تأخذ عن طريق الفم فلا يمكن ضمان عدم التلاعب بها.
وفيما يتعلق بفتح مراكز قثطرة في حماة بيّن وزير الصحة جدية الوزارة ولكن عدم وجود مركز لجراحة القلب في حماه يجعل من الصعوبة فتح هذا المركز، وفيما يخص جهاز المرنان المعطل منذ اكثر من ثلاث سنوات فقد تم اتخاذ الإجراءات لصيانته وسيكون الموضوع منتهي خلال شهر.
التشاركية في الصناعة
كمال طعمة وزير الصناعة أكد بأن شركة الكابلات غير مطروحة للتشاركية قطعياً لأنها رابحة، وبالنسبة لزيوت حماه فهي شركة خاسرة ووجدنا أن الإدارة تتحمل جزءاً كبيراً من هذه المسؤولية، وبالنسبة لكونسروة دمشق فهي شركة رابحة ولكنها بحاجة للتطوير.
لا موافقات لاستيراد الحديد
إسماعيل إسماعيل وزير المالية قال: بالنسبة للقروض السكنية والشخصية تتم دراسة جميع الطلبات، وبالنسبة لموضوع استيراد الحديد فليس هناك موافقات على استيراد الحديد أبداً، لافتاً الى أنه يتم التعامل مع تجارنا على السعر الاسترشادي للواردات والصادرات.
وأضاف اسماعيل: لا يوجد أي نظام مصرفي يمنح قروضاً دون كفالة ورغم ذلك هناك توجيه من رئاسة الحكومة بإيجاد آلية مستقبلية بكيفية منح القروض دون كفلاء فيما يخص المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مبيناً أن صرافات حلب المعطلة بحاجة إلى قطع تبديل ولا يمكن تأمينها حالياً.
خلف العبد الله وزير العمل قال: الوزارة تقوم بجولات تفتيشية لكافة المحافظات وتتلقى جميع الشكاوى عبر موقع الوزارة، ولكل الجهات العامة الحق بإجراء المسابقات.
جمال شاهين وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك قال: إن العمل جارٍ بخصوص قضية عمال المخابز مع مدير مؤسسة المخابز رغم الصعوبات، وقد بدأت الوزارة باتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح جموح الأسعار والارتفاع الجنوني لها، وتوصلنا لتنظيم الضبوط بحق المخالفين ولدينا 14 ألف ضبط في الربع الاول من العام الحالي.
بعض معاناة المواطنين من تقصير أو فساد
بدوره أكد جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال ضرورة تحسين الواقع المعاشي الذي تضرر بفعل ممارسات العصابات الارهابية التي روعت المواطنين وسرقت موارد الاقتصاد وقطّعت أوصال الوطن، مشيراً بكل شفافية وجرأة إلى أن جزءاً من هذه المعاناة ناجم عن بعض التقصير وبعض حالات الفساد, وأضاف القادري: نقدر للحكومة إصرارها على تقديم الرواتب لكل العمال بتوجيه من سيد الوطن، فعمالنا اليوم يعملون بوطنيتهم وليس بأجورهم وجميعنا يدرك أن راتب العامل في هذه الظروف هو عبارة عن إغاثة للمعيشة، متمنياً عدم الموافقة على عرض اي موقع من مواقع القطاع العام الرابحة للتشاركية، علماً أننا لسنا ضد القطاع الخاص، فمن غير المقبول طرح شركة رابحة كشركة الكابلات للتشاركية، وايجاد الحلول اللازمة لمشكلة ارتفاع سعر الدولار التي أصبحت اليوم مشكلة حقيقية يشتكي منها الجميع والحل يكون في الموافقة على استيراد السلع الضرورية فقط وليس الكمالية.
واختتم القادري أعمال المجلس العام بالتأكيد على الدور الهام والمحوري للطبقة العاملة لإنجاح الاستحقاق الدستوري القادم وتحقيق رؤية سيد الوطن في تحويله إلى رسالة للعالم، موضحاً بأن الشعب السوري يسير وفق أجندته الوطنية ووفق ما تقتضيه مصلحته الوطنية وان مسيرة صمود عمالنا هي استكمال لمسيرة صمود الشعب العظيم وبفضل هذا الصمود وتضحيات جيشنا الباسل وقيادة قائد حكيم شجاع وصامد لم تستطع كل أمم الأرض أن تثنيه عن الدفاع عن أرضه وشعبه سنصل لنصر عظيم يسطره التاريخ.
