تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد خلال استقباله وزير خارجية البحرين: ضرورة العمل المشترك لتحقيق الاستقرار في المنطقة أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفاظ والاستدعاء لصف الضباط والأفراد الاحتياطيين رئيس مجلس الوزراء يفتتح نفق المواساة.. مشروع نوعي يشكل أولوية لمحافظة دمشق بيان عملي بحري سوري روسي بالذخيرة الحية بإحدى القواعد البحرية في طرطوس.. العماد إبراهيم: قواتنا ماضي... الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث وزارة إعلام تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1961 تحت عنوان: “الأغلبية العالمية”.. حوار فكري وسياسي خاص لوزير الخارجية الأبخازي إينال أردزينبا مع الرئ... سورية تطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة العدوان الإسرائيلي على أراضيها الرئيس الأسد يتلقّى برقيات تهنئة من قادة ورؤساء دول عربية وأجنبية بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لع... الجلاء في ذكراه الثامنة والسبعين… تكريس الاستقلال وخيار المقاومة الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في رحاب جامع التقوى بدمشق

حليب الأطفال بين يدي رجال العلم والأعمال-عبد اللطيف عباس شعبان

تشهد السوق التجارية المحلية ارتفاعا كبيرا غير مشهود وغير معقول، في أسعار مستلزمات الأطفال الرضع من الحليب المجفف والحفاضات في السنة الأولى من العمر ونفقات التدفئة والألبسة، وإن يكن بمستطاع الكثير من الأسر التخفيف من عبء بعض الإنفاق، إلا أنه ليس بمقدورها التخفيف من غذاء الطفل من الحليب، وخاصة في الأشهر الأولى من العمر، وتحديدا فيما يخص أسر الأمهات التي لا تدر حليبا يكفي اطفالهن.
أوائل الثمانينات من القرن الماضي، كان سعر علبة حليب الطفل حينئذ بحدود خمس ليرات سورية، وحاجة الطفل لعشر علب كل شهر كانت تستوجب / 50 / ل.س، أي ما يعادل 7 {844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} من الراتب الشهري آنذاك، ولم تكن يومذاك الحفاضات وبهرجة ألبسة الأطفال منتشرة بالشكل الذي هي عليه الآن، ولكن سعر علبة الحليب اليوم للطفل هو / 2250 / ليرة سورية، وحاجة عشر علب كل شهر تستوجب / 22500 / ل.س كل شهر، أي ما يعادل 90 {844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} من الراتب الشهري الحالي لوالده، عدا كلفة الحفاضات واللباس، وعقب الانتهاء من حاجة الحليب والحفاضات سيأتي عبء اللباس والأحذية، والعديد من المستلزمات التي لم تكن معهودة في ماضي السنين، كالألعاب والعربات.
إن تنامي النزعة الاستهلاكية بشكل كبير، جعل الكثير من الأسر تتبارى في اقتناء مستلزمات أطفالها – بما في ذلك ذوي الدخل المحدود منهم – ومن يدخل إلى محلات مستلزمات الأطفال ويقارن أسعارها مع أسعار مستلزمات الكبار، يجد العجب العجاب، والطامة الكبرى في النفقات اللاحقة بخصوص دور الحضانة والرياض، ما قبل دخول المرحلة الابتدائية، والتي قسط بعضها السنوي يقارب الراتب السنوي للموظف العادي، وقد يفوق قسط التعليم الموازي لكثير من الكليات في الجامعات الرسمية، وهذا الغلاء الفاحش في جميع السلع ألزم الكثير من الأسر لأن توجه مجمل دخلها لغاية الإنفاق الآني، وحدَّ كثيرا من تخصيص بعض دخل الأسر لغاية الادخار المستقبلي أو الاستثمار الحالي لمصلحة الأبناء.
إن يكن بمقدور الكثير من الأسر الحد من بعض مستلزمات الطفل في السنين الأولى من العمر، إلا أنه ليس بمقدورهم الحد من حاجته للحليب في الأشهر الأولى، مما يجعل من الجائز طرح سؤال في مرمى جميع أرباب العمل والتجار والصيادلة، أما من سياسة تسويق وتسعير تخفف من هذا الغلاء الجنوني لحليب الطفل، ومن يعرف خفايا السوق التجارية لا يرى هذا مستحيلا أو صعبا، عندما يحضر الضمير الإنساني، ومن الجائز طرح سؤال آخر في مرمى الأطباء والعلماء والصناعيين السوريين، أليس بمقدورهم توجيه الأسر السورية لاعتماد تركيبة محلية تعتمد حليب المواشي المحلية في مكوناتها بدلا من مركبات علبة حليب الأطفال، والتي في معظمها ما هي إلا مركبات كيميائية تكاد تكون خالية من حليب ما، وأيضا ألا يجعل من الجائز أن نطرح سؤالا ثالثا في مرمى الأسر وهيئات المجتمع المدني وخاصة المهتمة بالطفل وشؤون الأسرة، تحت عنوان أما من سياسة لترشيد استهلاك الحليب المستورد، وتوجيه لإنتاج تركيبة محلية أو منزلية تعتمد حليب المواشي من ضمن مكوناتها، تؤدي بعض الأهداف المطلوبة للتخفيف من عبء، وكيف كان ذلك بمقدور الأسر القديمة قبل أن تعرف بلادنا الحليب المجفف. وأطفال يومئذ هم عمال وحماة الديار في هذه الأيام.
في أواخر ستينات القرن الماضي كنت اعرف أسرة تحمل وساما اسمه وسام الأسرة لأن الأم أنجبت أكثر من / 12 / طفل، وهذه الأسرة لم تعرف يومئذ الحليب المجفف، ولكننا اليوم نشهد حجب تخفيض تعويض الطفل – المضاف لراتب والده – حتى ينعدم للطفل الخامس، وكذا الأمر بالنسبة لإجازة الأمومة، والخشية أن بصدر قريبا وسام الأسرة لمن لم تنجب إلا طفلا واحدا، رغم ما سنشهده من انخفاض في النمو السكاني و نقص في القوة العاملة نتيجة خسائر القوة البشرية في الحرب والهجرة للخارج، وأفضل العلاج لما نحن به وما هو آت لا يتوقف على أسعار الدولار، بل على حسن الاختيار وسلامة القرار.
عبد اللطيف عباس شعبان / عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية

هذا المقال منشور في صحيفة البعث ليوم الأربعاء 8 / 6 / 2016 ص 3 العدد / 15582

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات