عرافة… تسكن في الدروب جميعها… أراها في طريقي مساء”… أنظر إليها كصورة يعاد تكرارها في ذاكرتي.. تنظر إلي أيضا” وبنظراتها تدعوني إليها… ولكني أمضي في طريقي.. ولا أكترث؛ فكيف لها أن ترى مابقلبي وأن تدري ماتخفيه الأقدار… كلها تخمينات لا أجدها تقنعني.. ويمضي من الأيام العديد العديد… ومرة” أخرى.. أراها في طريقي.. تجلس على الرصيف.. تعيد ترتيب أغراضها.. إقتربت منها لأرضي فضولي إتجاهها… نظرت إلي برضى وترحيب… كان يسكن في كحل عينيها ليل لايشبه الليالي التي أعرف… وبضع نقوش في وجهها… كما لو أنها مجموعة نجوم جديدة لم تكتشف بعد… وجدائلها السوداء.. تلتف تخبئ في ثناياها أزمان وتمتد إلى أزمان أخرى… مدت لي يدها وقالت: هات يدك… فوضعت يدي فوق كفها.. كان ملمس كفها غريب.. خشنا متعرجا كسطح كوكب مهجور… لايسكن فيه أحد… وأحسست بأن يدي قد سافرت عني بعيدا” وحدها في ذاك الكوكب… وراحت تنظر كفي.. وبإصبع يدها الأخرى تمررها فوقه وكأنها تعيد رسم خطوط جديدة… نظرت إلي وقالت: أنت تبحثين.. عن مكان… عن أمان.. عن روح تنادي من بعيد… أنت فقط من يصغي… الغربة… قد نالت من روحك مكانا”… ذاك المكان.. ذاك الأمان.. لازالا بعيدين.. أيام ستمضي من عمرك… يطول صمتك ويطول.. فقط دمعك يتكلم…، تنهي حديثها لي وتسحب كفها بهدوء.. وتمضي في طريقها… وأشعر بأن يدي تاهت في كوكب فسيح.. وأمضي في طريقي أيضا”.. ويدخل ذهني في شروده… أمسك بقبضتي.. أعتصرها.. أمشي.. وأمشي.. وتسكن في روحي… عرافة..
- الرئيسية
- ثقافة
- عرافة…- راما عباس
عرافة…- راما عباس
- نشرت بتاريخ :
- 2016-07-11
- 9:10 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك