تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور محمد غازي الجلالي الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ الـ... الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات...

القسم الثاني من رواية(صَوتُ مَحْجوبَة ) للأديبة فاطمة صالح صالح..

 13884466_228859567508693_897229888_nاليوم عيد ميلادك، ياغالي.. أهديتُ روحكَ الغالية، بعضاً من نقاء الياسمين، وكتبتُ لها رسالةً باللغة المَحكية، كما يدعونها، يعني، اللغة التي نتكلم بها في قريتنا، وفي المنطقة..

أكتبُ الآن، حولَ (مَحجوبة ) بالتأكيد، تعرف أن اسمها مُستعار.. طالما حدثتكَ عنها، وطالما استغربتَ مُعاناتها.. لم تكن لديكَ المقدرة على سَماعِها مباشرةً، إلا فيما ندَر.. كنتُ اصطحبها معي إليك، وأنا أعرف مقدار تعبك، لكنها كانت ترجو مَلاداً، وشخصاً قوياً، يستمعُ إليها، باحترام، ويساعدها على حَل مشكلاتها المُستعصية.. مرةً، قلتَ لها، وأنا أسمع : كيف لكِ ألا تتعاملي جيداً مع أبو هالة..؟! إنهُ رجلٌ طيب.. وأعقبتَ قولكَ ب  : (هوي صحيح، ما إله دَيْرَة ) لكن، يجب عليكِ أن تتحمليه..
بكتْ، يومها.. ولم تعد تخبركَ بشيء..
وأنا، بدَوري، لم أعد أتعبكَ بهمومها.. يكفيكَ ما فيك..
لن أخبركَ الآن، كيف ماتتْ شقيقةَ روحي.. سأخبركَ لاحقاً…
أو.. لا. لا.. لن أخبركَ ياغالي..
نم قريرَ العين يا أخي..
فالوطنُ الغالي، الوطنُ الأم.. ينهض.. وستنهضُ معهُ روحُ مَحجوبة، كما ستنهضُ روحُكَ الطيبة، وكل الأرواح الطيبة، التي تعشقُ الخير..
كل عامٍ، وأنتَ فخرنا، ياغالي..
أختك
فاطمة
28/7/2016م

مرةً، وكنتِ قد تركتِ بيتكِ، غاضبةً، مقهورة.. واسيتُكِ، حتى هدأتِ، إلى حَدٍ ما، ونمتِ فوق سريري، الدي اضطجَعنا فوقه، متأثرةً بحبةِ المنوم، التي كنتِ تتناولينها، عند الحاجة، كما وصفها لكِ الطبيب.. كنتُ أحاولُ تسليتكِ، وإشغالكِ عن هُمومك، بقراءةِ بعضِ ماكتبتُ.. فاستأنستِ، وغفوتِ، وأنا أقرأ :

 

( بسم الله الرحمن الرحيم

قارئي العزيز..

بعد أن تلقيتَ روايتي الأولى (صلاة ٌ .. لغيومكِ القادمة ) بهذا الترحيب، وهذا الاهتمام .. وأحيانا ً كثيرة،  استحسان ..

كان ردّ فعلي الطبيعي والفطري .. أنني شعرتُ بالسعادة .. ككل إنسان يهمّه أن لايمرّ في هذه المرحلة من العيش .. هذه السنوات التي – حتى لو تجاوزت المئة – فهي قصيرة .. حسب تعداد الأيام والسنين ..

دون أن يتركَ أثرا ً يدلّ على هويته كإنسان فرد ..

حاولتُ – في روايتي تلك – أن أرسمَ بعضا ً من معالم روحي .. هويتي .. ذاتي الحقيقية .. التي ليس من السهل على إنسان عصرنا الراهن العثور عليها ..

لكنني أرى أن الفنون جميعا ً.. بما فيها الأدب .. إن كانت فنونا ً حقيقية .. صادقة .. كفيلة ٌ بأن ترسم َ ظلال أرواح أصحابها.. وأن تكون مرآة ً لنا جميعا ً نحن البشر.. تعكس آلامنا.. وآمالنا.. ومعتقداتنا.. وتجعلنا نتجنب الوقوع في المطبات التي وقع فيها أبطال هذه الرواية .. أو تلك .. هذه اللوحة.. أو تلك .. أي أنني أرى في الأدب .. رسالة حبّ إنسانية..  تختصر المعاناة التي مروا بها .. ليأتي مَنْ بَعدَنا .. ويبني على واقع صار أقل أخطاء .. وأكثر عدلا ً .. وهكذا ..

إذا ً.. الأدب من وجهة نظري .. رسالة حبّ للآ خر .. للإنسانية ..

تقرّبنا.. شيئا ً .. فشيئا ً.. من الكمال .. ومسؤولية الأديب .. أن يساهم في

إحقاق الحق .. وأنا أحاول أن أكون أديبة ..

وأحاول أن أنقل لكم تجاربي وتجارب غيري من الناس .. بالكثير من المصداقية .. لأصل معكم .. وبكم .. إلى ( المُشترَك الإنسانيّ )”1″

أشعر بالمسؤولية الأخلاقية .. في كل ما أقوم به من أعمال .. لكنني أكثر ما أحاول أن أطبقها .. في الأدب..

لذلك .. سأغامر .. وأبحر معكم .. في رحاب رواية ٍ أخرى .. أرجو أن تنال رضاكم ..

                                                         فاطمة ..)

كنتِ تحاولين التركيز، وتبدين اهتماماً، واستيعاباً لما تسمعين، وكنتُ ألعبُ على أوتار صوتي، أرفعهُ وأخفضه، وعينايَ تراقبان ارتكاسَكِ، وأظن أنني ساهَمتُ بدلك، في تهدئتك..

وعندما استيقظتِ، بعد أكثر من ثلاث ساعات، نادَيتِني :

  • فاطمة، أين أنتِ..؟! تعالي ساعديني على النهوض..

جئتكِ، مُسرعةً، مبتسمة :

  • استيقظتِ، يا محجوبة..؟! قومي، لقد أعدَدتُ الطعام..
  • آخ.. رأسي يضربُ بقوة.. وأكادُ أفقدُ توازني.. ساعديني، أرجوكِ..

خفتُ أن تسقطي فوق إسمنتِ الغرفة، وأنا أمسككِ من كفيكِ، وأقتادكِ، وأنتِ تترنحين، إلى الحمام، وأعيدكِ، لأغسلَ يديكِ ووجهكِ ببعضِ الماءِ، الممزوجِ بقليلٍ من الكحول الطبي.. فتنتعشين قليلاً، وتمطرينني بالأدعية :

  • ألله يوفقك، يا فاطمة.. ألله لايرميكِ من حيلك.. ألله لايحوجك سوى لوجههِ الكريم..
  • ماشاءَ الله.. صِرتِ شيخةً، يا مَحجوبة..؟!

تبتسمين.. وأفرح.. ونتناولُ الأرز المخلوط باللبن..

ثم تشربُ كل واحدةٍ منا، كأساً من الزوفا، وأضع على الطربيزة، أمامنا، صحناً صغيراً، فيه بَعضُ (المُمَلحَة ) والبدر الصغير، ومنفضة زجاجية..

 

 

 

_________________________________________

            ظل مُعتز يلاحقها كمراقب .. وكسلطة قامعة .. تراقب متهما ً جاهزا ً .. مجرما ً .. لايمكن أن تسمح لأية حركة من حركاته أن تغيب عن أنظارها ..

وهي تتناول طعامها .. أو تطبخ .. أو تزور أحدا ً .. أو تشرح الدرس لطلابها .. أو تتعامل مع ابنتيها ..أو تستقبل ضيوفا ً .. أو حتى حين تنام .. أو تتنفس ..أو تسعل .. أو تقلم أظافرها .. أو تنتقي ثوبا ً ..أو خضارا ً ..

كان الرقيب قد استبدّ في كل حركة وكل همسة وكل فكرة تخطر على بالها .. صار الخوف سيد حياتها ..

تحاول أن تفعل كل مايرضي هذا الرقيب .. لكنها تفاجأ أن مطالبه تفوق طاقاتها .. وأنها كلما استسلمت لتلك القوة القامعة .. كلما ازدادت هذه القوة شراسة .. وتعددت مطالبها أكثر .. وكلما استبدّ بها الإرهاق النفسيّ والجسدي .. والإحساس باللا جدوى من كل جهودها المهدورة للخنوع إلى مطالب الأقوى .. حتى ضاعت هويتها .. وفقدت إمكانية التعرّف على رغباتها هي .. الحقيقية .. حاجاتها الأساسية ..

ضاع / حقها في الحياة / ..

وتصرخ قوة في داخلها :

لا .. وألف لا ..

لن أتخلى عن داتي { قد تكون خيرهدية تتلقاها .. صفعة .. تردّكَ عن طريق خاطئ } و { لنقل .. لا .. لكل من يحاول أن ينتهك حقنا في الحياة } وتتذكر : { إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } و ( لو اطلعتم على الغيب، لاخترتم الواقع ) و (عَسى أن تكرَهوا شيئاً. وهوَ خيرٌ لكم ).. فتهدأ وتشعر بالإطمئنان، تتوضأ، وتتلو آياتٍ من القرآنِ الكريم..

يراها (أبو صَباح ) فيضحكُ، ساخِراً :

  • هه.. آ.. أو، صحيح،أن كل مَن كان في حالتكِ، يلجأ إلى الله..!!

تتابعُ التلاوةَ، مطمئنة :

(ألا وبدكرِ اللهِ تطمئن القلوب ) ( وبشرِ الصابرين ).. صدقَ الله العلي العظيم..

تعيدُ المصحف الشريف إلى مكانه، فوق رأسها، حيث تنام بسريرها المنفرد.. وتنهض……………..

________________________________________

 

اليوم، زرتُ أختكِ الكبرى، يامحجوبة.. شربتُ معها كأساً من المتة.. كان وجهُها يبدو نورانياً، كعادته،  لم أكن أريد التحدثَ معها حَولكِ،  كعادتنا، على مدى سنوات عمركِ التي قاربتِ الستين، هي الوحيدة التي حملتْ هَمكِ، ودفعت دمَ قلبها، من أجل خدمتك، والوقوف إلى جانبكِ في أتعَسِ أوقاتِ حياتكِ، هي التي كانت تأخد لكِ القروض، باسمها، وتدفعُ عنكِ، عندما لاتستطيعين التسديد.. هي التي كانت تعطيكِ أغلبَ مصاريفكِ، هي التي……………………………… إلخ..

لا أعرف كيف أتينا على سيرتك، حاولت أن ألطف الجو، وأطمئنها أنك سعيدة، وأنك ارتحت من كل هموم الدنيا، وأنك قريرة العين.. لكن انفعاله الشديد، بدأ يتظاهر على شكل تنهدات متلاحقة، كأنها تلتمس المزيد من الأكسجين، قلت لها : انسيها.. فقد نالت ماكانت تحلم به، وارتاحت من هدا العالم الظالم.. ازداد انفعالها، وهي تدكر بعض معاناتك، التي لم تبرح داكرتها المتعبة، حتى لحظة واحدة، وكانت معاناتك، قد سببت لها، ولأسرتها المزيد من الضغوط، المعنوية، قبل المادية.. وعندما أطلب منها أن تنساك، وأن تريح نفسها لأنها قدمت لك في حياتك الدنيا، مالم يقدمه لكِ أحد، يزداد انفعالها، وتصلح جلستها، وتقسم أنها لم تعد تفكر بك، مند أن أراحك الله من سموم الأقربين والأبعدين، وتنزعج جدا عندما أقول لها، أن ماقدمته لك من خدمات مادية ومعنوية، كفيل بأن يدخلها الجنة.. وما أزعجها أكثر، أنني مازلت أحتفظ بوصيتك، التي اعدتك على صياغتها صديقتك المحامية، بأن تتحول الأرض التي كتبها زوجك، باسمك، إلى بناتها الخمسة، وابنها الوحيد، بالتساوي.. حنقت جداً كالعادة.. وقالت، أنها مزقت النسخ التي صورتِها عنها، وأعطيت كل بنت من بناتها نسخة موقعة باسمك، ولابنها نسخة، وأبقيت النسخة الأصلية معكِ، مغلفة بالنايلون اللاصق، وعليها توقيعك، وعدة بصمات من إبهامك الأيسر، وأخفيتها عن الجميع.. فرحت بناتها وابنها كثيراً، ودمعت عينا زوجها، حباً وتقديراً لكِ، وأخبرهم أنها لفتة كريمة ومعنوية، تعبر عن أصالتك، ووفائك.. لكن أختك جمعت كل النسخ، وأخفتها عن الجميع، وربما مزقتها، صارخةً بكِ وبهم، أنها لايمكن أن تقبل من رزق زوجكِ حتى ولو درة تراب، لا في حياتك، ولا بعد موتك.. طلبت منها أن تهدأ، فازداد انفعالها.. شعرت بالدنب، فلا ينقصها تعب وإزعاج وحتى مرض، تعاني منه، وأمراض، وهموم تحضر وتغيب، على كل أفراد أسرتها، وهي على وشك التقاعد، وقد استدانت هي وزوجها وأسرتها، كل القروض الممكنة، من البنوك العامة والخاصة.. لكنها فعلت دلك، بتعقل، وبتقدير أن بإمكانهم إيفاؤها بالتقسيط، اعتماداً على رواتبهم جميعاً، ومساعدة بناتها في الغربة.. ولم تهدأ حتى وعدتها بأن أمزق النسخة الأصلية من وصيتك، على أن ترتاح من جهتك، على الأقل.. أبدت ندمها على إكرامها لزوجك، الدي أهانها وأهان زوجها أكثر من مرة، رغم أنها كانت تضغط القيح على الدم، كي لاتقطع علاقتها معه، كرمى لك.. قلت لها أن روحك راضية كل الرضى عنها، وأنك كنت تدعين لها الله أن يعطيها حتى ترضى، وأن يجزيها عنك، خير الدنيا والآخرة، أنت وزوجك وكل من وقف معها في محنتها.. فيرد زوجك، دامعاً : والله راضين من فضل الله، يامحجوبة.. صحيح أننا تعبنا جداً، لكننا، وبإدارة أختك، أكثر مني، حققنا الكثير من أحلامنا، وأهَمها، الرزق الحلال، وتعليم البنات، والإبن، حتى نالوا جميهم، شهاداتٍ جامعية، وحصلت أغلب البنات على وظيفة، وتزوجن من أحببنه، ورضين به، وكان اختيارهن موفقاً، لله الحمد، فلولا هده الحرب اللعينة، وتهجيرهم من مناطق عملهم، وقتل الكثير من زملائهم بالعمل، أو اختطافهم من قِبَلِ العِصابات الإرهابية المُجرمة، لكانوا سنداً لكم من الناحية المادية والأسرية، لكن بعضهم يعمل في القطاعات الخاصة، بعد أن فقدوا عملهم، نتيجة استيلاء المجرمين على المناطق الهامة جداً من الناحية الإقتصادية، التي كانوا يعملون بها…

ياروحَ مَحجوبة، يا توأم روحي، التي ماتت، من مدةٍ قصيرة..

هاهي وصيتكِ، الأمانةُ، أمامي.. بحثتُ عنها في أوراقي المُكدسة، لأفي بعهدٍ، عاهدتهُ لأختكِ الكبرى، حتى أمكِ كانت تقول، أنها هي أمها، وليس العكس، من كثرةٍ ماقدمتهُ من خدمةٍ لها، فكيف بكِ أنتِ..؟!

يا شقيقة روحي التي فقدتها، ولم أحزن على رحيلها.. أغص، وأنا أقدِمُ، وأتراجع، لكنني سأفي بعهدي، وأنت مدركةٌ تماماً، أنني وفيةٌ لكل عهودي.. سأمزقها الآن، سنزعلين قليلاً، ثم تفرحين لأنني أرحتُ أختكِ الأغلى.. هي التي ترفضُ أن تأخد، حتى حبة تراب من رزقِ زوجك (أبو صباح ) الدي نكد عليك عيشك، كما نكد عيشها، أكثر من أي شخصٍ في أسرتك..

الساعة الآن، تجاوزت الثانيةَ عشرة، ودقيقتين، من صباح يو السبت الثلاثين من تموز عام 2016م.. قبل قليل، قطرتُ في عين زوجي اليسرى، قطرةً مضادةً للإلتهاب، وصفها له طبيب عيون في طرطوس، عقب إزلةِ غشاءٍ بالليزر، كان قد نما تحت العدسة الصنعية، التي وضعتها له طبيبة العيون من سنتين، وأخدت 30 ألف ليرة، أجرها.. من يومين، الأربعاء الماضي، نزل إلى طرطوس، فحوله طبيب عيون، إلى مركز الييزر الدي كان مزدحماً.. لن أطيل، سأنزل من سريري، وأحضرُ مقصاً صغيراً، أقص بهِ وصيتكِ، الأمانة..

انتظري، ياروحي.. ستفرحين أكثر عندما تعرفين أنني أسديتُ خدمةً جُلى لكِ، لا تقدرُ بمادة.. وهي إراحة قلبِ أختك..

انتهتِ المَهَمةُ بنجاح.. سأضحكِ علي، فبعد أن قصصتها عدة قصاصات، ورميتها في سلة المُهمَلات، وعدت إلى سريري، واستلقيتُ عليهِ، لأكتبَ لكِ، مباشرةً، على شاشةِ اللابتوب، أنني أتلفتها، وإدا بي أرى نسخةً ثانيةً منها، ضحكتُ، ونزلتُ ثانيةً، وأتلفتها هي الأخرى، ورَمَيتها في سلةِ المُهمَلات..

أرجو أن تكوني راضيةً، يا روحي، كما أنا أكادُ أعودُ راضيةً.. وفي الصباح، سأكتبُ رسالةً أرسلها من جهازيَ الخلوي، إلى أختكِ الأغلى، وأخبرها، بشكلٍ مُقتضَب، أنني وفيتُ بوعدي لها، فهي لاتتحملُ الحديثَ بالموضوع، مُطلقاً، لكنني سأحاولُ أن تكون المرةَ الأخيرةَ التي أفتحُ سيرتهم أمامها، أو حتى التلميح بها…

تصبحين وتمسين بسلامٍ وأمان، ياروحَ مَحجوبة..

نهاية 9

ا(صَوتُ مَحجوبَة ) 10
__________________

الآن، تُتلى آياتٍ من سورة يوسف (عليه السلام )، وتداع عبر مئدنة جامع ( الشيخ بدر ).. ويُعلنِ مؤدنُ الجامع، عن ارتقاءِ اثنينِ من شهدائكِ يا سوريا.. الشهيد الغالي الملازم شرَف (غدير خلوف ) من قرية شْرَيجِس، التي صارَ اسمُها من سنوات (سْريجس ) وكلا اللفظان صحيح.. استشهِدَ فيكِ أيتها الشهباء.. والشيهيدُ الثاني، من قرية (النيحا ) كنيتهُ (خَدوج ) ولم أسمع اسمه، لأن إحدى قريباتي، كانت تسلمُ علي، وهي قادمةً إلى عيادة الدكتور (محمد ).. الشهيد الأول، سيُشيع جثمانه اليوم.. ولا أعرف كم بلغ عدد شهداء قريته المُجاوِرة، لكنهم تجاوزا الخمسين شهيداً، من زمان… بالإضافة إلى الجرحى والمخطوفين والمفقودي.. الشهيد الثاني، سيُحَددُ دفنُهُ لاحِقاً…..
هل أتابعُ سردَ روايتي حَولكِ، يا توأمَ روحي..؟!
أخجلُ من دماءِ الشهداء، وأنات الجرحى، وعدابات المخطوفين والمفقودين، من نساء، ورجال، وأطفال، وشيوخ..
لكنني سأواصلُ، بإدن الله.. سأواصلُ الدفاع عن المظلومين، في وطني الأغلى، والعالم..
وسلاحي الأمضى، والوحيد، هو قلمي، يا مَحجوبة…
بالأمس، كتبتُ على جهاز (اللابتوب ) هدا، بعضاً من هدهِ الرواية، الأمانة…
هدا بعضُه :

 

أمس، مساءً، وأنا أبحث في أوراقيَ المبعثرة، ودفاتري القديمة والحديثة، عثرتُ على كثير من الأشياء التي تهمني، ومنها ورقة صفراء قديمة، لا أعرف من إين حصلت عليها، وكتبت، بخط يدي، هده الكلمات :

(كامل… مرحبا…

البرغلات بالتقلاية بالبرداد..

سخنهم قليلاً..

اللبنات جنب الغاز..

البصلات والبندورات عالمجلى..

لا تاكل كتير عيب ببيوت العالم..

صحة..

فاطمة

الساعة 3 وثلث )

وعلى خلفية الورقة مكتوب بخط طباعة (أحدية سامي ) دمشق – صالحية – شارع العابد – جادة بندق –

بالعربي والأجنبي، وأرقام هاتف المكتب، والمعمل..

بعدها بقليل، خمنتُ أن وصيتكِ، الأمانة، التي طلبتِ مني أن أخفيها عندي، لأنكِ لا تجرئين على إطلاعِ (أبو صباح ) عليها، قد تكون موجودةً ضمن غلافٍ بلاستيكي، مخصصٍ للأوراق المطبوعة، أو المستندات.. وبعد بحثٍ قليل، وجدتها……!!

كما وجدت الكثير من الأوراق والدفاتر التي تحوي نشاطات، وإبداعات (أعضاء، وأصدقاء “مكتبة الثقافة ” ) التي أنشأتها في أوائل ثمانينات القرن العشرين ومنها، عدة نسخ مصورة، من الصحف، لقصائد نشرت لي فيها، وكان (أم ريم ) رحمها الله، قد أوصتني أن أحتفظ بأرشيفٍ لي، يوثق كل نشاطاتي الأدبية، وألا أتجاهل دلك، كما فعل (خالد ).. وكانت، رحمها الله، تحتفظ بغلافٍ أسمر كبير، كتبت عليه : (كل ما يخص فاطمة صالح ) أو، ماشابه دلك، وعندما رأيتها تحملهُ، بيدينِ كريمتين، مُرتعِشتين، لتريه، بفخرٍ،  لبعض أقارب زوجها، كانوا قد سبقونا، أنا وابنة أخي، وابن أختي، إلى بيتهم، كدتُ أبكي محبةً وعِرفاناً، لتلكَ المرأة، الأم، والصديقة، والإنسانة..

 

( هل سيحدث لي ، مثلما حدث لكِ ياخالتي الحبيبة ..؟!

هل ستكون نهايتي بأن يربطوني .. ويحبسوني في غرفة ٍ جانبية .. لاتصلح حتى لمعيشة جرذان الحارة ..؟!

يرمون لي ببعض الفتات من خبز ، ولبن مخلوط بالماء .. أو طاسة حليب .. أو بعض خصلات ٍ من العنب / تبلّ قلبي / .. أنا العجوز التي هرمت من قبل أن تكمل السابعة عشرة من عمرها القاسي .. البائس ، المقهور ..

والذي تجاوز منذ أيام الثلاثة والخمسين عاما ً – حسب تعداد الأيام والسنين .. لكنه تجاوزها كثيرا ً .. حسب تعداد ساعات ولحظات وأيام القهر والظلم والألم والطموح ..

تصوري ياخالتي الغالية ..

إنني أقول / الطموح / ..!!

سمعت ِ ..؟! )

 

وتؤنبكِ أختكِ الكبرى، لأنكِ تتوجسين، وتخافين أمراً، لايمكن أن يحدث.. فظروفُ خالتكِ، تختلفُ كثيراً عن ظروفك..!

نهاية 10

     كان زوجها مسافراً خارج المحافظة، عندما سمعت دوي سيارةٍ تقفُ أمام المنزل..

فتحتْ نافذة الباب الصغيرة لترحّب بالضيف، التاجر الحَلبي، الدي كانَ يُعرفُ أنهُ يحملُ أكثر من شهادةٍ جامِعية.. وتخبره أنّ زوجها غير موجود .. عله يعتذر ويعود أدراجه .. لكن ذلك لم يحصل .. بل بالعكس .. ضحك ، ولاطفها أنّ هذه الجبال هي – كأصحابها – متعة ٌ للناظرين ..

وعندما همّتْ بإغلاق النافذة، بهدوءٍ مُصطنع، لامَها، بكثيرٍ من (الرِّقة ).. ذئبٌ يستدرج نعجة ..

لم تعرفْ مَحجوبَة، كيف تخلّصتْ من  دلك الزائرغير المرغوب فيه، والدي أجابَ على سؤاله، بأنه سألَ الكثيرين من أهل قريتها، فدلوهُ على منزلها، بمنتهى الإحترام.. تأكدت مما كانت تتوقعه .. فأخبرته بكثير من الجرأة والوضوح، أمام أختها وجارتها، اللتين كان قد تفاجأ بوجودهما عندما أرغمها إلحاحُه ( الأخويّ ) كصديق،

على الدخول :

         – معقول أنتم دار أبو صَباح، دار الكرَم وحُسن الضيافة .. تقابلون ضيوفكم بهذا الشكل ..؟!

بدا على وجهها الصمت اللئيم، والإحتقان المبالغ فيه، وهي تطلبُ من أختها تحضيرَ فنجان وحيد، من القهوة، شربه وهو جالسٌ كأنه في استراحة .. بينما هي واقفة، كأنها على جمر ..

حتى اضطرّتْ أخيرا ً أن تقول له بأقصى درجات الانفعال :

      – أرجوكَ أيها الأخ .. احترمناكَ كما يحترم العربيّ المسلم ضيفه .. فاحترمنا أنتَ .. واخرج من دارنا الخالية من الرجال ..

لكنه عاد ولامَها بمنتهى ( الرقة ) :

      –  تطردينني يا أم صباح ..؟!

مما أخرَجَها عن طورها بشكل نهائيّ .. فأمَرَته بالخروج .. وأخبرته – بكثير من القسوة والجرأة – كمن يضع النقاط على الحروف –  أنّ منزلها هذا، يختلف كثيرا ً وبشكل جذريّ عن المنزل الذي يُستضاف فيه في القرية المجاورة .. لكنه لم يخرج إلا بعد أن هدّدَته بأنها ستطلب الشرطة ..

في اليوم التالي تفاجأتْ مَحجوبَة،  بذلك الشخص، يدخل غرفة مكتبة المدرسة التي تعمل فيها .. يصطحبه أحدُ زملائها المدرّسين بكثيرٍ من الوقارِ والاحترام ..

تصاعَدتِ الدماءُ من عروقها باتجاه الرأسِ، الذي راح ينبض بقوةٍ،  ظنت معها أنه سينفجر .. مما أخاف زميلتها التي كانت تشاركها الجلسة خلف مكتبها .. تدردشان وتشربان المتة ..

لم تستطع محجوبة،  تناول حبة المهدّىء، دون مساعدة ( صِبا ) .. التي تناولت من يدها المرتجفة ظرف /الأوبرفال / عيار واحد .. وثقبته لتخرج الحبّة التي عجزت يدا مَحجوبة، المرتعشتان عن إخراجها.. تناولتها مع قليلٍ من الماء، ثم دخلت الحمام، وأغلقت بابه بالمزلاج، وبقيت على هده الحال، حتى أخبرتها زميلتها أنه خرَج..

أخبرتْ زوجَها بالحالتين، فازدادَ عبوسُه..

طلبتْ منهُ ألا يعودَ ويرحبَ بدلك الشخصٍ الوقح..

لم يرتكِس، ولم تتغير ملامحُ وجههِ القاسية..

في اليوم التالي، التجأت إلى أخيها :

  • أخي.. معتز، لن يحميني.. مُعتز، تزوجني، فقط، ليفرغَ كل عُقَدِهِ بي.. أرجوك.. أرجوكَ احمِني أنتَ..

طمأنها أخوها، أنه سيتصرف، ووعدها أنها سوف لن ترى دلك الشخص، مرةً ثانية..

وكان دلك..

_______________________________________________

 

  • سأقبلك – فقط – قائدا ً.. وأنا شريكته .. يعرف كيف يدير دفة السفينة في الاتجاه الذي يلائم حياته .. نعرف كيف نتعاون على إدارة السفينة ..
  • لكن الطبخة التي يشارك فيها اثنان، تحترق..
  • سيطبخ كل منا طبخةً، ونأكلُ من صِنفين، بدلا ً من صنفٍ واحد ..

قسَتِ الحياةُ علي، وقسَتْ عليك.. أنا التجأتُ إليكَ من قسوةِ زوجي علي..

  • لابد أنهُ عاملكِ بتكَ القسوة، لأنكِ تستحقينها..
  • مادا فعلتُ لهُ، أو لكَ، أو لأيٍ كان..؟؟!! يا أبو صَباح، العمرُ قصير، وأنا وأنتَ نحب بعضنا، وبإمكاننا إتمام هده الحياة الدنيا بسعادةٍ، ورضى.. يدي بيدكَ، تعال نحيا كما نرغب..
  • ولك، أنتِ..؟! أنتِ..؟! ( ويشيرُ عليها من أعلى رأسها إلى أخمصِ قدمَيها، مُستهزئاً.. ) هل أنتِ مقنعة بأنكِ تعلمينني مادا أفعل، وكيفَ أحيا..؟!

واللهِ، عال..!!

  • أنا لا أعلمكَ، يا مُعتز.. لا أعلمكَ، يا أبو صَباح.. أنتَ مَن تعلمني.. لكنني أبدي رأيي..
  • أتصمتين..؟! أم أضربكِ كفاً، يتكفلُ بدلك..؟!

تبكي، وتبكي، وتبكي.. وترتجفُ خوفاً من فقدانها طاقتها بشكلٍ تام، وأن يتركها زوجُها، ويصعدُ دلك الدرب القاسي والطويل، ليستريح في بيته، وهي لاتقوى على السير خلفه، وترتعبُ من فكرةِ أن يحل الليلُ، وهي وحيدة، في دلك الوادي البعيد، حيث كانا يجمعانِ حباتِ الزيتون الجافة، قبل أن يطمرها السيلُ المتوقع، حسب ما سمعاهُ من إداعةِ دمشق..

تتناولُ المزيدَ من الحبوبِ المُهدئة.. وتتدكرُ قولَ طبيبها :

  • يا أختي.. أليس لديكِ أهل..؟!

ودلكَ الطبيبُ، الصديق، الدي اصطحبها معتز إلى عيادته، ليجري لها تنظيراً سُفلياً.. ومن شدةٍ خجلها، وألمها النفسي والجسَدي، وهي تديرُ مؤخرتها العارية، أمامهما، أكثرتْ من التأوه..

  • آخ، يا أمي.. آخ.. آخ، يا أمي.. آخ..!!
  • لا عليكِ يا أخت مَحجوبة.. طولي بالكِ، الأمر بسيط.. دقائق، وننتهي..
  • لا يهمك، يادكتور.. هي هكدا.. حتى مع زوجها الأول..
  • حرام عليك، يا أخ معتز.. حرام.. حرام..

فيصمت..

_________________________________________________

أربع سنوات زواج من مُعتز، ولم يتحقق حلمهما بالإنجاب.. كانت تؤكد له أن الأمر منها، لأنها هزيلة، ومرهقة نفسياً.. وكان هدفها أن ترتاحَ من مشقة الدوران بين عيادات الأطباء في العاصمة، البعيدة.. وهي لاتشعرُ بالأمان معه.. كما أنها لاتستطيعُ الإستغناء عنه، وقد صارت وحيدة، بعد وفاة زوجها العجوز(موَفق ) وزواج تالة من زميلها في الجامعة، وسفرهما إلى بلاد الغربة.. وبقاءِ هالة، متعلقةً ب(ريمون)ابنِ عمها وائل، دون الإلتفات إلى أمها، وحاجاتها.. ولا تدخل المنزل، إلا بعد منتصف الليل.. وبعض الليالي، كانت تبيتُ خارج البيت، وتخبر أمها أنها تأخرت بالسهر مع (خطيبها ) ريمون.. ونامت في غرفةِ أختهِ لُبنى..!!

لكن معتز فاجأها، يوماً، أنه دهبَ بمفرده إلى الطبيب، الدي وصَفَ له بعضَ الحقن.. كانت تحقنهُ بها، وتحرص على تكسيرِ الزجاجاتِ الفارغة، كي لايرها أقاربه الدين يدرسون الطب..

لكن، وحين جاء وقتُ إحدى الحقنات، أيقظته، لتحقنه بها قبل النوم.. تركته في الصالون، ودخلت غرفة النوم، لتحضرَ الحقنة.. دقائق، ولم يدخل معتز.. دخلت الصالة، وبهدوء :

  • هل نمتَ، يا مُعتز..؟! لقد حضرتُ الحقنة، وانتظرتك..

دخل الغرفةَ، وهو يترنح من النعاس.. وبعد أن أعطته الحقنة، راح يشهقُ، متوتراً، صائحاً : يا ألله..!! مصفر الوجهِ، يكاد يموت..

أسرعت، وساعدته على الإستلقاء فوق السرير، وراحت تهدؤهُ، بمنتهى الحنان والتشجيع…

  • معتز.. معتز.. أنتَ قوي.. قوي يا معتز.. الأمر عادي.. عادي.. كان علي أن أنتظر حتى تستيقظَ بشكلٍ تام.. ولا يهمك يا معتز.. أنا بجانبك، وأنت قوي..

وراحت ترفع له ساقيه، كي ينزل الدمُ إلى دماغه.. وماهي إلا لحظات، حتى عادت الأمورُ إلى طبيعتها..

استلقت بجانبه، وضمته إلى صدرها، وراحت تقبله :

  • حبيبي.. حبيبي يا معتز.. سأكسر كل زجاجات الدواء.. سأرميها في سلة المُهمَلات.. أنتَ كنزي يا مُعتز.. أنت حبيبي.. ولا يمكن أن أسمحَ لكَ بتناوُلِ، حتى حبةِ دواءٍ، بعد هده اللحظة.. ظفرُكَ، بكل أطفال العالم.. ثم إن ابنتي لنا نحن الإثنين، يا حبيبي.. تكفينا.. بل، نستطيع مواصلةَ حياتنا بمفردنا.. ولتدهب ابنتايَ حيثما ترغبان..

وحينَ جاءَمَوعِدُ حَيضِها، لم ترَ شيئاً.. عدة أيام، ولم تأتِ دورتها الشهرية.. آ… إنهُ سن الضهي.. سن النضوجِ، يا مَحجوبة.. لا عليكِ.. كل الأمور طبيعية.. ستغيبُ وتأتي.. ستزداد غزارةً، وتنقص.. ستعانينَ قليلاً، أو كثيراً.. لكن كلهُ طبيعي.. وما من داعٍ لإخبارِ مُعتز.. فقد يتوهم..

لكن..

لكن، يا مَحجوبة.. !! محجوبة.. الأمرُ ليسَ وَهماً.. ليسَ وَهماً يا مَحجوبة…

رقصتْ روحاهما..

وراحَ يراعيها، ويدللها، ويقوم بأغلب أعمال البيت، ويندر الندور على أن يفيها بعد قيامها بالسلامة..

سَجَدت مُنى، حين عرفت أن أخت زوجها حامل، بوَلدٍ، دكر..

تستحقين كل خيرٍ، يا محجوبة.. وتستحق أكثر، يا مُعتز..

لكن………………………….

لم يستطعْ أحدٌ أن يُدركَ قبلها، الحقيقةَ المُرة..

أخفتِ الطبيبةُ التي أجرت لها العملية القيصرية، صدمَتها، وهي تتناولُ المولودَ.. هربتْ من زغرداتِ الأهلِ المتجمعين لاستقبال الطفلِ الحُلم.. الطفل المعجرة.. الطفل المستحيل، الدي حبلت به أمه، التي تجاوزت الثالثة والأربعين، وهاهو يخرجُ إلى النور، إبن تسعة..

(مُتلازمة داون )…!!

مَن الدي أطلقَ هدا الاسمَ،على مثلِ هده الحالةِ، التي ماكان يعرفها، أو يسمع بها أحدٌ، قبل عدةِ سنوات..؟!

لن أشرحَ أكثر، يا مَحجوبة..

الكل يعرفون..

 

_______________________________________

هَل أرضاكِ هدا، ياروحَ مَحجوبة..!!

هل أكتب المزيد..؟!

ومادا تنفعُ الكتابةُ، بعدما رحلتِ، يا توأم روحي..؟!

لا… بل، سأكتب..

فطالما كان رأيُنا مُتطابقاً، بأننا نحاربُ قيَماً سلبية.. ولا نحاربُ أشخاصاً بعينهم..

ونمَجدُ قيَماً معنويةً، إيجابية.. ولا نمجدُ أشخاصاً بعينهم..

ونردد الآيةَ الكريمة :

(ونفسٍ وما سَواها. فألهَمَها فجورَها وتقواها. قد أفلَحَ مَن زكاها. وقد خابَ مَن دَساها ) صدق الله العظيم.

 

 نهاية 11

 

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات